حراك بيروت مستمرّ وعناصر حزبية مستمرة بتهديد المتظاهرين

حراك بيروت مستمرّ وعناصر حزبية مستمرة بتهديد المتظاهرين

21 سبتمبر 2015
تكتّل عدد من الناشطين بوجه أنصار بري(تصوير: حسين بيضون)
+ الخط -
مرّت تظاهرة الحراك المدني بسلام، على الرغم من الضغوط الأمنية غير الرسمية، التي حاول بعضهم فرضها على الناشطين والمشاركين فيها. 

فبينما كانت التظاهرة تنطلق من منطقة برج حمود، المدخل الشمالي لبيروت، كانت ساحة الشهداء في وسط بيروت تشهد غزوة من عشرات مناصري "حركة أمل"، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذين دخلوا الساحة واعتدوا على المعتصمين المنتظرين وصول المسيرة إليهم.

وتحدث عدد من الناشطين الذين كانوا موجودين في الساحة لـ"العربي الجديد"، مشيرين إلى أنّ "مناصري أمل أو الشبيحة كانوا يحملون السكاكين والعصي، وتعرضوا بالضرب لعدد من المتظاهرين الذين كانوا يرفعون شعارات عن فساد الطبقة السياسية". وكان لافتاً أنّ أحد المتظاهرين رفع لافتتين، الأولى لصورتي مؤسس "حركة أمل"، موسى الصدر، ولأمين عام حزب الله حسن نصر الله، مذيّلة بعبارة "رموز وطنية"، والثانية تحمل صور كل من بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، وفيها إشارة إلى فساد هذا الثلاثي. وكان نصيب هذا المتظاهر القسم الأكبر من اعتداءات "الشبيحة"، بحسب ما يصف الناشطون أنصار الذين لم تعتقل منهم القوى الأمنية سوى شخص واحد، مع أنّ الاعتداءات تمّت تحت أعين الأمن.

وتكتّل عدد من الناشطين في وجه أنصار بري، وتمكّنوا من صدّهم أكثر من مرّة، ليعود وينسحب "الشبيحة" مع وصول آلاف المشاركين في المسيرة. فعاد الهدوء إلى ساحة الشهداء وعندها تولّت القوى الأمنية مهامها في حفظ الأمن. ونجح المتظاهرون في كسر طوق القوى الأمنية وتوجهوا من ساحة الشهداء باتجاه البرلمان، مروراً بمبنى بلدية بيروت، حيث كانت عناصر قوى مكافحة الشغب تقفل المداخل المتفرّعة التي تؤدي إلى مقرّ مجلس النواب. فتوقفت التظاهرة عند أحد هذه المداخل واستعرض الناشطون عضلاتهم في الهتافات والشعارات المنددة بالسلطة وفسادها، مطالبين باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق. أما على المستوى الأمني، فاستمرت عناصر أمل في تهديد أمن المتظاهرين من خلال محاول التسلل بينهم، كما قامت هذه العناصر بالاعتداء بالضرب على عدد من الناشطين في طريق مغادرتهم ساحة الاعتصام باتجاه جسر الرينغ، وتقاطع بشارة الخوري.

اقرأ أيضاً: جنبلاط: حل قضايا لبنان الكبرى ليس‎ ‎بيد السياسيين

ومن المفترض أن يستكمل حراك بيروت نشاطه يوم الثلاثاء المقبل، إذ من المقرر عقد الجلسة الثالثة للحوار الوطني الذي يجمع مكوّنات السلطة. وبعد شهر على بدء الحراك في بيروت، لا تزال الحملات المدنية والتجمعات الشبابية قادرة على ملء شوارع العاصمة ومناطق أخرى في الشمال والجنوب، وعكار، والنبطية، والناعمة وغيرها، احتجاجاً على فشل الحكومة في إدارة ملف النفايات وعجز السلطة عن تلبية أبسط حقوق المواطنين وحاجاتهم الاجتماعية والاقتصادية. مع العلم أنّ السلطة حاولت قمع المتظاهرين في مناسبات عدة، كان آخرها، يوم الأربعاء، حيث اعتقلت عشرات الناشطين واعتدت على المئات منهم.




المساهمون