تدريبات الضفة: محاكاة للملاحقات وقمع التظاهرات والبحث عن المطلوبين

تدريبات الضفة: محاكاة للملاحقات وقمع التظاهرات والبحث عن المطلوبين

03 مارس 2015
تدرب الجنود على نصب كمائن لتنفيذ اعتقالات(جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
روى شهود عيان لـ"العربي الجديد" تفاصيل المناورات التي قام بها جنود الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، مشيرين إلى أنها تحاكي وسائل القمع والتصدي لتظاهرات ومواجهات أمام مداخل المستوطنات، في تحسب إسرائيلي واضح لاحتمال اندلاع أعمال مقاومة ضد الاحتلال على خلفية الوضع المالي المتردي للسلطة، وتهديد الرئيس محمود عباس اتخاذ قرارات مصيرية في اجتماع المجلس المركزي المخطط عقده بدءاً من يوم غد الأربعاء.
وأوضح الشهود أن بعض الجنود ارتدوا اللباس المدني وقاموا بتمثيل دور الشبان الذين يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة فيما تقوم مجموعات أخرى بالتصدي لهم وقمعهم. وارتدى الجنود، الذين جسدوا الفلسطينيين، لباساً مدنياً باللون الأحمر والكوفية الفلسطينية، ورفعوا أعلاماً للفصائل الفلسطينية. كما قاموا برشق الجنود بالحجارة. وجاءت هذا المحاكاة في إطار التدريبات التي يجريها الاحتلال لجنوده على قمع أي أحداث قد تقع في الضفة الغربية المحتلة.

إقرأ أيضاً: إسرائيل أمام الجنائية الدولية في أبريل المقبل
وبحسب ما قالته بعض المصادر المحلية لـ"العربي الجديد"، فإن طائرة مروحية شاركت في عمليات التدريب في بلدة النبي صالح غرب مدينة رام الله، إذ قامت بمناورات وعمليات هبوط في أماكن غير مخصصة لها على ما يبدو أنها لعمليات إخلاء للجرحى أو أخرى لعمليات انزال في حال تصاعدت أو ارتفعت وتيرة المواجهات التي يخشى الاحتلال من اندلاعها.
كذلك أغلقت سلطات الاحتلال خلال مناوراتها حواجز عسكرية في مدينة نابلس، وشرعت بعمليات عرقلة تحاكي فيها قمع الفلسطينيين والتنكيل بهم في حال اندلعت انتفاضة فلسطينية جديدة، إضافة إلى إغلاق مفرق مستوطنة "يتسهار" المجاورة والتي تعتبر نقطة ساخنة بين الفلسطينيين والمستوطنين.
وقام جنود الاحتلال باستنفار عسكري شارك فيه مئات من الجنود على حاجز "حوارة" جنوب نابلس، والذي عادة ما يشهد مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال.
وقالت مصادر محلية في البلدة "إن مئات من جنود الاحتلال شاركوا في تدريبات عسكرية في محيط البلدة، الأمر الذي تسبب ببث حالة من الرعب وعدم الاستقرار في البلدة التي تعتبر مركزاً تجارياً جنوبي محافظة نابلس".
وحسب المصادر، فقد تنوعت التدريبات العسكرية من محاكاة لملاحقة الفلسطينيين، إلى قمع التظاهرات وصد الهجمات، فضلاً عن البحث عن المطلوبين.
من جهته، أوضح المتحدث باسم حركة "فتح" في بلدة حوارة، عواد نجم، أن نشاطاً أمنياً مكثفاً قام به جيش الاحتلال في محيط بعض القرى جنوب شرق نابلس مثل قرى يتمة وقبلان".
وفي الخليل، تواجدت قوات الاحتلال بشكل كثيف في المدينة. وقام الجنود الإسرائيليون بعمليات محاكاة لقمع تظاهرات قد يقوم بها شبان فلسطينيون، إضافة إلى التدريب على نصب كمائن لتنفيذ عمليات اعتقال.
وبحسب ما قاله محمد عياد، المنسق الإعلامي للجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة بيت أمر، الواقعة إلى الشمال من مدينة الخليل، وهي من إحدى النقاط الساخنة التي تشهد مواجهات مع الاحتلال بشكل يومي، فإن الجنود الإسرائيليين يقومون بعمليات المناورات تلك استعداداً لما يتوقعونه من أحداث ساخنة في ظل الحديث عن وقف التنسيق الأمني.
وقال عياد، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يخطط في الأيام المقبلة لزيارة الحرم الإبراهيمي بالقوة. وهذا ما قد يفاقم الوضع في مدينة الخليل والضفة الغربية المحتلة. وأشار عياد إلى أن المناورات تأتي في إطار قد يكون تحسباً لأية أحداث قد ترافق زيارة نتنياهو التي وصفها بزيارة التحدي.
كما تأتي هذه المناورات بعد أيام من صدور التقرير الاستراتيجي السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الجديد للعامين 2014 -2015، الذي تطرق فيه إلى التحديات التي سيكون على الاحتلال التعامل معها في الفترة المقبلة، ومن بينها الملف الفلسطيني. وأشار التقرير إلى فشل الحكومة الإسرائيلية في ضمان المحافظة على "الوضع القائم" في الملف الفلسطيني، بل إن هذا الملف شهد تراجعاً في مساعي الحل السلمي. كما أشار التقرير إلى أنه لا يلوح أي حل في الأفق للوضع في غزة، مما يوحي بأن الانفجار قادم من هناك أيضاً. وهذا كله ينضم إلى التصعيد المتمثل في "انتفاضة سياسية" تقودها السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل.

إقرأ أيضاً: استعدادات إسرائيلية تحسباً لحرب جديدة

المساهمون