الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الهجمات المميتة على المدنيين في الفاشر بالسودان

23 مايو 2024
نازحون جدد من دارفور يصلون إلى أدري بتشاد، 23/5/2024 (دان كيتوود/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أعرب عن صدمته من الأوضاع المروعة في الفاشر، شمال دارفور بالسودان، مطالبًا بوقف العنف ضد المدنيين وإطلاق النار فورًا.
- الفاشر تشهد حصارًا وقتالًا عنيفًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تصاعد موجات النزوح وتحذيرات دولية من تدهور الأوضاع الإنسانية.
- أطراف وساطة دولية بقيادة الولايات المتحدة والسعودية تسعى لدفع الطرفين نحو استئناف المحادثات في جدة لوقف إطلاق النار وفتح مسارات للمساعدات الإنسانية، مع تحذيرات من تدخلات دولية وتصعيد الصراع.

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، اليوم الخميس، إن التقارير الواردة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غربي السودان، "مروعة". وكتب غراندي على حسابه بمنصة إكس، تعقيباً على مقتل مدنيين جراء تجدد الاشتباكات في الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع: "هجمات مميتة على المدنيين بالفاشر، وروايات مرعبة عن استهدافهم، والناس خائفون جداً من نقاط التفتيش، لدرجة أنهم لا يجرؤون على الفرار". وطالب بأن "يتوقف العنف المعتمد ضد المدنيين، ويجب احترام حقهم في الأمان، ووقف إطلاق النار مطلوب الآن. فالتقارير الواردة من هناك مروعة".

وأمس الأربعاء، قتل مدنيون وأصيب آخرون، جراء اشتباكات عنيفة بالفاشر بين الجيش والدعم السريع، استخدمت خلالها أسلحة ثقيلة، وفق شهود عيان. ومنذ أسابيع، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، والعاصمة التاريخية لإقليم دارفور، وتسعى للسيطرة عليها؛ كونها آخر معاقل الجيش في الإقليم، بعد سقوط كل المدن والمناطق العسكرية على يد "الدعم السريع" منذ العام الماضي.

ويساند الجيش في معركته الحالية في الفاشر أبرز الحركات المسلحة الموقّعة على اتفاق سلام مع الحكومة منذ عام 2020، ومنها "حركة العدل والمساواة" بقيادة جبريل إبراهيم وزير المالية، و"حركة تحرير السودان" بقيادة مني اركو مناوي، حاكم إقليم دارفور.

وتُعد الفاشر مركز إقليم دارفور، المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع في نزاعها المسلح ضد الجيش، وذلك رغم تحذيرات دولية من المعارك في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور. ومع تصاعد حدّة القتال، تُسجّل موجات نزوح مستمرة للمواطنين هرباً من المعارك، منها خصوصاً معارك الفاشر وسط تحذيرات متتالية تطلقها الأمم المتحدة من أن فرصة تجنب حدوث المجاعة في مناطق الصراع تضيق بسرعة، مع بدء موسم الأمطار في شهر يونيو/حزيران المقبل، ما سيجعل الوصول إلى طرق النقل الحيوية غير ممكن.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة الماضية، في بيان نشره مكتبه: "إننا نشعر بالفزع من تصاعد العنف في معارك الفاشر وتأثيره المدمر على المدنيين". وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، في تصريح يوم 17 مايو/أيار الحالي، إن تورك حثّ قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) على التصرف فوراً وعلناً لتهدئة الوضع، مضيفة أنه "حذّر القائدين من أن معارك الفاشر حيث يوجد حالياً أكثر من 1.8 مليون شخص من السكان والنازحين داخلياً المحاصرين والمعرضين لخطر المجاعة الوشيك، سيكون لها تأثير كارثي على المدنيين، وسيؤدي إلى تعميق الصراع الطائفي مع عواقب إنسانية كارثية".

وأكمل الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهراً بعد العام، منذ اندلاعه في 15 إبريل/نيسان 2023، حيث تتصدر معارك الفاشر حالياً المشهد، في وقت تعمل فيه أطراف الوساطة الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والسعودية، على دفع الطرفين إلى التوجه إلى مدينة جدة لاستئناف المحادثات بينهما من أجل وقف إطلاق النار، والاتفاق على فتح مسارات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

وأوضح المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيريلو، في لقاء مع منظمات مجتمع مدني سودانية وصحافيين في 14 مايو بكمبالا، عاصمة أوغندا، أن "كل الأطراف تسلّمت دعوة من السعودية، وأنهم يعملون يومياً للتأكد من قبولهم للدعوة وحضورهم". وأضاف أن "جزءاً من النقاشات مع الأطراف حالياً هو ضمان، ليس فقط ظهورهم في جدة للمحادثات، بل الاستعداد لتوقيع اتفاقية تعيد السلام في السودان". وتابع: "نحن لا نعتقد أن الحرب ذاهبة إلى انتصار أي طرف، بل من المحتمل أن تصبح أكثر تعقيداً، ومن المحتمل أن تؤدي إلى تدخلات دول الجوار وتصبح أكثر صعوبة".

(العربي الجديد، الأناضول)