كيري يتحدث عن خلافات حادة بشأن الأسد..وأوباما: عليه التنحي

19 ديسمبر 2015
كيري يصرف الأنظار عن الأسد (الأناضول)
+ الخط -

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن "الخلافات ما زالت حادة داخل المجتمع الدولي بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد". لكن الرئيس باراك أوباما أكد مجددا أن على الأسد أن يتنحى بعدما "اختار قتل شعبه".

وأكد الوزير الأميركي أن هدف المفاوضات المزمع انطلاقها بين الحكومة والمعارضة السوريَّتين الشهر المقبل، هو "تيسير عملية انتقال داخل سورية تقيم في غضون ستة أشهر حكما ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية"، وفق ما نقلته عنه وكالة الأناضول.

جاء ذلك خلال جلسة تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي على القرار 2254 المتعلق بسورية، مساء أمس الجمعة، في مدينة نيويورك.

وقال كيري في إفادته أمام أعضاء المجلس "ما زالت هناك خلافات حادة داخل المجتمع الدولي، وخصوصا في ما يتعلق بمستقبل الرئيس الأسد. لقد أكدنا منذ البداية أن تحقيق النجاح يتطلب أن يقوم الرجال والنساء في سورية بقيادة العملية وتشكيلها واتخاذ القرارات بشأنها وتطبيقها".


اقرأ أيضا: هكذا ينظر كيري للأسد: جرائمه "أخطاء" وتوقيت رحيله مرن

وتابع: "لقد رأينا أيضا خلال الأسابيع الأخيرة في فيينا وباريس والعواصم الأخرى، وهنا في نيويورك، درجة غير مسبوقة من الاتحاد على الحاجة للتفاوض على هذا الانتقال السياسي لهزيمة داعش ولإنهاء الحرب".

وأردف قائلا: "طبقا لقرار مجلس الأمن 2254 الذي اعتمدناه اليوم (أمس)، فإن هدف المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة المسؤولة هو تيسير عملية انتقال داخل سورية تقيم في غضون ستة أشهر حكما ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية، بحيث تؤدي تلك العملية إلي صياغة دستور جديد ووضع تدابير لإجراء انتخابات بإشراف دولي خلال 18 شهرا".

وأكد وزير الخارجية الأميركي ضرورة العمل المشترك لمساعدة المحادثات في التحرك قدما، والتحضير لوقف إطلاق النار، ولتشجيع جميع الأطراف في سورية على المشاركة في العملية بحسن نية.

وتابع "لقد اتفق أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية على سلسلة من الخطوات لوقف نزيف الدماء وللنهوض بالانتقال السياسي، وعزل الإرهابيين ومساعدة الشعب السوري في البدء في بناء بلاده".

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحوار السوري الشامل وحده، يمكن أن يضع حدا لمعاناة الشعب السوري.

وتابع قائلا، في كلمته التي ألقاها عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، القرار 2254 حول سورية، إن "قرار 2254 وافق على اتفاقية 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 والتي تحدثت عن سبيل لتنفيذ بيان جنيف، ووجوب بقاء سورية موحدة ومتعددة الأعراق والأديان وسليمة وآمنة لكافة شعوبها".

وذكر أن "الشعب السوري وحده هو الذي يقرر مستقبل سورية. وهذا واضح من خلال رفض كل محاولة لفرض حل من الخارج على السوريين، بما في ذلك الحلول المتعلقة بمصير الرئيس".

وشدد لافروف على أن قرار مجلس الأمن أمس بشأن سورية يعد بمثابة "جبهة عريضة لمناهضة الإرهاب على أساس ميثاق الأمم المتحدة، وعلى أساس كافة جهود من يكافحون الإرهاب، بما في ذلك الجيش السوري والمتمردون الأكراد والمعارضة الوطنية السورية".

وأثنى لافروف في هذا الإطار على قرار مجلس الأمن الذي تم اعتماده يوم الخميس الماضي، بهدف تعزيز الرقابة على تمويل تنظيم "داعش" والمجموعات الإرهابية وقطع خطوط الإمداد المالية لهم وخاصة الاتجار غير المشروع بالنفط.

من جهته، أكد أوباما أنه لن يكون هناك سلام في سورية بدون "حكومة شرعية"، وفقا لفرانس برس.

اقرأ أيضا: ألمانيا تجدد تعاونها مع استخبارات النظام السوري

وقال أوباما "أعتقد أن على الأسد أن يتنحى لوضع حد لإراقة الدماء في البلاد، وليتمكن كل الأطراف المعنيين من المضي إلى الأمام". وأضاف إن "الأسد فقد كل شرعية في نظر بلاده".

وتابع الرئيس الأميركي أن بقاء الأسد في السلطة بعدما "اختار قتل شعبه" بدلا من القيام بانتقال سياسي شامل "ليس ممكنا".

وأكد أنه "نتيجة لذلك، رأينا هو أنه لا يمكن إحلال السلام في سورية، ولا يمكن إنهاء الحرب الأهلية ما لم تكن هناك حكومة معترف بها على أنها شرعية من قبل غالبية أبناء هذا البلد".

وقال أوباما إن جهود كيري "تشكل فرصة ليس لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، سيكون من الصعب تجاوز الدمار الذي لحق بسورية حتى الآن بالكامل، بل لإيجاد انتقال سياسي يبقي الدولة السورية، ويعترف بعدة أطراف فاعلة داخل سورية ويسمح بوقف لإطلاق النار".

وأضاف أن وقفا لإطلاق النار "لا يتسم بالكمال، لكنه يسمح لكل الأطراف بالعودة إلى هدفنا الأول، وهو تدمير داعش وحلفائها في المنطقة".