إملاءات الاحتلال تُفشل زيارة كيري:لا تسهيلات قبل وأد الانتفاضة

إملاءات الاحتلال تُفشل زيارة كيري:لا تسهيلات قبل وأد الانتفاضة

25 نوفمبر 2015
الإدارة الأميركية والاحتلال يسعيان إلى وقف الهبّة(جاكلين مارتين/فرانس برس)
+ الخط -
تسيطر أجواء من خيبة الأمل على مقر الرئاسة الفلسطينية، إذ إن زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التي لم تحمل أي جديد حسب ما كان متوقعاً، فاجأت المستوى الرسمي الفلسطيني. وتؤكد مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن رسالة كيري كانت واضحة لجهة "أنه لن يتم بحث أي شيء، على الصعيد السياسي أو التسهيلات الاقتصادية إلا بعد تهدئة الهبّة الفلسطينية الغاضبة، وقبل ذلك لا يوجد ما يمكن بحثه". وتوضح المصادر أن "كل ما أشيع عن حفنة من التسهيلات الاقتصادية تراجع عنها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي بعث عبر كيري رسالة مفادها أن الفلسطينيين لن يحصلوا على أي شيء إلا بعد التهدئة".
ووفقاً للمصادر نفسها فإن "المسألة المباشرة باتت، الآن، حسب كيري تتمثل بتهدئة ما يسمى بالعنف في إشارة للهبّة الفلسطينية، وبعد إنجاز عملية التهدئة يمكن البحث في كافة القضايا المتعلقة بإجراءات بناء الثقة، والتحضير لاستئناف المفاوضات، والتسهيلات الاقتصادية".

اقرأ أيضاً: ملاحقة جرائم الإعدامات الميدانية تفتقر لتحرك فلسطيني ودولي
وقد خيمت أجواء الاحتقان والإحباط على اجتماع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بكيري، إذ لم يتوان الرئيس الفلسطيني عن توجيه الكلمات الغاضبة نحو وزير الخارجية الأميركي الذي اتهم "الفلسطينيين بالإرهاب" قبل ساعات من حضوره إلى رام الله.
الوسيط الأميركي، الذي حضر إلى رام الله "فارغ اليدين"، ولم يحمل معه أي مبادرة أو اقتراح، بل على العكس "كان صهيونياً أكثر من الصهاينة"، كما وصفه قيادي في حركة "فتح"، ترك وراءه القيادة الفلسطينية بين نارين، فلا هي تستطيع مطالبة الشارع بوقف هبته الغاضبة، ولا تقدر على تطوير هذه الهبة لتصبح هبّة شعبية بغطاء رسمي، قد تخرج عن السيطرة وتتحول إلى مسلحة لاحقاً، وهذا ما رفضته القيادة مراراً وتكراراً.
وفي السياق ذاته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، خلال كلمته في مؤتمر نقابة الصحافيين في رام الله، أمس الأربعاء، إن نتنياهو فرض 9 إملاءات، منها ترسيم الحدود والاستيطان والاحتفاظ بغور الأردن.
من جهته، يصف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جمال المحيسن، زيارة كيري بـ"الفاشلة". ويقول في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنّ كيري لم يقدم أي شيء جديد خلال اجتماعه بالرئيس الفلسطيني، وكان هدفه امتصاص الهبّة الشعبية، وتقديم مواقف للجانب الإسرائيلي عبر التنديد بالفلسطينيين".
ويلفت المحيسن إلى أنّ "زيارة كيري، مساء الثلاثاء، كانت فاشلة، واللقاء في عمان كان فاشلاً، لأن كيري يحمل أفكاراً إسرائيلية، وهمه وقف الهبّة الشعبية التي تأتي رداً على التصعيد الإسرائيلي ليس أكثر"، مشدداً على أن "زيارة كيري للمنطقة تأتي بشأن ترتيبات إقليمية حول الدور الروسي في أزمة سورية وغيرها، من دون أن يعطي أولوية للقضية الفلسطينية والإرهاب الإسرائيلي".
ووفقاً لعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فإنّ "كيري عاد وأكد موقفَ الإدارة الأميركية من حل الدولتين، لكننا نعلم أنهم يتحدثون عن ذلك، لكن لا يعملون على تحقيقه". ويؤكد المحيسن "أنّ القيادة الفلسطينية ستمضي قدماً بموضوع تنفيذ قرارات المجلس المركزي، التي تبنتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأن الموعد لتنفيذ هذه القرارات هو 29 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري".
وفي السياق ذاته، تلفت مصادر مطلعة إلى أنّ الإدارة الأميركية التي تتحدث عن حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية على حدود الأراضي المحتلة في عام 1967، بدأت تناور الرئيس الفلسطيني حول الاعتراف بالكتل الاستيطانية الكبرى المقامة في الضفة الغربية المحتلة، مقابل حفنة من التسهيلات الاقتصادية، لكن عباس كان واضحاً في حديثه مع كيري، سواء في رام الله، يوم الثلاثاء، أو في عمان، قبل أسابيع، حين أكد له التمسك بـ"دولة فلسطينية على كامل الأراضي المحتلة عام 1967".
من جهته، يعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قيس عبدالكريم، أن استمرار الرهان على الدور الأميركي في فك الاستعصاء الحاصل في العملية السياسية، هو شكل من أشكال إضاعة الوقت والمراهنة على سراب. ويوضح عبدالكريم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال، تسعيان بشكل كبير لوقف الهبّة الجماهيرية الحالية، مشيراً إلى أن "الحديث عن إجراءات بناء ثقة ما هي إلا رشى قصيرة الأمد، تتجاهل جوهر المشكلة وهي الاحتلال".
ويطالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "بدعم الهبّة الشعبية الحالية القائمة على الأرض وتصعيدها للوصول إلى انتفاضة شعبية شاملة، وتشكيل قيادة وطنية موحدة، والمضي نحو تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير والتي تضمنت وقف العمل بالاتفاقات الانتقالية. ويضاف إلى ذلك التحلل من الالتزامات التي فرضتها الاتفاقات المجحفة على الجانب الفلسطيني في ظل استمرار إسرائيل في التنكر لالتزاماتها، وهو ما يتطلب وقف التنسيق الأمني ووقف العمل ببرتوكول باريس الاقتصادي".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يستهدف أسرى فلسطينيين محررين بالاعتقال خلال الهبة الجماهيرية

المساهمون