حسم معركة القنيطرة ينتظر "جبهة ثوار سورية"

24 نوفمبر 2014
المعركة المقبلة في المنطقة مسألة وقت (جاك غيز/Getty)
+ الخط -

توقفت معركة "نصر من الله وفتح قريب" التي أعلنتها عدة فصائل سورية معارضة بهدف السيطرة على مدينتي البعث وخان أرنبة في محافظة القنيطرة، بعد أيام من إطلاقها من دون أن تحقق أهدافها، كما يؤكد ناشطون لـ "العربي الجديد"، وذلك بسبب الافتقار إلى السلاح الثقيل، وعدم تفرّغ الفصائل المشاركة للمعركة التي من الواضح أنها استعجلت في إعلانها، قبل التحضير لها بشكل جيد.

ويقول الناشط الإعلامي أبو المجد الجولاني من مدينة القنيطرة لـ "العربي الجديد"، إن المعركة انتهت إلى الفشل تقريباً، إذ لم تتمكن قوات المعارضة من السيطرة سوى على قرية المشاعلة القريبة من مدينة البعث، وهي شبه مهجورة ولا يوجد فيها سوى مفرزة للأمن العسكري انسحب منها قبيل الهجوم.

ويعزو الجولاني هذا الفشل إلى أن "جبهة النصرة" التي تولت قيادة العمليات لم تكن متفرغة للعمل على هذه الجبهة، وكانت مشغولة بالمعركة في الشيخ مسكين في درعا، فلم تحضر تعزيزات ولا عتاداً ثقيلاً، بينما تم فرض المعركة على بقية الفصائل فرضاً، وهي لم تكن جاهزة للمعركة.

ويشير إلى أن من أسباب الفشل أيضاً إقدام قوات النظام على استخدام المدنيين في مدينة البعث كدروع بشرية، الأمر الذي أعاق تقدّم المعارضة، وأجبرها على الانسحاب من المدينة بعد توغّلها فيها، لأن قوات النظام لجأت إلى الاحتماء بالعائلات الموجودة في المدينة ومنعتهم من مغادرتها.

ويتوقع الجولاني أن تتولى "جبهة ثوار سورية" قيادة العمليات في المرحلة المقبلة بدل "النصرة" المنخرطة في أكثر من جبهة بين درعا والقنيطرة، لكنه يستبعد أن يتم استئناف العمليات قريباً في المنطقة؛ لأن المعركة تحتاج إلى تحضيرات وأسلحة ثقيلة غير متوفرة حتى الآن.
 ويستبعد أن يبادر النظام إلى القيام بهجمات معاكسة في الوقت الحالي، "لكنه لا بد أن يعمد إلى تعزيز دفاعاته لعلمه اليقين أن المعركة المقبلة هي مسألة وقت فقط".

وكانت فصائل  عدة من المعارضة السورية المسلّحة أعلنت قبل أيام عن هذه المعركة للسيطرة على مدينتي البعث وخان أرنبة، وهما آخر ما تبقى بيد قوات النظام في محافظة القنيطرة.

وقال بيان لهذه الفصائل إن الهدف من المعركة التي أطلقت عليها "نصر من الله وفتح قريب"، هو القضاء على وجود النظام في المحافظة وفتح الطريق إلى العاصمة دمشق.

وأعلنت الفصائل المشاركة في المعركة، وهي "لواء شباب الهدى"، و"لواء بدر الإسلام"، و"لواء الفاروق"، و"فرقة 24 مغاوير"، و"لواء الرعد"، و"جبهة ثوار سورية"، و"فرقة الحمزة"، و"فوج المدفعيّة"، أن هدف المعركة تحرير عدة مواقع عسكرية تابعة للواء 90 في ريف القنيطرة، بينما أوضح ناشطون أن المواقع المستهدفة هي: خان أرنبة، وتل أحمر المعروف بـ"تل عين النورية" التابعة للواء 90، وسرية طرنجة التابعة للكتيبة الثالثة في اللواء نفسه، وسرية كتاف في ريف دمشق.

ويتزامن ذلك مع جهود تقوم بها قوات المعارضة للتقدم باتجاه دمشق من محور آخر، انطلاقاً من محافظة درعا بعد التقدم الذي أحرزته هناك في الأسابيع الأخيرة.

وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة المعارضة في القنيطرة على القطاع الأوسط بشكل كامل، وقبله القطاع الجنوبي، ولم يتبقَ بيد قوات النظام في المحافظة سوى القطاع الشمالي فقط الواصل إلى الحدود اللبنانية ومنطقة شبعا، إضافة إلى مركز محافظة القنيطرة وتَجمُّع مؤسساته المدنية والأمنية في مدينتي البعث وخان أرنبة.

وتسعى قوات المعارضة إلى ربط هذه المنطقة جغرافياً مع محافظة درعا، وتأمين طرق الإمداد إلى جنوب دمشق الذي تحاصر قوات النظام معظم مناطقه.

ويرى مراقبون أن النظام الذي يحتفظ بوجود ضعيف أصلاً في المناطق الحدودية مع إسرائيل بموجب اتفاقية فصل القوات الموقّعة عام 1974، عمد إلى إضعاف هذه الجبهة أكثر عبر سحب نحو 60 في المائة من قواته من القنيطرة خلال السنوات الثلاث الماضية، وخصوصاً من المناطق الحدودية، مقابل تقوية دفاعاته بين القنيطرة ودمشق. ويهدف النظام من وراء هذه الإرجراءات إلى جعل إسرائيل تشعر بالقلق من سيطرة "جماعات متطرفة" على مناطق فصل القوات بما فيها المعبر، باعتبارها جماعات غير منضبطة ولا بد أن تبادر إلى فتح نيرانها على إسرائيل حالما يستتب الأمر لها في مرحلة لاحقة، بينما يحافظ النظام على الهدوء التام في هذه المنطقة منذ أربعين عاماً.

وفي السياق، كانت قوات النظام انسحبت في الخريف الماضي من قرية جباتا الخشب المواجهة مباشرة للمواقع الإسرائيلية في قرية مجدل شمس المحتلة، وهي آخر نقطة سورية يمكن الوصول إليها قبل العبور إلى الجولان المحتل. وكانت تتمركز فيها وحدات من اللواء 90 التابع للفرقة الخامسة الموكلة إليها مهمة الانتشار على خط المواجهة مع إسرائيل.