وقفة في القامشلي احتجاجاً على العملية التركية في سورية

وقفة في القامشلي احتجاجاً على العملية التركية في سورية

26 نوفمبر 2022
جانب من الوقفة الاحتجاجية (العربي الجديد)
+ الخط -

نظم عدد من الكتاب والمثقفين الأكراد والمؤسسات الثقافية في مدينة القامشلي الواقعة بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، اليوم السبت، وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في المنطقة، تنديداً بالعملية العسكرية التركية على مواقع سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وقال الكاتب خالص مسور في حديث مع "العربي الجديد": "إننا اليوم من مثقفين واتحاد الكتاب الكرد خرجنا أمام أبواب المفوضية التابعة للأمم المتحدة، لاستنكار العمليات العسكرية التي تقوم بها الدولة التركية في مناطق روج آفا (مناطق نفوذ القوات الكردية) في شمال شرق سورية، والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية وقتل النساء والأطفال بذريعة التفجير الذي حصل في إسطنبول التركية".

وزعم مسور أن الحكومة التركية "ضالعة بالتفجير الذي حصل في شارع الاستقلال مطلع الشهر الحالي"، مضيفاً أنهم "شعب لا يحب القتل بل يميل إلى السلام".

واستنكر مسور الضربات التركية بالطائرات المسيّرة التي تستهدف المدنيين و"قسد"، وقال إن هدفها "تدمير الإدارة الذاتية"، في إشارة إلى الذراع السياسية لـ"قوات سورية الديمقراطية".

وفي السياق، قال فارس أوصمان، أحد المشاركين في الوقفة، لـ"العربي الجديد"، إن "سبب وقفتهم أمام المفوضية هو إيصال صوتهم إلى الرأي العالمي"، داعياً إلى "التحرك بشكل فوري لإيقاف العمليات العسكرية التركية ووضع حد للتدخلات البربرية".

بينما اعتبر الأكاديمي فريد سعدون، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، الهجمات التركية "أنها نمط جديد من عدوان يقصد بها تدمير البنية التحتية في المنطقة، والمنشآت الصحية، والمدارس"، مضيفاً أنه "في السابق، كانت هناك نزاعات عسكرية بين تركيا وقسد بشكل مباشر، أما الآن فالقصف يطاول المدنيين والشعب، ويُستهدفون بشكل مباشر".

وأنهى سعدون بقوله: "نحن الآن نقف صفاً واحداً ضد هجمات الدولة التركية على الشعب الآمن في مناطق شمال شرقي سورية، بمن فينا الكتاب والمثقفون والأكاديميون، وحتى طلاب الجامعات، فهذا الأمر يخص الجميع دون استثناء".

وقفة احتجاجية في القامشلي (العربي الجديد)
نظّم الوقفة الاحتجاجية مثقفون ومؤسسات ثقافية كردية (العربي الجديد)

وخلال الأيام الأخيرة، نفّذت تركيا عشرات الضربات الجوية التي استهدفت مواقع لـ"قسد" في شمال شرق سورية، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم عملية (المخلب - السيف).

وبررت تركيا عمليتها العسكرية بأنها تأتي رداً على التفجير، الذي استهدف شارع الاستقلال في إسطنبول وأوقع ستة قتلى، واتهمت تركيا حزب "العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، العمود الفقري لـ"قسد"، بالوقوف خلفه، في حين نفت "قسد" مسؤوليتها عن هذا التفجير.

وسبق أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي، إنّ تركيا "مصممة أكثر من أي وقت مضى" على حماية حدودها مع سورية بوجه المقاتلين الأكراد، مشدداً على أنّ هذه العمليات ستحمي وحدة أراضي سورية والعراق.

وقال أردوغان، في خطاب أمام البرلمان، إن "تركيا لها الحق في حل مشاكلها في شمال سورية"، وذلك في الوقت الذي واصلت فيه القوات المسلحة التركية عملية جوية كبيرة تستهدف الفصائل الكردية المسلحة في المنطقة.

وأضاف أنّ "عملياتنا بواسطة الطائرات والمدافع والمسيّرات ليست سوى البداية... سنواصل العمليات الجوية دون توقف، وسندخل أراضي الإرهابيين في الوقت الذي يبدو لنا مناسباً".

وأشار أردوغان إلى احتمال شنّ هجوم بري على "وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية، بعد تصاعد الهجمات على طول الحدود السورية في الأيام الأخيرة.

توثيق مقتل 26 سورياً بانفجار مخلفات الحرب منذ بداية 2022

قال حميد قطيني، المسؤول في منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "فرق الدفاع المدني وثقت مقتل 26 شخصاً بينهم 12 طفلاً، وإصابة 28 آخرين بينهم 19 طفلاً وامرأة، في 28 انفجارا لمخلفات الحرب، في مناطق شمال غرب سورية، منذ بداية العام الجاري". كما أكد محمد سامي المحمد، مسؤول برنامج إزالة الذخائر غير المنفجرة في منظمة "الدفاع المدني"، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "متطوعي الدفاع يركزون في عملهم على التعامل مع مخلفات الحرب المنتشرة بين المدنيين دون كلل، رغم أنها من أخطر الخدمات التي يقدمها الدفاع وأصعبها". وبحسب المحمد، فإن "فرق المنظمة أزالت 851 ذخيرة غير منفجرة، بينها 377 قنبلة عنقودية، في مناطق شمال غربي سورية، منذ بداية 2022".

ويأتي الكشف عن هذه الأرقام بعد مقتل طفل إثر انفجار لمخلفات حرب، في مدينة عفرين شمالي محافظة إدلب، شمال غربي سورية، المسيطر عليها من قبل "الجيش الوطني" المعارض والمدعوم من تركيا.

وقال محمد العموري المتطوع في "الخوذ البيضاء"، لـ"العربي الجديد"، إن "طفلا توفي متأثراً بإصابته نتيجة انفجار قنبلة من مخلفات قصف سابق على حي الأشرفية بمدينة عفرين شمالي حلب".

وأضاف العموري أن "الطفل توفي بعد ساعتين من عملية إسعافه إلى المشفى المخصص لاستقبال المصابين بمدينة عفرين، وباءت محاولة الأطباء إنقاذه بالفشل".

وأوضح العموري أن "الانفجار وقع قرب مخيم للنازحين بحي الأشرفية، تسبب بوقوع إصابة طفلين أحدها بحالة خطرة، وتوفي بعد ساعات من عملية الإسعاف".

من جانبه، قال الناشط إبراهيم الصلاح، لـ "العربي الجديد"، إن "الحادثة لم تكن الأولى من نوعها في مناطق ريف حلب الشمالي المسيطر عليها من قبل" الجيش الوطني"، حيث وثق إصابة طفل بجروح متوسطة إثر انفجار مقذوف من مخلفات الحرب، في قرية كوبان بريف مدينة عفرين.

وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني، قُتل مدني أثناء عمله بقطاف الزيتون جراء انفجار لغمٍ أرضي، في قرية كفرتعال غربي حلب، وفقاً للناشط.

كما وثق الصلاح مقتل طفل وإصابة آخرين نهاية شهر أوكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد انفجار طلقات لرشاش من عيار 23، أثناء لهو الأطفال بها، في مدينة أعزاز.

واعتبر الصلاح أن"مخلفات الحرب من أكثر المخاطر التي تواجه مناطق ريفي حلب الشمالي والغربي، بسبب اعتماد السكان على الزراعة بشكل رئيسي، وأن معظم تلك المخلفات تكون موجودة في الأراضي الزراعية، ولطالما كانت ناتجة عن قصف روسي أو لقوات النظام على المنطقة في وقت سابق".

المساهمون