واشنطن تندد باستيراد "حزب الله" الوقود من إيران: "لعبة علاقات عامة"

واشنطن تندد باستيراد "حزب الله" اللبناني الوقود من إيران: "لعبة علاقات عامة"

08 أكتوبر 2021
تستعدّ إيران لإرسال المزيد من الوقود في الأيام المقبلة إلى لبنان (فرانس برس)
+ الخط -

ندّدت الولايات المتّحدة الخميس بـ"لعبة علاقات عامّة" يقوم بها "حزب الله" الذي أدخل أخيراً إلى لبنان صهاريج محمّلة بمازوت إيراني، محذّرة من أنّ استيراد الوقود من دولة تخضع للعقوبات لن يحلّ أزمة المحروقات الحادّة التي يعاني منها لبنان.

وتستعدّ إيران لإرسال المزيد من الوقود في الأيام المقبلة إلى لبنان، عن طريق سورية، لتوزيعه من قبل حليفها من دون المرور بمؤسسات الدولة اللبنانية، في تكرار للعملية التي جرت في منتصف أيلول/سبتمبر الفائت، وأثبتت مجدّداً أنّ الحزب هو صاحب القرار الفعلي في البلد الغارق في أزمات اقتصادية وسياسية حادّة.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين إنّ "وقوداً من بلد خاضع لعقوبات عديدة مثل إيران ليس فعلاً حلاً مستداماً لأزمة الطاقة في لبنان".

وأضاف: "برأينا هذه لعبة علاقات عامّة يلعبها "حزب الله"، وليست محاولة منه لإيجاد حلّ بنّاء للمشكلة".

وتابع المتحدّث الأميركي: "نحن ندعم الجهود الرامية لإيجاد حلول شفّافة ومستدامة لمعالجة مشكلة النقص الحادّ في الطاقة والوقود في لبنان".

ولم يوضح برايس ما إذا كان لبنان سيخضع لعقوبات أميركية بسبب شحنات المازوت الإيراني، مكتفياً بالتذكير بأنّ الرئيس جو بايدن مستعدّ لرفع العقوبات المفروضة على إيران إذا ما عادت للامتثال بالكامل لبنود الاتفاق النووي المبرم بينها وبين الدول الكبرى في 2015.

ويأتي تصريح المتحدّث الأميركي في الوقت الذي يزور فيه بيروت حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية في الحكومة الإيرانية الجديدة التي شكّلها الرئيس المحافظ المتشدّد إبراهيم رئيسي.

وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قد انتقد شحنات الوقود الإيراني التي دخلت بلاده من دون المرور بالمؤسسات الرسمية، معرباً عن اعتقاده بأنّ طريقة دخولها إلى لبنان لن تعرّضه لعقوبات أميركية.

وقال ميقاتي يومها: "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان، ولكن ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لأنّ العملية تمّت بمعزل عن الحكومة اللبنانية".

ووفقاً لمسؤول إيراني، فإنّ رجال أعمال لبنانيين هم الذين اشتروا شحنات المازوت الإيراني التي وصلت عبر البحر إلى سورية ومن ثم دخلت لبنان برّاً في صهاريج.

واعتمد "حزب الله" على "شركة الأمانة للمحروقات" لتوزيع المواد المستوردة من إيران، كونها تخضع أساساً للعقوبات الأميركية منذ 2020 لأنها مملوكة من مؤسسة تابعة له.

وأتى استقدام "حزب الله" للمازوت الإيراني، في خضمّ أزمة محروقات حادة يعاني منها لبنان بسبب تراجع قدرته المالية على الاستيراد ووسط انهيار اقتصادي متسارع.

ويعاني لبنان منذ أشهر من أزمة شح محروقات تنعكس على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، في خضم انهيار اقتصادي مستمر منذ عامين صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.

(فرانس برس)

المساهمون