إيران تحذر إسرائيل من الرد بعد استهدافها رداً على استشهاد هنية ونصرالله

01 أكتوبر 2024
صواريخ إيرانية فوق سماء القدس، 1 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الهجوم الإيراني على إسرائيل: إيران شنت هجوماً صاروخياً على إسرائيل رداً على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله، مستهدفة مواقع عسكرية استراتيجية بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي.

- تفاصيل الهجوم وتداعياته: أطلق الحرس الثوري الإيراني 200 صاروخ، مؤكداً إصابة 90% من الأهداف، محذراً من ردود فعل إسرائيلية قوية ومدمرة، ومشدداً على أن الهجوم استهدف القواعد العسكرية فقط.

- الموقف الإيراني والدولي: إيران أكدت أن الهجوم جاء وفق حقها المشروع في الدفاع، وأجرت اتصالات مع ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لتحذيرهم من التدخل، مشيرة إلى أنها لن تبدأ الحرب لكنها ستدافع عن مصالحها.

شنت إيران مساء اليوم الثلاثاء، هجوماً بالصواريخ على دولة الاحتلال الإسرائيلي رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي الأسبق لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، و"تنفيذاً لحقها المشروع في الدفاع، وتشديد جرائم الكيان في غزة والعدوان على لبنان"، بحسب ما أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان.

وقال الحرس الثوري الإيراني، إنه "بعد فترة من ضبط النفس أمام خرق سيادة إيران من خلال اغتيال المجاهد الدكتور إسماعيل هنية من قبل الكيان الصهيوني وتنفيذا لحقنا المشروع في الدفاع المشروع وتشديد جرائم الكيان في غزة والعدوان على لبنان واستشهاد المجاهد الشهيد سيد حسن نصر الله والعميد الإيراني المجاهد عباس نيلفروشان، قام سلاح الجو في الحرس باستهداف أهداف عسكرية للكيان الصهيوني في عمق الأراضي المحتلة من خلال إطلاق عشرات الصواريخ"، مضيفا: "سنعلن عن التفاصيل لاحقاً". وتابع الحرس الثوري الإيراني أنه "تم تنفيذ هذه العملية بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي وبابلاغ من الأركان العامة للقوات المسلحة وبدعم من الجيش ووزارة الدفاع. وإذا رد الكيان الصهيوني على هذه العملية فإنه سيواجه هجمات قوية ومدمرة".

وأضاف الحرس الثوري الإيراني في بيانه الثاني أن الهجمات تحت عنوان "الوعد الصادق 2" جاءت "تنفيذاً لوعود أطلقها مسؤولو الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقادتها العسكريون"، مشيراً إلى أن الهجمات استهدفت "مواقع استراتيجية" داخل الأراضي المحتلة، منها قواعد جوية وقواعد رادارية و"مراكز المؤامرة والتخطيط لاغتيالات ضد قادة المقاومة"، وخص بالذكر رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "وقادة عسكريين في حزب الله والمقاومة الفلسطينية وقادة لحرس الثورة".

وقال الحرس الإيراني إنه "رغم أن المنطقة كانت تحرس بأحدث منظومات الدفاع الجوري بأكبر أعداد، لكن 90 % من الصواريخ قد أصابت أهدافها بنجاح والكيان الصهيوني قد أصابه الرعب بسبب السيطرة الأمنية والعملياتية للجمهورية الإسلامية الإيرانية". وأكد البيان الثاني أن العملية "جاءت في إطار الدفاع المشروع على أساس القوانين الدولية"، متوعداً بأن "أي حماقة من العدو ستواجه الرد بشكل مدمر وباعث على الندم".

وفي وقت لاحق، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، في مقطع مصور لحظة إصدار الأوامر بإطلاق الصواريخ أن عددها 200 صاروخ.

كما أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، أنه إذا لم يتم لجم الكيان الصهيوني واعتدى على إيران "سنستهدف جميع بنيته التحتية"، مشيرا إلى أن إيران قد قضت "فترة صعبة من ضبط النفس بعد مطالبات أميركية وأوروبية متكررة بأنه اذا مارستم ضبط النفس سيتم وقف إطلاق النار في غزة لكن بعد استشهاد سيد حسن نصر الله والعميد عباس نيلفروشان أصبح الوضع لا يتحمل". وأكد أن القوات المسلحة الإيرانية كانت قادرة على استهداف البنى التحتية الاقتصادية الإسرائيلية، لكنها استهدفت فقط القواعد العسكرية.

وأضاف أن سلاح الجو الإيراني استهدف قواعد نواتيم وهاتسريم، والرادات الاستراتيجية ومواقع تجمع الدبابات، وفق التلفزيون الإيراني.

بعثة إيران في الأمم المتحدة: ردنا القادم سيكون مدمراً

في السياق، قالت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، إنه "إذا رد الكيان الصهيوني وارتكب عملاً شريراً آخر فإن ردنا القادم سيكون مدمراً"، مضيفة أنه "على دول المنطقة وداعمي الصهاينة أن تفصل نفسها عن الكيان الصهيوني". وأعلنت البعثة ردا على سؤال لوسائل إعلام أميركية ما إذا كانت طهران قد أبلغت واشنطن بالهجوم قبل تنفيذه، أن "أميركا لم تتلق أي إبلاغ قبل الهجوم لكن بعد الهجوم تم توجيه تحذيرات شديدة لها"، وفق وكالة أنباء إيسنا الإيرانية شبه الرسمية.

بزشكيان: الهجمات تعكس جانبا من قدراتنا فقط

بدوره، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن "هجمات الليلة كانت تعكس فقط جانباً من قدراتنا ولا تدخلوا في مواجهة مع إيران"، مضيفاً: "قمنا بالرد على اعتداءات الكيان الصهيوني على أساس حقوقنا المشروعة وبهدف السلام والأمن لإيران والمنطقة". وتابع بزشكيان أن الهجمات كانت دفاعاً عن مصالح إيران ورعاياها، مشدداً على أنه "ليعلم نتنياهو أن إيران لا تريد الحرب، لكنها ستقف بحزم في مواجهة أي تهديد".

الخارجية الإيرانية: عملنا وفق حقنا الذاتي في الدفاع المشروع

من جانبها، أكدت الخارجية الإيرانية في بيان، أن إيران عملت وفق حقها الذاتي في الدفاع المشروع على أساس المادة الـ51 لميثاق الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن هذه الهجمات كانت ردا على اعتداءات إسرائيل منها اعتداءها على سيادة إيران وسلامة أراضيها باغتيال الشهيد هنية وكذلك حسن نصر الله والعميد نيلفروشان، ومضيفة أنها جاءت بعد ضبط نفس طويل عكس التوجه الإيراني المسؤول تجاه السلام والأمن في المنطقة والعالم.

وقالت الخارجية الإيرانية إنه "عكس ما يقوم به الكيان الصهيوني في قتل الأبرياء والمنشآت المدنية قامت الجمهورية الإسلامية باستهداف أهداف عسكرية فقط وفق المبادئ الإسلامية والأخلاقية"، محذرة أطرافا ثالثة من التدخل، وداعية إلى إجراء أممي عاجل وذي مغزى لمنع استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد السلام والأمن في المنطقة والعالم. وأكدت استعداد إيران الكامل لاتخاذ المزيد من الإجراءات الدفاعية دفاعا عن مصالحها وأراضيها وسيادتها أمام أي اعتداء عسكري، مشددة على أنها لن تتردد في ذلك.

من جانبه، قام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فور تنفيذ الهجمات الصاروخية على إسرائيل بإجراء اتصالات هاتفية مكثفة مع نظرائه في عدد من الدول في مقدمتها وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، للتحذير من تدخل أي طرف ثالث في هذه المواجهة، قائلا إن بلاده مارست حقها في الدفاع المشروع وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، واستهدفت فقط القواعد العسكرية والأمنية.

وقال عراقجي لنظرائه إن إيران مارست ضبط النفس لأكثر من شهرين بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران واستمرار الحرب على غزة واتساعها إلى لبنان واستشهاد أكثر من 42 ألف شخص من فلسطين ولبنان، متوعدا في مباحثاته بأن الكيان الإسرائيلي إذا ما فكر في الرد "سيكون ردنا أقوى".

وأوضح أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد والحرب لكنها لا تخشاها، داعيا الدول الأخرى إلى بذل مساعيها للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة ووقف الحرب الإسرائيلية ومنع تصعيد التوترات في المنطقة خاصة في غزة ولبنان.

القوات المسلحة الإيرانية: سنجعل أي معتدي يندم على اعتداءه

من جهتها، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إن "إيران لم ولن تكون البادئة في أي حرب لكنها لن تتنازل في الدفاع عن حقها المشروع مقابل أي اعتداء"، مؤكدة أنها ستجعل أي معتدي في أي مستوى كان يندم على اعتداءه. وقالت الهيئة: "نحذر الكيان الصهيوني من الرد وإذا قام بذلك فعليه أن ينتظر تدمير بنيته التحتية بشكل واسع وشامل"، مشيرة إلى أنه "إذا تدخلت دول داعمة للكيان الصهيوني في الاعتداء على إيران ستتعرض جميع مراكزها ومصالحها في المنطقة لهجوم قوي وباعث على الندم".

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن أكثر من 200 صاروخ أطلقت من إيران خلال النصف ساعة الأخيرة على إسرائيل. في حين ذكرت صحيفة معاريف العبرية أن جرى إطلاق أكثر من 400 صاروخ من إيران على إسرائيل خلال النصف ساعة الماضية.

وكان مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، قد كشفوا لعدّة وسائل إعلام، اليوم الثلاثاء، أنّ إيران تستعدّ لشنّ هجوم على إسرائيل خلال ساعات، مشيرين إلى أنّ واشنطن أبلغت تل أبيب بذلك، وتوقعوا أن يشمل الهجوم صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وأن يستهدف قواعد عسكرية واستخبارية.