دعت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أطراف النزاع في افغانستان إلى "وقف" أعمال العنف، محملة حركة "طالبان" مسؤولية كبيرة عنها، وذلك قبل ثلاثة أيام من زيارة الرئيس الأفغاني أشرف غني للبيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين: "نحض الأطراف على إجراء مفاوضات جدية لتحديد خارطة طريق سياسية من أجل مستقبل أفغانستان"، وأضاف: "نواصل الدعوة إلى إنهاء أعمال العنف الحالية، التي تتسبب "طالبان" بقسم كبير منها".
وأكد برايس "وجوب وقف العنف"، وقال "لا نزال نعتبر أن حلاً تفاوضياً هو السبيل الوحيد لوضع حد لحرب مستمرة منذ أربعين عاماً"، بحسب "فرانس برس".
ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة الرئيس الأفغاني أشرف غني وعبدالله عبدالله، المكلف بعملية السلام من جانب الحكومة الأفغانية.
وعلى صعيد متصل، اتهم وزير الخارجية الأفغاني حركة "طالبان"، اليوم الثلاثاء، بارتكاب أسوأ أعمال العنف خلال العقدين الماضيين، وحث المجتمع الدولي على "محاولة إقناع "طالبان" باحترام اتفاق فبراير/ شباط 2020 المبرم مع الولايات المتحدة لخفض أعمال العنف وخوض مفاوضات سلام".
وقال محمد حنيف أتمر، أمام مجلس الأمن الدولي، إنه مع انسحاب القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) "الذي سيكتمل في الأسابيع المقبلة"، يتعين على المجتمع الدولي أيضاً تشكيل "آلية" لمراقبة تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة، وقرار المجلس الداعم له، "واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الامتثال".
وافقت الولايات المتحدة بموجب الاتفاق على سحب قواتها، في مقابل وعد من جانب "طالبان" بـ"إدانة الجماعات الإرهابية" والحيلولة دون أن تصبح أفغانستان مرة أخرى ساحة إطلاق هجمات ضد الولايات المتحدة، وخفض أعمال العنف، والعمل مع الحكومة على وقف دائم لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات مع الحكومة تهدف إلى إعادة السلام للبلاد التي مزقتها الحرب.
وعلى الصعيد الميداني، أكد مسؤولون محليون في قندوز أن الحركة سيطرت، اليوم الثلاثاء، على ميناء شير خان، وهي بلدة تجارية تقع على الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان.
وكان مسلحو حركة "طالبان" شنوا سلسلة هجمات في شمال أفغانستان، خلال الأيام القليلة الماضية، متجاوزين بذلك معاقلهم في الجنوب، بالتزامن مع انسحاب القوات الدولية، بحسب "رويترز".
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا ليونز إن الحركة سيطرت على أكثر من 50 منطقة من بين 370 منطقة، وإنها في وضع يمكنها من بسط سيطرتها على عواصم الأقاليم. وقال مسؤولون إن قتالاً عنيفاً اندلع بين "طالبان" والقوات الحكومية الأفغانية على مشارف ثلاث عواصم لأقاليم شمالية، هي فارياب وبلخ وقندوز خلال الأيام القليلة الماضية.
وتصاعد العنف في الشمال خارج المعاقل التقليدية للحركة في المناطق الجنوبية، مثل إقليمي هلمند وقندهار، حيث وقعت في السابق معارك على نطاق واسع. وقال مسؤول أمني أفغاني كبير، شريطة عدم الإفصاح عن اسمه: "استراتيجية "طالبان" تتمثل في تحقيق تقدم ووجود قوي في المنطقة الشمالية من البلاد، والتي تقاوم الحركة المسلحة منذ أمد بعيد".
وأضاف المسؤول "سيواجهون مقاومة أقل في الأجزاء الأخرى من البلاد، حيث يتمتعون بالمزيد من النفوذ والوجود".
وبدأت الولايات المتحدة سحب قواتها في مطلع مايو/أيار، وسلمت بعض القواعد للحكومة الأفغانية، التي تخلت منذ ذلك الحين عن بعض المناطق لصالح "طالبان" دون قتال.