هذه الأدلّة ترجّح تقاعس خفر السواحل اليوناني في إنقاذ قارب المهاجرين

"واشنطن بوست" تكشف أدلّة ترجّح فرضية تقاعس خفر السواحل اليوناني في إنقاذ قارب المهاجرين "أدريانا"

06 يوليو 2023
(الأناضول/Getty)
+ الخط -

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تحقيقاً، الأربعاء، يؤكد أن مأساة قارب المهاجرين الذي غرق قبالة سواحل اليونان الشهر الماضي، وعلى متنه زهاء 750 شخصاً، كان يمكن تفاديها، مشيرة إلى تقاعس محتمل لخفر السواحل اليوناني في عمليات الإنقاذ.

ولفتت الصحيفة إلى أن خفر السواحل اليوناني تلقى ما يقارب 12 نداء استغاثة في صباح 13 يونيو/حزيران الماضي، لكنه على الرغم من ذلك، لم يطلق عملية إنقاذ ذات أولوية عالية. وأشارت إلى أن المسؤولين أكدوا في الساعات اللاحقة، أن المركب كان يسير في "مسار وسرعة ثابتين"، وأن الأشخاص الذين كانوا على متنه لا يريدون المساعدة.

وينفي المسؤولون اليونانيون مسؤوليتهم عمّا حدث في تلك الليلة، عندما انقلب مركب "أدريانا" بركابه الذين يصل عددهم إلى 750 شخصاً.

ويتطرّق تحقيق "واشنطن بوست" إلى الروايات المتضاربة للساعات الأخيرة قبل الكارثة التي وصفتها الصحيفة بـ"الأكثر خطورة"، ويفحص ما إذا كان القارب انقلب نتيجة الذعر، كما يدّعي خفر السواحل، أو في أثناء سحبه من قبل خفر السواحل كما قال بعض الناجين.

ويتعارض ما خلص إليه التقرير، مع رواية خفر السواحل اليوناني حول أن القارب كان يتقدّم بثبات وتصميم على الوصول إلى إيطاليا، مشيرة إلى أنّ سرعة القارب تقلّبت بشكل كبير في أثناء إعادته إلى مساره، بما يتماشى مع ذكريات الركاب عن مشاكل في محرّكه.

وفي هذا السياق، يقول قدامى جنود الإنقاذ البحري وخبراء قانونيون، إن المسؤولين اليونانيين فضّلوا مؤشرات على أن المساعدة غير مطلوبة، وفشلوا في التزامهم بإطلاق جهود إنقاذ شاملة، بمجرد اكتشاف القارب غير المستقرّ.

"أمر فاضح"

وتنقل الصحيفة عن آرون دافنبورت، الضابط الكبير المتقاعد في خفر السواحل الأميركي، الذي قاد عمليات إنقاذ بحري، بما فيها المتعلقة بالمهاجرين، وصفه ما حصل بأنه "أمر فاضح"، مضيفاً: "لقد أرسلوا طائرة مروحية إلى هناك. كان ينبغي أن يرسلوا مجموعة كاملة من السفن"، وأن يطلبوا المساعدة من دول أخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتأمين منقذين، وإنقاذ هؤلاء الأشخاص، على حدّ قوله.

وقامت الصحيفة بتتبع مسار القارب "أدريانا"، وفحص صور الأقمار الاصطناعية، ورسم بيانات حركة السفن، والإحداثيات المتكاملة، من مكالمات الاستغاثة والتقارير والشهادات الرسمية. وقارنت البيانات الرسمية، وحسابات السفن التجارية، والمقابلات مع الناجين، والناشطين، والخبراء البحريين.

  • مسار المركب "أدريانا" من لحظة مغادرته ليبيا حتّى انقلابه

في وقت مبكر من يوم 9 يونيو/حزيران، غادر المركب "أدريانا" من ميناء في شرق ليبيا باتجاه إيطاليا. وروى ناجون أنّهم لم يصدّقوا مدى اكتظاظ المركب، حيث استمرّ المهرّبون لفترة طويلة بالصراخ على الناس لركوبه بعد أن بدا ممتلئاً.

بعد أربعة أيام، جرى تعقّب القارب، وهو متجه إلى اليونان. تواصل الركاب مع الناشطة نوال الصوفي، التي غرّدت عبر "تويتر" أنهم بحاجة إلى "مساعدة فورية"، منبّهة المسؤولين الإيطاليين واليونانيين والمالطيين إلى وضعهم. حوالى الساعة العاشرة صباحاً، أبلغ خفر السواحل الإيطالي نظيره اليوناني بأن القارب موجود في منطقة البحث والإنقاذ التابعة لليونان.

عند الساعة 11:47 صباحاً، رصدت طائرة مراقبة تابعة لوكالة الحدود الأوروبية وخفر السواحل، ومعروفة باسم "فرونتكس"، "أدريانا"، مقيّمة القارب بأنه "مكتظ بشدة"، ومشيرة إلى أنه يبحر باتجاه شمال الشرق "بسرعة بطيئة" تبلغ حوالى 7 أميال في الساعة، وأرسلت فيديوهات إلى السلطات اليونانية والإيطالية.

وأجرى الركاب، على مدار ساعات عدة متتالية، مكالمات استغاثة متكررة إلى الصوفي وعبر هاتف الإنذار (آلارمفون)، وهو خط ساخن للاجئين والمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، يقولون فيها إنهم لن ينجوا.

عند الساعة 2:35 من بعد الظهر، أجرى خفر السواحل اليوناني أول معاينة مرئية له، بواسطة مروحية، وحدّد أن القارب يبحر "بمسار وسرعة ثابتين". في أثناء عبور دورية لخفر السواحل من جزيرة كريت، استعان المسؤولون بناقلة النفط "لاكي سايلور" التي ترفع العلم المالطي، والتي رصدت أدريانا في الساعة 4:50 مساءً. ووفقاً لشركة إدارة الناقلة، كان هناك حوالى 200 شخص على سطح ما يبدو أنه قارب صيد يبلغ ارتفاعه 100 قدم، لكن "الظروف الجوية كانت جيدة، ولم يكن أحد في خطر وشيك".

عند الساعة 5:30 من بعد الظهر، أفاد خفر السواحل اليوناني بإجراء اتصال عبر هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية مع أحد المتحدثين باللغة الإيطالية على متن القارب "أدريانا"، الذي أكد أن القارب ليس في خطر، وما يحتاجه هو فقط الطعام والماء، قبل المتابعة إلى إيطاليا. لكن "آلارمفون" أفاد في المقابل بأنه تلقى مكالمات استغاثة عدة في ذلك الوقت تقريباً.

عند الساعة 5:34، تحدث الركاب عن أن القارب يتحرّك يميناً وشمالاً، ووفق تحليل "واشنطن بوست"، انخفضت سرعته إلى 1.4 ميل في الساعة.

وسجل طاقم "لاكي سايلور" مقطع فيديو للقارب، وهو يبتعد، بينما كانت الناقلة تقترب منه، لافتاً إلى أن الأشخاص الذين كانوا موجودين على متنه أشاروا إليها للذهاب بعيداً، وهم يهتفون "إيطاليا". في النهاية، قَبِل المركب الطعام والماء، وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية الناقلة والسفينة جنباً إلى جنب عند الساعة 6:39 مساءً، قبل أن تغادر الناقلة بعد ساعتين.

بعد ذلك، غيّرت "أدريانا" مسارها السابق، باتجاه الجنوب الشرقي، بمعدل 0.8 ميل في الساعة، في سرعة ومسار يتوافقان، وفق الخبراء، مع انجراف قارب مع التيار. وتنقل الصحيفة عن الناجي حسين الرحمن، وهو ميكانيكي دراجات نارية من كشمير الخاضعة لباكستان، حديثه عن "عطل متكرر في المحرّك" في اليوم الأخير.

ووفق تحقيق "واشنطن بوست"، استعان خفر السواحل بناقلة النفط "فايثفول واريور" التي تحمل العلم اليوناني، وطلب منها الاقتراب من القارب قدر الإمكان، وفق نسخة من سجلات السفينة، تحدثت عن نمط مماثل من المقاومة. وقال ناجون إن الناقلة أحدثت أمواجاً هدّدت بقلب قاربهم.

بعد 15 دقيقة من بدء توصيل الطعام والماء، أفاد قبطان الناقلة بأن القارب "يتأرجح بشكل خطير"، وهو ما يعود برأيه إلى "العدد المفرط من الأشخاص في كلّ الطوابق". ووفقاً لسجل السفينة، فقد ألقى الركاب بالمؤن في البحر.

عند حوالى الساعة 10:45 مساءً، وصلت دورية تابعة لخفر السواحل اليوناني، وربطت، وفق سجلات زورق الدورية، "حبلاً صغيراً" بالقارب "أدريانا". وأشارت السجلات إلى أن "حالة قارب الصيد كانت جيدة، لكن كان هناك صراخ وتوتر بين الأشخاص الموجودين على متنه".

وتابعت السجلات أن ركاب القارب رفضوا المساعدة، وفكّوا الحبل، وأعادوا تشغيل المحرك، وقال خفر السواحل إنه واصل المراقبة بينما تحركت سفينة الصيد غرباً - بعيداً عن اليونان، باتجاه موقعها السابق. وأشارت حسابات "واشنطن بوست" إلى أنها كانت تتحرك بسرعة 4.5 أميال في الساعة.

وقدّم قبطان زورق الدورية شهادته في هذا الخصوص، مشيراً إلى أن "أدريانا"، "كانت تتحرك بسرعة منخفضة" عند الساعة 11:44 مساءً. وقال بعض الناجين للصحيفة إن خفر السواحل كان يقودهم نحو إيطاليا، لكن قاربهم واجه صعوبة في المواكبة.

ويُظهر تحليل "واشنطن بوست" أن القارب كان ينجرف في اتجاه التيار. وقال خفر السواحل إنه تلقى مكالمة حول مشكلة في المحرك حوالي الساعة 12:40 بعد منتصف الليل. وفي وقت أكد العديد من الناجين أن خفر السواحل حاول سحبهم، نفى الأخير الأمر، وقال قبطان زورق الدورية إن سفينته كانت على بعد 230 قدماً عندما مال القارب إلى اليمين وانقلب بعد الساعة الواحدة فجراً بقليل.

وغرق "أدريانا" بالقرب من أعمق نقطة في البحر الأبيض المتوسط، بعد أن كان قد سافر 34 ميلاً على الأقل في آخر 15 ساعة له، بمتوسط 2.2 ميل في الساعة، وفقاً لحسابات واشنطن بوست. وبهذه الوتيرة، كان سيحتاج الأمر خمسة أيام أخرى للوصول إلى الساحل الإيطالي، وفق "واشنطن بوست".

وفنّدت صحيفة "واشنطن بوست" الروايات المتعددة للحادثة، بين ادعاءات بأنّ القارب رفض المساعدة، وأخرى أنه كان يبحر في "مسار وسرعة ثابتين"، وغيرها تحدثت عن محاولة خفر السواحل اليوناني سحبه، ورواية رابعة تشير إلى أن خفر السواحل "قام بما عليه القيام به".

  • رواية خفر السواحل اليوناني: "القارب رفض المساعدة"

في هذه الرواية، دافع خفر السواحل اليوناني عن قراره بعدم التدخل في وقت سابق، من خلال تأكيد أن قارب "أدريانا" رفض المساعدة، وقد تكرّرت هذه النقطة خمس مرات في البيان الرسمي، وفق "واشنطن بوست".

وتكرّر صدى رفض المساعدة في حساب قدّمته الشركة المشغلة للناقلة "لاكي سايلور"، وفي نسخة من سجلات ناقلة "ذا فايثفول واريور" التي حصلت عليها "واشنطن بوست".

ووفق محللين، وجب على خفر السواحل أن يحصي من قاوم المساعدة والسبب وراء ذلك، بالإضافة إلى النداءات المتكررة للمساعدة التي تلقتها ناشطة وخط ساخن. ويصرّ خبراء قانونيون، وفق الصحيفة، على أن السلطات مجبرة على التدخل، بغضّ النظر عن رغبات بعض من كانوا على متن القارب.

وتنقل الصحيفة عن قدامى جنود الإنقاذ البحري قولهم إن السؤال عن سبب رفض أي شخص للمساعدة كان يجب أن يكون مهماً للتفكير في كيفية الاقتراب من سفينة الصيد، والحفاظ على هدوء الركاب، حتى يمكن مساعدتهم وإجلاؤهم بشكل مثالي، دون قلب سفينتهم، لكن لا ينبغي لأي من ذلك أن يقف في طريق جهود الإنقاذ، وفق قولهم.

ويقول جوزيبي كاتالدي من جامعة نابولي "لورينتال"، إن عامل الوقت مهم، "لذا بمجرد أن يكون هناك تصوّر بوجود موقف خطير، فإن الواجب هو التدخل، وليس تحمّل موقف الأشخاص الموجودين على متنه".

  • "مسار وسرعة ثابتان"

بحسب هذه الرواية، يؤكد خفر السواحل اليوناني أن الإنقاذ المبكر لم يكن ضرورياً، لأن القارب كان على ما يرام، ويتقدم في "مسار وسرعة ثابتين". وتشير سجلات زورق الدورية التابع لخفر السواحل، إلى أنه عند التحقق في حوالى الساعة 10:50 مساءً، "كان هناك صراخ وتوتر بين الأشخاص الموجودين على متنه"، ولكن "حالة قارب الصيد كانت جيدة".

لكنّ "واشنطن بوست" تتحدث عن أن القارب كان يعاني لفترة طويلة بحلول ذلك الوقت، وينعكس ذلك في مسار غير منتظم للقارب، مصحوب بتقلبات دراماتيكية في السرعة، من حوالى 7 أميال في الساعة أبلغت عنها "فرونتكس"، إلى 0.5 أميال في الساعة فقط.

ويشير أكاديميون عاينوا ما حصلت عليه "واشنطن بوست"، إلى أن تحوّل اتجاه القارب نحو الجنوب الشرقي خلال نقطتين على الأقل في رحلته -بعد تفاعله مع "ناقلة لاكي سايلور"، وفي آخر ساعة قبل انقلابه- كان متسقاً مع مشاكل في المحرك، حيث بدا أن القارب ينجرف باتجاه التيارات والرياح المحلية.

ورفض خفر السواحل اليوناني الرد على أسئلة مفصّلة عن النتائج التي توصّلت إليها الصحيفة، لأن التحقيق ما زال مستمراً.

ويتحدث الخبراء عن أن عدم استقرار القارب كان واضحاً منذ البداية، بعيداً عن مشكلات المحرّك التي ظهرت لاحقاً، وتظهر الصور الجوية التي التقطتها "فرونتكس" أن طوابق القارب كانت تفيض بالأشخاص.

وهنا، قالت خبيرة الهندسة البحرية في كلية "سوني" البحرية جينيفر ووترز: "لا يوجد شيء أكثر مأساوية لتقليل الاستقرار من رفع مركز ثقلك"، مشيرة إلى أن قارباً غير مستقرّ بطبيعته قد يكون جيداً "إذا لم تكن هناك أمواج، إذا لم يحدث شي"، معتبرة أنه يمكن أن يكون هناك شيء مستقرّ مؤقتاً، لكنّه سيسقط عند أقلّ حركة.

  • هل سُحب القارب؟

وفي رواية ثالثة، وفي وقت ما زال من غير الواضح ما هو الأمر الفاصل الذي أدّى إلى زعزعة "استقرار" المركب وانقلابه، يقول خفر السواحل إن الحركة الكبيرة على متنه ربما سبّبت ذعراً، وحدوث تحوّل مفاجئ في الوزن على متنه، ما أدّى بالقارب إلى التمايل يميناً وشمالاً، قبل أن ينقلب. لكنّ بعض الناجين يدعون أن زورق دورية خفر السواحل حاول جرّهم باتجاه إيطاليا، ما أدى إلى انقلاب القارب.

وتذكّر الصحيفة هنا بالرواية الأولية لخفر السواحل، في 14 يونيو/حزيران، مؤكدة أنه لم يشر إلى وجود حبل، وقال إن زورق الدورية "ظل على مسافة" من القارب، لكن بعد ظهور مزاعم الناجين، عاد وقال إن زورق الدورية استخدم "حبلاً صغيراً"، ولكن فقط لتثبيت القارب في أثناء تفحصه، وفقط عند وصوله قبل ساعات.

ويقول المتحدث باسم خفر السواحل اليوناني نيكوس ألكسيو لـ"واشنطن بوست": "عندما انقلب القارب، لم نكن حتّى بجواره"، متسائلاً: "كيف يمكن أن نجرّه؟". لكنّ ثلاثة ناجين من القارب تحدّثت إليهم "واشنطن بوست"، أشاروا إلى حبال كانت متّصلة بالقارب قبل انقلابه، فيما تحدث اثنان منهم عن عملية "جرّ".

من جهته، يقول سوري عرّف عن نفسه باسم "أبو حسين" ويبلغ من العمر 30 عاماً، إن القارب قد تلقى تعليمات للحاق بدورية خفر السواحل باتجاه المياه الإيطالية، لكنه واجه صعوبة في مواكبتها، وتعطّل محرّكه في النهاية، قائلاً إن خفر السواحل ربط حبلاً بمقدمة السفينة، لكنه قُطع تحت الضغط، ثم حاول مرة أخرى وشدّ بقوة، فانحنى القارب إلى اليمين. ويضيف: "صرخنا "لا. لا"، واستمروا في جرنا حتى انقلبنا. ثم قطعوا الحبل وابتعدوا أكثر".

وفي هذا السياق، يؤكد الخبراء أنه في مهمات الإنقاذ، لا يُنصح أبداً بسحب قارب في محنة. ويقول قائد فريق بحث وإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود ريكاردو غاتي، إنها مناورة "صعبة حقاً"، خصوصاً مع وجود الكثير من الأشخاص على متنه.

من جهته، يقول مسؤول سابق في خفر السواحل في البحر الأبيض المتوسط، تحدث إلى الصحيفة شرط عدم الكشف عن هويته، لأن منصبه الحالي لا يسمح له بالتحدث علناً، إن زورق الدورية اليوناني كان سيواجه خيارات صعبة. ويضيف: "إذا قمت بسحبهم قد تدمّر القارب لأنه... غير صالح للإبحار على الإطلاق. إذا لم تقم بسحبه، فقد ينقلب من تلقاء نفسه. إذا حاولت تحويل المسار، يمكنك أن تسبّب انقلابه". ويقود هذا في رأيه في بعض الأحيان، إلى نهج عدم التدخل: "كل ما تفعله يمكن أن يكون خطأً مأساوياً. ... لذلك، تدعهم يبحرون فقط، وتأمل الأفضل".

  • "قمنا بما علينا القيام به"

في الرواية الرابعة، يؤكد خفر السواحل أنه أوفى بكلّ التزاماته في حالة قارب "أدريانا": تحديد موقع السفينة، تجنيد السفن التجارية، وإرسال زورق الدورية الخاص به. ويقول المتحدث باسمه: "لقد فعلنا ما كان علينا القيام به". لكنّ الباحث في القانون البحري الدولي في جامعة أكسفورد، إفتيميوس باباستافريديس، يقول: "أنت لست مسؤولاً عن إنقاذ كلّ حياة، ولكن عليك أن تبذل جهدك"، معتبراً أنه وجب على اليونان أن تطلب المساعدة من السفن الأخرى، بما في ذلك قوارب البحث والإنقاذ الإيطالية، وأصول "فرونتكس" المحتملة.

من جهته، يتساءل المتحدث باسم مجموعة الإنقاذ غير الربحية "سي ووتش" أوليفر كوليكوفسكي: "لماذا لم يُنقَذ هؤلاء الأشخاص من قبل الجهات الحكومية التي كانت على علم بهذه القضية لساعات وساعات؟"، لافتاً إلى أن المشكلة مع السفن التجارية، التي تدخلت خلال المأساة، هي أن طواقمها غير مدربة على ذلك، وسفنها غير مجهزة لحالات كهذه.

ويتحدث الخبراء عن "تقاعس قاتل" آخر من قبل خفر السواحل اليوناني، وهو عدم توفير معدات العوم في أسرع وقت ممكن، لإنقاذ من كانوا على متن القارب بعد غرقه.

المساهمون