هدوء في طرابلس بعد اتهام آمر الاستخبارات المقال بـ"التحشيد العسكري"

هدوء في طرابلس بعد اتهام حكومة الدبيبة آمر الاستخبارات المقال بـ"التحشيد العسكري"

27 مايو 2022
لم يحدث أي احتكاك عسكري في طرابلس (محمود تركيا/ فرانس برس)
+ الخط -

يسود العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الجمعة، الهدوء الكامل وتسير الحركة بشكل بطبيعي، بعدما اتّهمت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية آمر إدارة الاستخبارات العسكرية المقال اللواء أسامة الجويلي بالتحشيد العسكري عقب تجول عشرات السيارات المسلحة، في قطاعها الغربي.

وقالت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وهي الحقيبة التي يشغلها عبد الحميد الدبيبة بالإضافة لرئاسته للحكومة، في بيان لها، إنها تُتابع ما وصفتها بـ"محاولات التحشيد العسكرية للحرب المدفوعة بأجندة سياسية حزبية، التي يقوم بها أسامة الجويلي"، المدير السابق لإدارة الاستخبارات العسكرية، والذي ما زال يشغل منصب آمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة للمجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأضاف بيان الوزارة أنه "وبعد أن فشلت محاولات الجويلي في التحشيد للحرب والاعتداء على المقرات الحكومية والعمومية، وما يصاحب ذلك من ترويع للآمنين وتعريض ممتلكاتهم للخطر، مدعوماً في ذلك من أطراف عسكرية، كان الجويلي يحشد أبناء الشعب الليبي ضدها في وقت سابق، تجولت مجموعة عسكرية محدودة تابعة له داخل منطقة متاخمة لأحد المعسكرات التي يشغلها، مهدّدة عدداً من المواطنين من سكان العاصمة، قبل أن تعود من حيث أتت، وسط سخط شعبي واسع ضد دعاة الحرب لأغراض سياسية وحزبية".

وأكدت وزارة الدفاع "حرمة الدم الليبي وعدم ترويع أبناء الوطن بكل مكوناتهم"، مشددة على أنها "ستتعامل بكل حزم وقوة ضد هذه التهديدات لوأد الفتنة"، بحسب البيان.

كذلك أشادت الوزارة بـ"موقف كل المناطق الليبية دون استثناء الرافضة لإشعال فتيل الحرب والفتنة والاقتتال"، ودعت كل الليبيين إلى "الوقوف صفاً واحداً ضد من يريد العبث بأمن المواطن واستقراره".

وحتى الساعة، لم يصدر أي رد من جانب الجويلي، الذي لا يزال يشغل منصب رئيس المنطقة العسكرية الغربية (المناطق العسكرية تابعة للمجلس الرئاسي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة)، على الرغم من فقدانه منصبه كآمر للاستخبارات العسكرية.

وفي تفاصيل ما حدث، كشف مصدر أمني رفيع في مديرية أمن طرابلس، لـ"العربي الجديد"، أنّ سيارات تابعة للجويلي خرج عدد قليل منها من داخل معسكراتها الواقعة جنوب غربي طرابلس، وتجولت في الأحياء الغربية من العاصمة، لا سيما حي الأندلس والسياحية، قبل أن تغادر باتجاه معسكراتها. 

وأكد المصدر، الذي تحفظ عن ذكر هويته، عدم حدوث أي احتكاك بين تلك السيارات وبين مجاميع طرابلس المسلحة التابعة لحكومة الدبيبة. 

اجتماع بوزنيقة المغربية بين شخصيات أمنية ليبية يستأنف الأسبوع المقبل

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من اتفاق عدد من القادة العسكريين والأمنيين الليبيين على العمل على خفض التوتر في طرابلس وحولها، ومنع أي تصعيد، خلال اجتماع لهم في مدينة بوزنيقة المغربية، وفقاً لمصادر ليبية خاصة. 

وفيما اتفق المجتمعون في بوزنيقة على مواصلة اللقاءات، واستئنافها مجدداً، منتصف الأسبوع المقبل، أوضحت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أنّ الاجتماع لم ينته إلى نتائج كبيرة، على الرغم من أجواء الارتياح التي سادت اللقاء، وتأكيد المشاركين أهمية اللقاءات لبناء جسور التفاهم.

ومما اتفق عليه في بوزنيقة، بحسب المصادر ذاتها، هو "العمل على توحيد هياكل المؤسسة الأمنية كخطوة أولى في طريق العمل على توحيد المؤسسة العسكرية، ولبناء جسور الثقة بين معسكري شرق وغرب البلاد"، على الرغم من إشارة المصادر إلى أنّ المجتمعين تلقوا طلباً أممياً مضمونه أنّ "أي حديث عن الشأن العسكري يجب أن يتم من خلال اللجنة العسكرية المشتركة". 

وشارك في القاء الذي عقد برعاية مغربية شخصيات أمنية وعسكرية، من أبرزها رئيس جهاز "دعم الاستقرار في ليبيا" عبد الغني الككلي (غنيوة)، وقائد كتيبة "ثوار طرابلس" أيوب بوراس، ورئيس جهاز "الأمن العام" عماد الطرابلسي، بالإضافة إلى ممثلين عن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مقدمتهم نجله بلقاسم حفتر.

المساهمون