نقابات العمال البريطانية تصوّت لصالح وقف بيع السلاح لإسرائيل

11 سبتمبر 2024
بول نوفاك أمين عام اتحاد نقابات العمال البريطانية خلال المؤتمر، 8 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **دعوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية**: خلال مؤتمر نقابات العمال في برايتون، دعت النقابات البريطانية للاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، إنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل، ووقف إطلاق نار دائم في غزة.

- **مداخلات ودعم من شخصيات بارزة**: لويز ريجان، السفير الفلسطيني حسام زملط، وليز ويتلي وسارة كاربنتر دعوا لوقف تسليم الأسلحة لإسرائيل، والوقوف بجانب المضطهدين والدفاع عن السلام والعدالة.

- **ائتلاف "أوقفوا الحرب" وتعزيز العمل المشترك**: عقد ائتلاف "أوقفوا الحرب" ندوة لتعزيز العمل المشترك بين النقابات لوقف سياسات الحكومة البريطانية في دعم الحروب، مع تأكيد على التوعية والعمل المباشر.

في إنجاز جديد لحركة التضامن مع الشعب الفلسطيني وحراك مقاطعة إسرائيل، دعت نقابات العمال البريطانية الحكومة، اليوم الأربعاء، إلى الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، وإنهاء تجارة الأسلحة مع الاحتلال الإسرائيلي، والمطالبة بوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة. جاء ذلك خلال مؤتمر نقابات العمال السنوي، المنعقد في مدينة برايتون منذ يوم الأحد، ويختتم اليوم الأربعاء، وهو تجمع لـ48 نقابة في إنكلترا وويلز، تمثل قرابة خمسة ملايين ونصف عامل وعاملة منتسبين لهذه النقابات.

وصفّق المندوبون في المؤتمر بعد تمرير اقتراح يدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن والسجناء السياسيين الفلسطينيين، و"التركيز المتجدد على تعزيز استراتيجية المقاطعة، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" على إسرائيل. وطالب الاقتراح، الذي قدمه الاتحاد الوطني للتعليم، الحكومة أيضًا بضمان الوصول الآمن إلى الإمدادات الأساسية، بما في ذلك المياه والكهرباء والغذاء في قطاع غزة.

وتلقت لويز ريجان من الاتحاد الوطني للتعليم تصفيقًا حارًّا من العديد من الحاضرين في القاعة، بعد أن دعت نقابات العمال إلى "الانضمام معًا، والقتال من أجل العدالة للشعب الفلسطيني". وقالت "يحتاج الفلسطينيون إلى أكثر من الكلمات، فهم يحتاجون إلى أفعالنا أيضًا". كما انتقدت ريجان تحرّك حكومة حزب العمال الجديدة لتعليق جزء ضئيل فقط من مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وقالت "من الفاحش الاستمرار في مبيعات الأسلحة، بينما يواجه اثنان من كبار القادة الإسرائيليين اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

ويعتبر القرار اليوم ملزمًا لجميع النقابات المشاركة في المؤتمر، كما يعد رسالة للحكومة، كون العديد من هذه النقابات وممثليها محسوبين على تيار حزب العمال. وحضر رئيس الحكومة كير ستارمر، يوم الاثنين، إلى المؤتمر وقدّم خطابًا تطرّق فيه للأوضاع الاقتصادية في البلاد. كما شهد المؤتمر كلمة للسفير الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط، الذي قال إنه "من غير المعقول أن تستمر المملكة المتحدة في تسليم أي أسلحة لإسرائيل، نظرًا لما هو واضح للجميع، الذين قالوا بما في ذلك المحامون في المملكة المتحدة، إنه انتهاك خطير للقانون الدولي".

وحظي الاقتراح المُقدم للمؤتمر على توافق العديد من المتحدثين خلال جلسة المناقشة، بما في ذلك ليز ويتلي من نقابة يونيسون (Unison)، التي قالت إنه في حين أن قرار الحكومة بتقليص رخص السلاح لإسرائيل كان خطوة أولى إيجابية، فإن "90% المتبقية هي 90% أكثر من اللازم ولا توقف القتل".

وأكدت ويتلي أن هذه "قضية نقابية، ويجب على نقابات العمال أن تقف إلى جانب المضطهدين، وتدافع عن السلام والعدالة والتحرير. ليس من المهم فقط أن نقف على الجانب الصحيح من التاريخ، بل يتعين علينا أن نقف على الجانب الصحيح اليوم وغدًا والأسبوع المقبل". وأدانت سارة كاربنتر من نقابة يونيت (Unite) "الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني" ودعت إلى "وقف إطلاق نار دائم وغير مشروط". وقالت "هذه جريمة حرب، ببساطة ووضوح".

وتحدث ممثلون عن عدد من النقابات البارزة التي أيدت الاقتراح. ويتخذ المؤتمر مجموعة من القرارات الملزمة التي يجري التصويت عليها من قبل مندوبي المؤتمر، وتتعلق بالسياسات العامة، من ضمنها سياسات متعلقة بالاستثمارات الخارجية.

ائتلاف "أوقفوا الحرب" يدعو لتوحد نقابات العمال

وفي سياق متصل، عقد ائتلاف "أوقفوا الحرب" في المملكة المتحدة ندوة مشتركة في مدينة برايتون يوم الاثنين، جمعت عددًا من الممثلين عن نقابات عمالية ناشطة في بريطانيا، بهدف تعزيز العمل المشترك بين نقابات العمال ضمن مساعي الائتلاف لوقف سياسات الحكومة البريطانية في دعم الحروب حول العالم. وتهدف الندوة إلى الحشد لتمرير اقتراحات ضد سياسة الحروب من ضمنها في فلسطين، والتنسيق بين النقابات المختلفة.

الصورة
ندوة لنقابات عمال في بريطانيا للضغط باتجاه وقف الحروب / 9 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)
ندوة لنقابات عمال في بريطانيا للضغط باتجاه وقف دعم الحروب / 9 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

وخلال الندوة، تطرقت فران هيثوكت، السكرتيرة العامة لحملة التضامن مع فلسطين، لمعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود، والفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية. وأكدت أهمية العمل والضغط على الحكومة البريطانية لاحترام القانون الدولي، وملاحقة الجهات المشاركة في المملكة المتحدة.

في حرب الإبادة الجماعية

وتحدث ريكاردو لاتوري، ممثل عن نقابة رجال الإطفاء، عن أخذ المسؤولية كحركة عمال في وقف الحرب، مؤكدًا أنه التقى العديد من العمال الذين قالوا إنهم لن يقبلوا أن يكونوا جزءًا من عملية نقل الأسلحة لإسرائيل. ودعا إلى التواصل المباشر في أماكن العمل، والحديث مع زملاء العمل والمجتمع المحلي، بهدف التوعية. وقال "لن نتوقف عن نشاطنا عند وقف إطلاق النار، بل حتى نهاية الاحتلال".

من جانبها، تحدثت مريم إسلامدوست، السكرتيرة العامة لنقابة المواصلات والنقل، عن معنى قضية فلسطين بصفتها قضية نقابية وعمالية، مؤكدة أن النقابات لا تستطيع أن تدير ظهرها للفلسطينيين. وقالت إن المال الذي يُصرف على الحرب يجب صرفه على المجتمع لأجل مستقبل أفضل للأطفال. وتطرقت في حديثها إلى تضرر المجموعات العرقية والأقليات بسبب هذه الحرب ودعم الحكومة لإسرائيل. وقالت إن السلام الحقيقي يتمثل بوقف السياسات التي تعطي الاحتلال الاستمرارية.

وتطرق رئيس نقابة يونسون، ستيف نورث، وهي أكبر نقابة عمالية تمثل أكثر من مليون منتسب، لأهمية العمل المشترك بين النقابات. وأكد نورث أن حظر السلاح بشكل كامل على إسرائيل مطلب لم يتغير قبل الانتخابات وبعد الانتخابات. ودعا لمحاكمة المتورطين بحرب الإبادة الجماعية في غزة وفقًا للقانون الدولي.

من جهته، دعا شون فيرنل، ممثلًا عن نقابة جامعة كلية لندن، إلى وقف الحرب والعمل في الشارع لتحقيق ذلك، مؤكدًا أنه بالنسبة لسياسات الحروب، لا يوجد فرق كبير بين الحزبين الكبيرين في المملكة المتحدة. وعلق على التظاهرات الوطنية لأجل غزة في لندن التي وصلت لثماني عشرة تظاهرة، قائلًا إن هذه حركة تنمو بشكل دائم، وأكد أن العمل النقابي يضع قضية فلسطين في المركز.

وتحدث كرس نيهام، نائب رئيس ائتلاف "أوقفوا الحرب"، عن تورط الحكومة البريطانيّة في سياسات الحروب الخارجية في أوكرانيا وفلسطين، مؤكدًا أن بريطانيا والغرب مسؤولون عن استمرار هذه الحروب التي جلبت دمارًا وموتًا شبيهًا بمشاهد حصلت خلال الحرب العالمية الأولى. ودعا لزيادة العمل المشترك بين النقابات العمالية، وتوسيع ائتلاف الحركات ضد الحرب.