نصر الله يعد بالرد على قصف الضاحية: فرصة تاريخية لتحرير أراضي لبنان

نصر الله يعد بالرد على قصف الضاحية: لبنان أمام فرصة تاريخية لتحرير أراضيه

05 يناير 2024
استعرض نصر الله خلال كلمته عمليات المقاومة خلال نحو 3 أشهر حتى الآن (رويترز)
+ الخط -

اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أن لبنان أمام فرصة تاريخية الآن لتحرير كل شبر من أراضيه بعد انتهاء المعركة، وتثبيت معادلة تمنع إسرائيل من اختراق سيادة البلاد، متوعداً بالرد على قصف الضاحية الجنوبية لبيروت.

لكن نصر الله أكد أنّ أي حديث أو تفاوض بشأن ترسيم الحدود لن يفتح قبل وقف العدوان على غزة، واصفاً القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، الذي أسفر عن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية صالح العاروري واثنين من قادة كتائب القسام، بأنّه "خرق فاضح وكبير"، متوعداً بأنّه "حتماً لن يبقى دون رد أو عقاب"، مضيفاً: "لن نستخدم عبارة في الوقت والمكان المناسبين بل الكلمة تبقى للميدان".

وأضاف: "لا نستطيع أن نسكت على خرق بهذا المستوى من الخطورة لأن هذا يعني أنّ كل لبنان والشخصيات ستصبح مكشوفة"، لافتاً إلى أنّ "حجم الخطر والتهديد والسلبيات والمفاسد التي تترتب على السكوت عن الخرق هذا هي أكبر بكثير من أي مخاطر قد نذهب إليها عند الردّ على هذا العدوان، والردّ آتٍ لا محالة والمسألة مسألة ميدان".

وعن الإنجازات الميدانية على الجبهة، قال إنّ المقاومة نفذت ما يزيد عن 670 عملية عسكرية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، على جبهة لبنان الجنوبية، وبمعدّل وسطي 6 إلى 7 عمليات يومياً.

كما استعرض نصر الله عمليات المقاومة خلال نحو 3 أشهر حتى الآن والنتائج التي حققتها وألحقت أضراراً واسعة بالمواقع والتجهيزات الفنية والاستخبارية الإسرائيلية، إلى جانب الاستهدافات التي طاولت دبابات وآليات وتجمّعات جيش الاحتلال وأوقعت أفرادها بين قتلى وجرحى.

وقال نصر الله في كلمة له اليوم الجمعة، خلال الحفل التأبيني بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على رحيل معاونه التنفيذي والنائب السابق محمد ياغي، إنه "على امتداد أكثر من 100 كيلومتر وما يزيد عن 90 يوماً، جرى استهداف كل المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردّاً على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين".

وكشف أن المواقع الحدودية التي جرى استهدافها بلغت 48 موقعاً، و11 موقعاً خلفياً و50 نقطة حدودية و17 مستوطنة، لافتاً إلى أن عدد الاستهدافات للمواقع الحدودية بلغ 494، مشيراً إلى أنه جرى استهداف التجهيزات الفنية والاستخبارية في كل المواقع المعادية، والتي تقدر بمئات ملايين الدولارات.

وقال نصر الله، في الإطلالة الثانية له منذ اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنه "منذ بداية المعركة، يلاحظ أن العدو مارس تكتماً إعلامياً شديداً، إذ لا يعترف بقتلاه ولا جرحاه، بينما المقاومة قدّمت ما يقدّر بنحو 90 إصداراً مصوّراً عن تدمير الآليات والتجهيزات الإسرائيلية وقصف مواقع العدو"، لافتاً إلى أن الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال.

وبشأن الجدوى والفائدة من فتح الجبهة الجنوبية، قال إنّ لذلك أمرين، "الأوّل، هو الضغط على حكومة العدو واستنزاف العدو وإيلامه من أجل وقف العدوان على غزة كما حصل في باقي الجبهات منها العراق واليمن، أما الثاني، فهو تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة ميدانياً".

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي اضطر لأن يدفع بمائة ألف جندي إلى الجبهة الشمالية وما يقارب نصف دباباته وآلياته، معتبرًا أن ذلك يخفف الضغط على قطاع غزة، لافتاً إلى أن العدد الكبير من القتلى والجرحى في جيش الاحتلال ومهجريه وتدمير مواقع الجنود في الجبهة الجنوبية يشكلان ضغطاً كبيراً على الحكومة الإسرائيلية.

وتوجّه نصر الله إلى المستوطنين الذين يطالبون حكومتهم بالحزم العسكري مع لبنان قائلا: "هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم، وأوّل من سيدفع الثمن هو أنتم ومستوطنات الشمال"، لافتاً إلى أنّ "الحلّ لمستوطني الشمال هو في أن يتوجّهوا إلى حكومتهم لمطالبتها بوقف العدوان على غزة".

المساهمون