ميركل تدافع عن سياستها تجاه روسيا: الدبلوماسية ليست خاطئة وإن فشلت

ميركل تدافع عن سياستها تجاه روسيا: الدبلوماسية ليست خاطئة وإن فشلت

08 يونيو 2022
ميركل: بوتين يكره النموذج الغربي للديمقراطية ويريد تدمير الاتحاد الأوروبي (Getty)
+ الخط -

بعد 30 عاماً في حقل السياسة و16عاماً على رأس أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، قدمت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، مساء أمس الثلاثاء، إجابات بشأن دورها في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال السنوات الأخيرة.

ودعت ميركل، خلال ندوة نظمها دار نشر"أوفباو" ومسرح "برلينر أنسمبل" في برلين، إلى "تعزيز الردع العسكري ضد روسيا، لأنها اللغة الوحيدة التي يفهمها بوتين"، واصفة الحرب الروسية على أوكرانيا بأنها "هجوم وحشي ينتهك القانون الدولي، ولا مبرر لها. الغزو الروسي كان خطأً كبيراً من جانب روسيا، وبوتين يكره النموذج الغربي للديمقراطية ويريد تدمير الاتحاد الأوروبي".

من جهة ثانية، بينت المستشارة السابقة، أنها كانت تسأل نفسها في كثير من الأحيان عمّا إذا كان بإمكانها فعل المزيد لمنع الحرب، لافتة إلى أنّ "الدبلوماسية لا تكون خاطئة، حتى وإن لم تنجح، لذا لا أرى أنه يجب أن أقول الآن إنّ هذا كان خطأً، ولن أعتذر عن ذلك"، مستبعدة القيام بوساطة بين روسيا وأوكرانيا في الوقت الراهن، من دون أن تنفي إمكانية تدخلها فقط، إن طلبت الحكومة الألمانية منها ذلك. 

وبشأن اتفاقية مينسك وصيغة النورماندي، أي المفاوضات المشتركة بين بوتين وميركل والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفرنسي إيمانويل ماكرون، قالت ميركل إنها "كانت صائبة، وسمحت بوقف الحرب حينها، وأُنقِذ الجنود الأوكرانيون الذين حوصروا في دبالتسيف عام 2015، المقدر عددهم بحوالى 6 آلاف شخص"، مشددة على أنّ "الوساطة الفرنسية الألمانية بين موسكو وكييف أعطت الأخيرة التي تعرضت للهجوم، مساحة مهمة جداً في التنمية".

في المقابل، اعترفت ميركل بأنّ ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014 كان من الممكن التعامل معه بقسوة أكبر. وعن المزاعم الأوكرانية ضد ميركل ومنعها من الانضمام المبكر إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" في قمة بوخارست 2008، أوضحت أنّ الأمر كان يتعلق بخطة عمل العضوية، وهي المرحلة الأولى منها، وفي ذلك الوقت لم تكن أوكرانيا دولة مستقرة ديمقراطية داخلياً، وتحكمها الأوليغارشية مع كثير من الفساد. 

وأوضحت أنها كانت متأكدة من أنّ بوتين سيأخذ ذلك على أنه نوع من إعلان الحرب، إذا ما وُضعَت أوكرانيا كمرشحة لعضوية "الناتو"، و"هذا من شأنه أن يدفع زعيم الكرملين إلى القيام بشيء، ليس في مصلحة أوكرانيا"، مبينة أنه خلال زيارتها لسوتشي عام 2007، أخبرها بوتين بأنّ انهيار الاتحاد السوفياتي كان أعظم كارثة في القرن العشرين بالنسبة إليه.  

وعن اتهامات السفير الأوكراني لدى ألمانيا لميركل بأنها اتبعت سياسة استرضاء فاشلة مع روسيا، رفضت المستشارة هذا الأمر، معتبرة أن ذلك كان يتعلق بالحد من الأضرار.

وعن تحميلها مسؤولية نقص التسليح والاستثمار بشكل أفضل في تجهيز الجيش الألماني، نفت المستشارة السابقة مسؤوليتها عن ذلك، وحملتها بشكل غير مباشر للشريك في ائتلاف حكومتها وقتها "الاشتراكي الديمقراطي" الذي ينتمي إليه المستشار الحالي أولاف شولتز، لتعرب عن سعادتها بالتوجهات الجديدة للحكومة الاتحادية وقرارها بشراء المسيَّرات، "بعد أن أصبح العالم كله يمتلك طائرات مسيَّرة مسلحة".

وعن يومياتها بعد تركها للسلطة، ذكرت ميركل أنها أمضت رحلات طويلة خلال فصل الشتاء على بحر البلطيق، ولا تشعر بالملل بعد أن كانت حياتها مليئة بالمواعيد، كاشفة أنها تأقلمت "بشكل ممتاز" مع المرحلة الجديدة من حياتها.

المساهمون