مواجهات ليلية بين الأمن العراقي ومتظاهرين محتجين على "تردي الكهرباء"

مواجهات ليلية بين الأمن العراقي ومتظاهرين محتجين على انقطاع الكهرباء المتكرر

30 يونيو 2021
يعاني العراق أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة (حسين فالح/ فرانس برس)
+ الخط -

أصيب عدد من المتظاهرين العراقيين بنيران عناصر الأمن، إثر مواجهات اندلعت ليلة أمس، عقب احتجاجات شهدتها عدد من مناطق جنوبي العراق تنديدًا بتردي تجهيز الطاقة الكهربائية.
وأقدم وزير الكهرباء العراقي ماجد حنتوش، أمس الثلاثاء، على تقديم استقالته من منصبه، إثر احتجاجات متصاعدة على انقطاع التيار الكهربائي، بالتزامن مع تصاعد متسارع بدرجات الحرارة في البلاد.
وخرج العشرات من أهالي بلدة العزيزية بمحافظة واسط ليل أمس في تظاهرات غاضبة احتجاجاً على التراجع الكبير بتجهيز الطاقة، مطالبين بحلول عاجلة، محملين الحكومة مسؤولية ذلك.

 

وخلال محاولة عناصر الأمن فض الاحتجاج اندلعت مواجهات بين الطرفين، حيث رشق المتظاهرون الأمن بالحجارة، فيما رد الأمن بالرصاص الحي، ما تسبب بإصابة أربعة متظاهرين تم نقلهم الى مستشفى قريب لتلقي العلاج.
من جهته، قال الناشط ضرغام علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن على الحكومة أن تضع حلولا عاجلة لأزمة تجهيز الكهرباء، إذ إن موجة الغليان الشعبي تتصاعد ولا يمكن السكوت على هذه الحال، مؤكدا أن التظاهرات ستتسع في عدد من المحافظات الأخرى إن لم يتم إيجاد حلول عاجلة.

 

وحذر الناشط من استمرار استخدام عناصر الأمن الرصاص الحي ضد المتظاهرين،  مشيرًا إلى أن المتظاهرين يطالبون بأبسط حقوقهم، فيما يحاول عناصر الأمن منعهم بقوة الرصاص، داعيا الحكومة إلى وضع حدّ لهذا الانفلات ومعاقبة عناصر الأمن من مطلقي النار.

كما شهدت منطقة خور الزبير (في محافظة البصرة) تظاهرات ليلية غاضبة، إذ خرج العشرات من المتظاهرين في محافظات المثنى والعمارة، في تظاهرات تخللتها مناوشات مع عناصر الأمن، الذين حاولوا فض التظاهرات.
إلى ذلك، بثت حسابات على صلة بمحافظ البصرة أسعد العيداني مقطع فيديو يظهر تهديد الأخير لأحد المسؤولين خلال حديث بينهما عبر الهاتف، بفصل محافظة البصرة عن الشبكة الوطنية.

 

في الأثناء، تمكنت قوة عراقية من قتل إرهابي حاول تفجير أبراج لنقل الطاقة الكهربائية شمال شرقي البلاد، وذكرت خلية الإعلام الحكومية العراقية، في بيان لها، أن "قوة أمنية نصبت كمينا محكما لإرهابي أثناء محاولته زرع عبوات ناسفة تحت برجين للطاقة الكهربائية في منطقة الكفاح، شمالي بلدة المقدادية (شمال شرقي محافظة ديالى)، وتمكنت من اعتقاله وإحباط الهجوم".
وتتعرّض أبراج نقل الطاقة الكهربائية إلى اعتداءات مستمرة بالعبوات الناسفة، لا سيما في فصل الصيف، ما يتسبب دائما بتعطيل نقل الطاقة والتأثير على ساعات التجهيز.
ويعاني العراق أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن استشراء الفساد.
ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء، خاصة في فصل الصيف، إذ تصل الحرارة أحيانا إلى 50 درجة مئوية.
وأواخر العام الماضي، توصّلت لجنة تحقيق شكلها البرلمان إلى أنه جرى إنفاق 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2005، من دون تحسن يذكر في الخدمة.

المساهمون