مساع للسلطة تثير قلق أحزاب الجزائر.. ما هي؟
مساع للسلطة تثير قلق أحزاب الجزائر.. ما هي؟
تستمر القوى السياسية في الجزائر بالتعبير عن قلقها بشأن ما تعتبره محاولة من السلطة الجزائرية لاستبدالها بالمجتمع المدني وتهميشها في المشهد المحلي، خاصة مع إبداء الرئيس، عبد المجيد تبون، اهتماماً لافتاً بتلك الهيئات مثل "المرصد الوطني للمجتمع المدني"، و"المجلس الأعلى للشباب".
وفي هذا السياق، قال رئيس حزب "التحالف الوطني الجمهوري" (تقدمي)، بلقاسم ساحلي، أمس الأحد، خلال لقائه بإطارات حزبه "لن نستطيع بناء البلاد بدون أحزاب بأي حال من الأحوال. يجب أن يفهم من في السلطة وخارجها أنه من غير الممكن إقصاء الأحزاب، ويتعين الانتباه إلى أهمية دور الأحزاب كمؤسسات وسيطة بين المجتمع والسلطة".
وأبدى حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" المعارض، المخاوف نفسها، وكان رئيس الحزب، عثمان معزوز، قد قال في احتفالية بذكرى تأسيس الحزب، السبت الماضي، إن "السلطة تعمل منذ فترة على تحييد الأحزاب وبناء منظومة مجتمع مدني زبائني وغير تمثيلي لملء الساحة، في مقابل تهميش الأحزاب واستبعادها عن لعب أي دور"، مضيفاً أن "مثل هذا المنحى لن يكون مفيداً وسينتهي إلى الفشل".
وكان حزب "جيل جديد" (تقدمي) قد أطلق محاذير بشأن تحييد القوى السياسية في بيان صدر عقب اجتماع مجلسه الوطني، في 4 فبراير/شباط الجاري، قال فيه إن "استبدال الأحزاب السياسية بمجتمع مدني غير معني قانونياً بالسياسة يستدعي تساؤلات عن نوايا السلطة، خاصة أن مشروع القانون التمهيدي للأحزاب السياسية لا ينبئ تماماً بالانفتاح الديمقراطي" ودعا السلطة لعلاج مسألة التعددية الحزبية بضمير حاد.
إعادة اعتبار للأحزاب في الجزائر
وخلال النقاش الذي فتحه حزب "جبهة القوى الاشتراكية"، بداية الشهر الجاري، مع منتخبي حزبه قال السكرتير الأول للجبهة، يوسف أوشيش، إنه يتعين "إعادة الاعتبار للسياسة وللأحزاب، باعتبارها وسيلة لتعبئة النخب والمواطنين وضمان انخراطهم في أي مسار يهدف للدفاع عن الدولة الوطنية، لأنه من المستحيل ضمان انخراط مواطنينا بخطابات منافية للواقع، وهيئات ومنظمات صورية لا امتداد شعبي لها، بل هذا ما سيجعلهم يرتمون في أحضان التوجهات المتطرفة والشعبوية وهو ما يهيئ لردات فعل غير محسوبة وغير متوقعة".
وتشعر الأحزاب السياسية في الجزائر بوجود انحياز من قبل السلطة السياسية لصالح قوى ومنظمات المجتمع المدني الموالية، وإعطائها مساحات تمثيلية، وربطها ضمن هيئات استشارية كالمرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب، ويعزو بعض المتابعين هذا الخيار إلى أنه يرتبط بالرئيس تبون، الذي أعلن منذ ترشحه في انتخابات الرئاسة عام 2019 أنه مرشح المجتمع المدني، وكرر المقولة السياسية نفسها بعد انتخابه وتسلمه السلطة، وقال في وقت سابق إنه ليس بحاجة إلى بناء حزب سياسي، خاصة أن حزبه الذي كان ينتمي إليه، أي "جبهة التحرير الوطني"، لم يسانده في تلك الانتخابات، كما أن الحزب الثاني للسلطة "التجمع الوطني الديمقراطي" كان ملتزماً بدعم مرشحه عز الدين ميهوبي.
