كييف تدعو لـ"حوار مباشر" مع الصين بشأن خطة للسلام في أوكرانيا

23 يوليو 2024
وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا خلال اليوم الأخير من قمة الناتو، 11 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، يزور الصين لأول مرة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بهدف التحدث مباشرة مع بكين حول حل النزاع.
- الصين تقدم نفسها كطرف محايد في الحرب، وتؤكد عدم إرسال مساعدات فتاكة لأي طرف، بينما تتهم الغرب بتغذية النزاع.
- زيارة كوليبا تسلط الضوء على دور الصين كوسيط محتمل، وسط متابعة دقيقة من الغرب بسبب دعم الصين الاقتصادي لروسيا والعقوبات الغربية المفروضة.

أعلن وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، اليوم الثلاثاء، أهمية التحدث مباشرة مع الصين، حليفة روسيا، بشأن خطط لحل النزاع في أوكرانيا.

وقال كوليبا، في مقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، عقب وصوله إلى بكين: "من المهم جداً أن تنخرط كييف وبكين في حوار مباشر وتبادل وجهات النظر". وهذه الزيارة التي تستمر حتى الجمعة هي أول زيارة لكوليبا إلى الصين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، والأولى لأي مسؤول أوكراني منذ اندلاع النزاع.

وتقدّم الصين نفسها طرفاً محايداً في حرب أوكرانيا، مؤكدة أنها لا ترسل مساعدات فتاكة لأي من الطرفين، بخلاف الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الغربية. وأوضح كوليبا أن "أمامنا محادثات مطوّلة ومفصّلة ومهمّة مع نظيري الصيني وانغ يي بشأن سبل التوصل إلى سلام عادل".

موقف بكين


ورفضت بكين الاتهامات بدعم الجهد الحربي الروسي، مشددة على أن موقفها "منفتح وفوق الشبهات"، بينما اتهمت الغرب بتغذية النزاع عبر تزويد كييف بالأسلحة.

وتشكّل زيارة كوليبا إلى الصين خطوة مهمة في جهود أوكرانيا للتوصل إلى حل سلمي للنزاع مع روسيا، وتسلط الضوء على دور الصين وسيطاً محتملاً في هذا الصراع المعقد.

بالنسبة إلى كييف، ما الدور الذي يمكن أن تؤديه بكين الآن؟

قد يرغب كوليبا في محاولة "إقناع الصين بضرورة المشاركة في قمة سلام ثانية"، بحسب ما قال ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيغي روسيا وأوراسيا، وهو مركز أبحاث مقره في برلين، لوكالة فرانس برس. وهو يعتقد أن "بكين قد تحاول الحصول على شيء ما" من كييف في المقابل.

عقوبات غربية


وقد حددت الصين شروطاً لمشاركتها: إذ يجب أن تُتيح القمة، من وجهة نظرها، "مشاركة جميع الأطراف على قدم المساواة"، و"مناقشة عادلة لكل خطط السلام"، بما في ذلك الموقف الروسي.

ويُرجح أن يتابع الأميركيون والأوروبيون هذه الزيارة من كثب، لأن الصين تقدّم دعماً اقتصادياً مهماً لروسيا التي تستهدفها عقوبات غربية كبيرة.

وفي أوائل يوليو/تموز الماضي، أعرب قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن "قلقهم العميق" بشأن هذا الدعم الذي يندد به الغرب بانتظام.

ويتهم الغرب خصوصاً الشركات الصينية ببيع منتجات "مزدوجة الاستخدام" (مدنية وعسكرية) إلى روسيا، مثل المكونات والمعدات الأخرى اللازمة للحفاظ على استمرار الإنتاج العسكري الروسي.

وتنفي الصين ذلك، وتؤكد أنها تمارس رقابة صارمة على صادرات هذا النوع من المنتجات، بما في ذلك الطائرات المدنية بلا طيار.

ومع ذلك، يفرض الأميركيون والأوروبيون عقوبات على شركات صينية متهمة بمساعدة موسكو.

ووفقاً لألكسندر غابويف، فإن هذه هي إحدى القضايا المطروحة في زيارة دميترو كوليبا، ويقول إنه يمكن لبكين أن "تحاول الاستفادة من الاهتمام الأوكراني بقمة ثانية"، في مسعى منها إلى "تجنّب" عقوبات غربية جديدة.

 

(فرانس برس)