يثير الإعلان عن إعادة استئناف العلاقات بين إيران والسودان مخاوف غربية من توسع النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وتعميق الاشتباكات الدائرة في الدولة الأفريقية، عدا عن القضاء على احتمال التطبيع مع إسرائيل.
وبحسب ما نقل موقع بلومبيرغ عن مسؤولين غربيين، فإن عودة العلاقات بين إيران والسودان ستؤدي إلى حصول الجيش السوداني على أسلحة وخبرات إيرانية في الصراع مع قوات الدعم السريع، وبالتالي إطالة أمد الصراع.
وتضيف المصادر أن هناك مخاوف من أن يسفر تعميق العلاقات الإيرانية السودانية عن إنهاء اتفاق التطبيع مع إسرائيل بشكل نهائي. وكان السودان قد أعلن في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد قطيعة استمرت عدة سنوات.
ويأتي إعلان استئناف العلاقات بين البلدين على وقع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط مخاوف غربية من امتدادها إلى دول عربية أخرى تنشط فيها جماعات داعمة لإيران.
وحذرت الولايات المتحدة إيران من المشاركة أو تصعيد القتال الذي اندلع عندما أطلقت حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وبحسب برنامج مسح الأسلحة الصغيرة التابع للأمم المتحدة، فإن إيران والسودان وقعتا عام 2017 اتفاقا للدفاع المشترك، زادت بموجبه مبيعات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية إلى الخرطوم. وقالت الباحثة في معهد الشرق الأوسط المقيمة في دبي حفصة حلاوة للموقع إن التقارب بين إيران والسودان سيؤدي إلى إطالة أمد القتال بين طرفي الصراع في السودان الذي اندلع في إبريل/ نيسان الماضي.
يأتي ذلك فيما من المقرر أن تستأنف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، يوم الخميس المقبل، بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وكانت إيران والسودان قريبتين على مدى العقود الثلاثة الماضية، قبل أن تتوتر العلاقة على خلفية دعم السودان للسعودية في حربها ضد الحوثيين عام 2015.