قضت الدائرة الأولى (إرهاب) بمحكمة الجنايات المصرية، اليوم الأحد، بالسجن المؤبد للقائم بأعمال مرشد جماعة "الإخوان المسلمين"، محمود عزت، في القضية رقم 56460 لسنة 2013 المعروفة إعلامياً بـ"اقتحام الحدود الشرقية"، بدعوى إدانته بالتخابر مع جهات أجنبية ضد مصالح البلاد، وهي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، و"حزب الله" اللبناني، بزعم "ارتكاب أعمال إرهابية داخل مصر".
وزعمت النيابة المصرية تورط عزت في إفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية، ومن يعملون لمصلحتها، وتمويل الإرهاب، والإشراف على تلقي عدد من المتهمين تدريبات عسكرية بقطاع غزة، لتحقيق أغراض التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان"، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد، ووحدتها، وسلامة أراضيها.
كذلك ادعت أن عزت وآخرين اتحدوا مع عناصر تابعة للجماعات التكفيرية في منطقة شبه جزيرة سيناء المصرية، لتنفيذ ما تم التدريب عليه، وتأهيل عناصر أخرى من جماعة "الإخوان" إعلامياً، من خلال تلقي دورات خارج مصر في كيفية إطلاق الشائعات، وتوجيه الرأي العام ضد السلطة الحاكمة خدمة لأغراض "التنظيم الدولي للجماعة"، فضلاً عن فتح قنوات اتصال مع الغرب عن طريق دولتي قطر وتركيا.
وكانت أجهزة الأمن المصرية قد أعلنت اعتقال عزت في إحدى الوحدات السكنية بمنطقة القاهرة الجديدة، في 28 أغسطس/ آب 2020، ما حمل دليل براءة لحركة "حماس"، وقطاع غزة المحاصر، بعدما دأبت وسائل الإعلام المصرية المملوكة للمخابرات على اتهام الحركة بتهريبه إلى القطاع، في أعقاب انقلاب عام 2013، وتوفير مقر إقامة له تحت حراسة أمنية مشددة من عناصر "كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة.
ويبلغ عزت من العمر 77 عاماً، وهو حاصل على بكالوريوس الطب ودرجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الزقازيق، حيث عمل أستاذاً فيها. ولم يكتفِ عزت بالدراسات الخاصة بمجال دراسته وعمله الطبي، إذ حصل على دبلوم معهد الدراسات الإسلامية في عام 1988، وكذلك إجازة قراءة القرآن برواية حفص من معهد القراءات في عام 1999.
وتولّى عزت منصب المرشد العام للجماعة بالإنابة في 20 أغسطس/ آب 2013، إثر القبض على المرشد محمد بديع، بعد أيام من الفض الدموي لاعتصامات أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر". وعلى مدار السنوات التالية للانقلاب في مصر، صدرت باسم عزت عدة بيانات ورسائل في مناسبات مختلفة، باعتباره قائماً بأعمال المرشد العام، في وقت لم يكن مكانه معلوماً.