محاولات أمميّة لإحياء "المبادرة المصرية" الميّتة

23 يوليو 2014
رفع بان بيرق ما يُسمّى بـ"المبادرة المصرية" (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

يزداد الضغط الميداني على اسرائيل بعد ارتداد العدوان على غزة عليها، خصوصاً مع اعترافها بسقوط 33 جندياً لها، في المعارك مع المقاومة الفلسطينية. كما شكّل نجاح المقاومة في إقفال مطار بن جوريون (اللدّ)، صفعة موجعة لتل أبيب التي باتت تحيا على وقع الرحلات الملغاة إليها، وإحجام شركات الطيران الدولية عن التوجّه إلى المطار. وبالرغم من إعلان الحكومة الاسرائيلية نقل الحركة الجوية إلى مطار عوفر في إيلات، إلا أن "سوابق" إيلات مع الصواريخ الآتية من شبه جزيرة سيناء المصرية، تؤرق مسؤوليها.

وسط هذا كلّه، سعى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في لقاءاته الفلسطينية، إلى تأمين وقف إطلاق النار "على أمل تغيير الخطاب لمصحلة جميع الأطراف"، بحسب قوله. بينما كان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يدعو من الأردن إلى وقف إطلاق النار "الآن"، من دون إدانة العدوان الاسرائيلي على غزة، بالرغم من إبداء "حزنه العميق لسقوط الضحايا المدنيين".

ومع تكريسهما "الحياد" غير الحيادي، إلا أن بان وكيري أظهرا "إصراراً محدداً"، في تأييدهما لما يُسمّى بـ"المبادرة المصرية" التي تلبي الشروط الاسرائيلية، وهو ما يعني فشل مفاوضات وقف إطلاق النار، طالما لم تؤخذ شروط المقاومة بعين الاعتبار.
 
وطالب بان، من الأردن، الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي "وقف اطلاق النار الآن، والعمل من أجل وضع حد للعنف الدائر في قطاع غزة".

وجاء كلامه في مؤتمر صحافي مشترك، مع وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة في العاصمة الأردنية عمّان، معتبراً أن "الحلّ العسكري لا يوفر حلاً دائماً"، ومؤكداً أن "الحلّ يكمن في وقف اطلاق النار، ودعوة الأطراف إلى الحوار، لمناقشة مختلف القضايا".

وأجرى بان مباحثات مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، شدد فيها على ضرورة وقف اطلاق النار بناءً على ما يُسمّى بـ"المبادرة المصرية". وأشار الى أنه يعمل "بناء عليها".
وعبّر عن الأسى والحزن الذي يشعر به لـ"سقوط أكثر من 600 شهيد فلسطيني في العدوان"، وزاد في حزنه أن "جميع الشهداء هم من المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء".

وبالرغم من حزن المسؤول الأممي، غير أن بان لم يصل الى حدّ إدانة العدوان الاسرائيلي على القطاع، بل دافع عن "حقّ الشعب الاسرائيلي بالأمان". وتساءل "لماذا يعيش الشعب الاسرائيلي تحت خوف الهجمات الصاروخية؟"، رغم تسليمه بوجود مسألة نسبية في النزاع.
وأشار إلى أن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أطلقت مناشدة لتوفير 13 مليون دولار لمساعدة أهالي غزة وسكان فلسطين".

من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، على موقف الأردن الداعم لـ"المبادرة المصرية". ولفت إلى أن "عمّان تدعم وقف اطلاق النار والعودة إلى المسار التفاوضي لإنهاء الصراع"، وأعرب عن التزام بلاده بـ"وقف اطلاق النار"، وادانة "استهداف المدنيين والأطفال والكبار في السن".

وفي هذا السياق، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، في القدس المحتلة. وتحدّث عن "تقدّم بضع خطوات" في جهود وقف إطلاق النار. وأكد كيري على "الحاجة إلى مزيد من الوقت"، وأشار الى أن "الرئيس، عباس، التزم باللاعنف، ويفهم طريق الحل". ولفت الى أنه "خلال الـ24 ساعة الماضية، حققنا بعض التقدم، على أمل تغيير الخطاب لمصلحة جميع الأطراف، وبذلك نمضي نحو برنامج مستقبلي دائم".

وفي سياق الحركة الأميركية، عقد كيري مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في مقرّ المقاطعة في رام الله. وأكد عريقات أن "اجتماع عباس وكيري، تركّز على وجوب خلق التوازن بين تحقيق وقف إطلاق نار وبين رفع الحصار عن قطاع غزة".

وسبق لكيري أن التقى بان كي مون، واعتبر أننا "تقدمنا بالفعل بضع خطوات إلى الأمام، ولكن يتعيّن علينا القيام بالمزيد من العمل"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس". وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأربعاء، عن اعتزام كيري زيارة كل من قطر وتركيا، للبحث في مسألة التهدئة بقطاع غزة، وذلك بعد زيارة المسؤول الأميركي للأراضي المحتلة.

إلى ذلك، وبعد إصرار "حماس"، على شروطها للتهدئة، المتمثلة أساساً برفع الحصار عن غزة، وإطلاق سراح الأسرى، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن "المبادرة المصرية لوقف القتال في غزة لم يملِ فيها أي طرف شروطه"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول".