مجلس الأمن يبحث الرد الإيراني: طهران تدافع وتل أبيب تطالب بعقوبات

مجلس الأمن يبحث الرد الإيراني على إسرائيل: طهران تتمسك بحق الدفاع وتل أبيب تطالب بعقوبات

15 ابريل 2024
غوتيريس يقول إن المنطقة لا قدرة لها لتتحمل حرباً أخرى (تشارلي تريبالو/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في جلسة طارئة بنيويورك، مجلس الأمن الدولي ناقش الهجمات الإيرانية رداً على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، مع تحذيرات من خطر صراع شامل في الشرق الأوسط ودعوات لنزع فتيل الأزمة.
- إيران تؤكد على حقها في الدفاع عن النفس، بينما يطالب السفير الإسرائيلي بفرض عقوبات على إيران، وتشدد الولايات المتحدة على ضرورة معاقبة إيران وتحذر من تبعات أي تحركات ضدها.
- دعوات متعددة لضبط النفس وتجنب التصعيد، مع التأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي هو جذر الأزمات والحاجة لوقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة، والتمسك بقرارات مجلس الأمن لإنهاء العنف.

غوتيريس: المنطقة على حافة الهاوية ولا قدرة لها على تحمل حرب أخرى

إيران شددت على حقها في الدفاع عن النفس: لم يكن لدينا خيار آخر

إسرائيل طالبت بفرض "كل العقوبات الممكنة" على إيران

وود: واشنطن تحضر لإجراءات إضافية لمعاقبة طهران عبر الأمم المتحدة

بدأ مجلس الأمن الدولي في نيويورك، الأحد، جلسة طارئة بطلب من إسرائيل لنقاش الهجمات التي نفذتها إيران على إسرائيل، ليل السبت الأحد، باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة رداً على استهداف الأخيرة للقنصلية الإيرانية بدمشق مطلع إبريل/ نيسان الجاري، فيما تصدرت الدعوات للتهدئة ومنع التصعيد بالمنطقة كلمات الدول الأعضاء.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إنّ "الشرق الأوسط على حافة الهاوية والناس في المنطقة يواجهون خطراً حقيقياً لصراع شامل مدمر" مشدداً في كلمته بالجلسة على أنّ "الوقت هو وقت نزع فتيل الأزمة وخفض التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وأشار غوتيريس إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط لا قدرة لها على تحمل حرب أخرى، مذكّراً الأعضاء بمسؤوليتهم تجاه غزة بالقول: "لدينا مسؤولية مشتركة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الرهائن دون شروط وتوصيل المساعدات دون عوائق".

وذكّر غوتيريس "جميع الدول الأعضاء بأن ميثاق الأمم المتحدة يحظر استخدام القوة ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة، أو على أي وجه آخر لا يتفق مع مقاصد الأمم المتحدة"، مشدداً على ضرورة "احترام مبدأ حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية والموظفين في جميع الحالات وفقًا للقانون الدولي كما ذكرت عندما دنت الهجوم الذي وقع في 1 إبريل على القنصلية الإيرانية في دمشق".

وشدد على ضرورة "تجنب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبرى على جبهات متعددة في الشرق الأوسط، وعلى ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية للحيلولة دون المزيد من التصعيد. وأضاف: "كما ينص إعلان العلاقات الودية لعام 1970، فإن الأعمال الانتقامية التي تنطوي على استخدام القوة محظورة بموجب القانون الدولي... لدينا مسؤولية مشتركة لتأمين وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وتوصيل المساعدات الإنسانية دون عوائق، كما لدينا مسؤولية مشتركة لوقف العنف في الضفة الغربية المحتلة، وتهدئة الوضع على طول الخط الأزرق. وإعادة الملاحة الآمنة في البحر الأحمر".

إيران تتحدث عن حقها في الدفاع عن النفس وإسرائيل تطالب بعقوبات

وقال سفير طهران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، إنّ إيران "لم يكن أمامها خيار سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس". وأضاف: "لقد فشل مجلس الأمن في تأدية واجبه بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين" من خلال عدم إدانته الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من إبريل، مشيراً إلى أنه "في ظل هذه الظروف، لم يكن أمام جمهورية إيران الإسلامية خيار آخر سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس".

وقال في هذا السياق: "أكدنا سابقاً حقنا وفق القانون الدولي بالرد على الهجمات المسلحة التي تعرضت لها قنصليتنا في دمشق"، مشيراً إلى أنّ "الأسباب الجذرية واضحة للجميع مع مقتل آلاف المدنيين في غزة على يد النظام الوحشي في إسرائيل".

وأوضح المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أنّ "ردنا كان دقيقاً ونفذ بعناية لتقليل مخاطر التصعيد"، وأكد أن طهران لا تريد التصعيد لكنها سترد على "أي تهديد أو عدوان".

الصورة
السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني 15/4/2024 (ديفيد دي ديلغادو/Getty)
السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني (ديفيد دي ديلغادو/Getty)

في المقابل، دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان الأحد مجلس الأمن الدولي إلى فرض "كل العقوبات الممكنة" على إيران، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته على إسرائيل.

وخلال جلسة مجلس الأمن، قال إردان إنه يتوجب "على المجلس أن يتحرك"، داعياً إلى "فرض كل العقوبات الممكنة ضد إيران قبل فوات الأوان".

الصورة
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان 15/4/2024 (ديفيد دي ديلغادو/Getty)
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان (ديفيد دي ديلغادو/Getty)

من جهته طالب نائب ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، بمعاقبة إيران، وقال إنّ "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ملزم بعدم ترك تصرفات إيران تمر دون رد". وأكد وود أنّ واشنطن تحضر لإجراءات إضافية لمعاقبة طهران عبر الأمم المتحدة، قائلاً: "الولايات المتحدة ستبحث في الأيام المقبلة إجراءات إضافية لمحاسبة إيران في الأمم المتحدة". وحذر من أنّ إيران "ستتحمّل المسؤولية إذا اتخذت هي أو وكلاؤها إجراءات مناهضة للولايات المتحدة أو قاموا بتحركات أخرى ضد إسرائيل".

ورأى الدبلوماسي الأميركي أن إيران "تنتهك بشكل صارخ التزاماتها الدولية عبر سلوك الحرس الجمهوري التابع لها... وينتهك تسليحها لحزب الله قرار مجلس الأمن 1701، كما سلحت ومكنت الهجمات الحوثية التي استهدفت السعودية والإمارات وأخيراً الشحن البحري التجاري في البحر الأحمر ويأتي ذلك في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن". واتهمها كذلك بنقل مسيّرات شاهد إلى روسيا وقال إنها نفس المسيرات التي استخدمت بالأمس. كما اتهمها بالتواطؤ في هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، زاعماً أنها "وفرت التدريب والتمويل للجناح العسكري لحماس وهذا الدعم ساهم في الأزمة الراهنة في غزة". وقال إن إيران ستحاسب إن "أقدمت هي ووكلاؤها على القيام بأي إجراء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل".

وفي السياق، دعا نائب مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، نسيم قاواوي، "جميع الأطراف إلى ضبط النفس فالمنطقة لا تتحمّل مزيداً من التصعيد"، مشدداً على أن "الاحتلال الإسرائيلي هو جذر الأزمات ولا يمكن الحديث عن حلول بمعزل عن هذا السبب". وقال نائب المندوب الجزائري، إن بلاده حذرت بعد الهجوم على البعثة الدبلوماسية الإيرانية بدمشق "من مغبة عدم وضع حد لسلوك الاحتلال الإسرائيلي وغطرسته بالمنطقة"، مضيفاً أنّ "صدق هذه التحذيرات يتجلى اليوم".

وطالب قاواوي المجلس بـ"القيام بمسؤولياته من خلال فرض وقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة"، مضيفاً أن "سياسة الكيل بمكيالين تهدد سيادة القانون الدولي". وأوضح أنّ "أزمات الشرق الأوسط مترابطة، ولا يمكن النظر في بعضها بمعزل عن الآخر، ويجب التعامل مع الأسباب الجذرية لهذه الأزمات، والمتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد ضرورة "ألا تغطي التطورات الأخيرة (الرد الإيراني) على القضية المركزية، وهي الاعتداء على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة أو أن تُتخذ ذريعة أو غطاء لشن هجوم بري على رفح". وشدد نائب المندوب الجزائري، على أن "أي هجوم على رفح مرفوض تماماً ويجب تجنب حدوثه، وتداعياته ستكون كارثية على المنطقة".

وأكدت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، على استمرار دفاع بلادها عن إسرائيل: "لندن ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل وشركائها الإقليميين، بمن فيهم الأردن والعراق بعد هجمات إيران"، مضيفة أن "بريطانيا ستواصل العمل عن كثب مع المجتمع الدولي لتهدئة الوضع ومنع مزيد من التصعيد".

من جهته، رأى المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن "ما حصل في 14 إبريل/ نيسان لم يأت من فراغ وهو أتى رداً على هجمات إسرائيل على سورية"، وشدد على أن يعمل المجتمع الدولي "على خفض التصعيد وإلا ستجر المنطقة إلى دوامة من العنف والردود المتبادلة".

وأشار نيبينزيا إلى تصريحاته السابقة، خلال الجلسة التي تناولت الهجمات الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، مذكراً باقتراح بلاده حينها بأن يصدر مجلس الأمن الدولي بيانا صحافيا حول تلك الهجمات. وأشار إلى رفض كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة للطلب الروسي بحجة عدم وضوح الأمور. وأضاف: "لو أن بعثة غربية هي التي استهدفت لكان ردكم مختلفا". وتحدث عن ازدواجية معايير الدول الغربية، لافتاً إلى تحذير بلاده من أن الكثير من الأزمات في الشرق الأوسط تزداد بسبب الصراع في فلسطين. وأضاف: "ما حدث ليلة الـ14 من إبريل لم يأت في فراغ والخطوات التي اتخذت كانت رداً على عدم تحرك المجلس لهجوم من إسرائيل".

وأكد أن العنف يزداد بسبب استمرار الحرب على غزة بالرغم من قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف إطلاق النار، مؤكداً أن "إسرائيل لا تمتثل لقرارات مجلس الأمن وهذه إساءة لكم وللمجلس وهذا أمر يجب أن تكون له تداعيات ويجب أن تتم مساءلة من لا يحترم هذه القرارات".

وفي حين ندد نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة دي بينغ بالاعتداء على القنصيلة الإيرانية في دمشق الذي اعتبره "منافياً للقانون الدولي"، ورأى في الوقت ذاته أن "الأولوية هي لتطبيق قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة"، مشدداً على أنه "لا بد من إنهاء العنف عبر حل الدولتين وإرساء الاستقرار في المنطقة".

المساهمون