إسرائيل تغتال قياديّين في الحرس الثوري الإيراني باستهداف مبنى قنصلية إيران في دمشق
تأكيد مقتل العميد بالحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي
مبنى القنصلية الإيرانية دُمّر بالكامل جراء الضربة الإسرائيلية
حمّلت إيران سرائيل مسؤولية عواقب الهجوم
قُتل القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا زاهدي، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين، في غارات إسرائيلية استهدفت، عصر اليوم الاثنين، مبنى القنصلية الإيرانية في ريف العاصمة السورية دمشق.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان، مساء اليوم، مقتل قائدين عسكريين وخمسة ضباط له في الهجوم الإسرائيلي.
وقال الحرس الإيراني إن الهجوم وقع "بعد خسائر غير قابلة للترميم نالها الكيان الصهيوني المجرم أمام المقاومة الفلسطينية، وصمود سكان غزة، وإخفاقاته أمام الإرادة الفولاذية لمقاتلي جبهة المقاومة الإسلامية في المنطقة".
وأضاف أن هجوم المقاتلات الإسرائيلية على مبنى قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق أودى بحياة العميدين القائدين محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية، فضلاً عن خمسة ضباط مرافقين لهما.
وأشار إلى أن القتلى الخمسة الآخرين هم حسين أمان اللهي، ومهدي جلالتي، ومحسن صداقت، وعلي أقا بابايي، وعلي صالحي روزبهاني.
وأكد الحرس الثوري الإيراني في بيانه الذي نشرته وكالة "سباه نيوز" التابعة له، أنه "يدين بشدة هذه الجريمة"، معلناً أنه سيعلن لاحقاً برامج نقل جثامين القتلى إلى داخل إيران وتشييعهم.
وتحدث السفير الإيراني حسين أكبري لوسائل إعلام إيرانية في وقت سابق، عن مقتل 5 إلى 7 أشخاص في الهجوم، قبل أن تنقل وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مصادر تأكيدها مقتل العميد حاجي رحيمي، مساعد زاهدي، أيضاً.
وأشار السفير الإيراني إلى أن ثلاثة من القتلى هم مستشارون عسكريون إيرانيون. وأضاف أكبري أن الاحتلال استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بستة صواريخ، مؤكداً أن الهجوم سيعقبه "ردنا القاسي".
وكشفت "مصادر إيرانية" لـ"العربي الجديد" أن القادة الإيرانيين كانوا في اجتماع داخل القنصلية الإيرانية، قبل أن يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي بهجومه.
وتوعد السفير الإيراني حسين أكبري بالرد على الهجوم الإسرائيلي، فيما أكد التلفزيون الإيراني أن مبنى القنصلية دُمّر بالكامل.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "سلاح الجو الإسرائيلي استهدف، عصر اليوم الاثنين، مقر القنصلية الإيرانية في منطقة المزة بريف محافظة دمشق الغربي"، مؤكدةً أن "الغارات الإسرائيلية استهدفت منزلاً آخر يستخدمه السفير الإيراني محلّاً لإقامته ملاصقاً لمقر القنصلية".
بدورها، قالت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري إنه "حوالي الساعة 17:00 من مساء اليوم، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق"، مضيفةً: "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان، وأسقطت بعضها، وأدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله، ويجرى العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض"، وفق تعبيرها.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين لدى حكومة النظام السوري فيصل المقداد، من مقر السفارة الإيرانية في دمشق، عقب الاستهداف، أن "كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسورية"، كما أدان القصف الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، ووصفه بـ"الاعتداء الشنيع".
وأعرب المقداد، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن "إدانة سورية القوية للعدوان الإسرائيلي الفاشي الذي تعرض له مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق"، مؤكداً "وقوف سورية إلى جانب إيران إزاء ما تتعرض له من اعتداءات تعبّر عن حالة الهستيريا التي يمر بها الكيان الصهيوني، جراء فشله الذريع في حربه على الشعب الفلسطيني في غزة".
من جهته، أعرب عبد اللهيان "عن شكره وتقديره للوزير المقداد على مبادرته السريعة في الوقوف إلى جانب إخوته في السفارة الإيرانية بدمشق، والتي تمثل رسالة دعم قوية"، وفق وكالة سانا الموالية للنظام السوري.
وحمّل عبد اللهيان، إسرائيل مسؤولية عواقب الاستهداف الذي طاول ملحق السفارة الإيرانية. وقال: "نعتبر أن هذا العدوان تجاوز لجميع الأعراف الدبلوماسية والمعاهدات الدولية"، داعياً المجتمع إلى الدولي إلى القيام بإجراءات حاسمة تجاه ما وصفها بـ "الجرائم".
وقالت وكالة فرانس برس، إن "إيران تؤكد أن قنصليتها في دمشق استهدفت بستة صواريخ أطلقتها مقاتلات إف-35"، في حين أوضح البيت الأبيض، أن "واشنطن على علم بتقارير عن ضربة جوية إسرائيلية على قنصلية إيران في دمشق".
إلى ذلك، لفتت الخارجية الروسية، في بيانٍ لها، إلى أن "الهجوم على السفارة الإيرانية تصعيد خطير جداً قد يأخذ المنطقة إلى حرب مفتوحة، وهو هجوم على الأراضي الإيرانية، إذ تُعتبر السفارة أرضاً إيرانية".
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد استهدف، مساء أمس الأحد، مركز البحوث العلمية بمنطقة جمرايا في الريف الغربي من العاصمة السورية دمشق، والذي تتخذه المليشيات الإيرانية مقراً لتصنيع الأسلحة وتخزينها، دون ورود أي معلومات عن وقوع قتلى خلال الاستهداف الذي سبقته، يوم الجمعة الفائت، غارات إسرائيلية استهدفت مستودعات أسلحة لقوات حزب الله، في منطقة جبرين الواقعة في الطرف الشرقي من مطار حلب الدولي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 35 عنصراً وإصابة 20 آخرين بينهم قادة من الحزب.
مسيرات في إيران تنديداً بالهجوم الإسرائيلي
وبعد الهجوم على القنصلية الإيرانية، انطلقت مسيرات في مدن إيرانية عدة تنديداً به، وباغتيال قادة عسكريين إيرانيين في سورية.
كما رفع المشاركون في المسيرات في محافظات خراسان الرضوية، وكرمانشاه، وأصفهان، هتافات ضد الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية، مع حرق علم الكيان والعلم الأميركي.
وانتقدت المسيرات الصمت الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، داعية الدول الإسلامية إلى التحرك عاجلاً لنصرة سكان غزة.
كما دعت السلطات الإيرانية إلى الردّ بشكل سريع وحازم على الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في سورية.