ليل غزّة كنهارها في العدوان والمقاومة تهاجم موقع "إيرز"
ليلة جديدة، لا تختلف عن سابقاتها، في قطاع غزّة. قصف عنيف وسط الظلام، الذي يستغله الاحتلال الإسرائيلي ليكثف من عدوانه بهدف إرباك المواطنين، وجعلهم أسرى للقلق والخوف، لكن كلما بزغ الفجر على غزّة، وضعت خلفها ما سبقه.
وبدأ اليوم التاسع والأربعون من العدوان على القطاع بسلسلة غارات شملت مناطق متفرقة، واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية المركز التجاري في مدينة رفح، والذي يضم عشرات المحال التجارية، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل.
ويأتي هذا القصف بعد ساعات فقط من قصف برج "الظافر 4" السكني، وتشريد أكثر من خمسين أسرة فلسطينية كانت تقطن فيه، وهو ما عدّه مسؤولون في القطاع المحاصر بأنه مرحلة جديدة من العدوان، لا يُعرف إلى أين ستأخذ الغزاويين.
واعتبر المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، أن "تدمير الجيش الإسرائيلي برجاً سكنيّاً في مدينة غزة، وإصابة العشرات من سكانه، وتشريد عشرات العائلات، جريمة حرب". وقال إن "ما يجري هو تصعيد خطير"، مؤكداً أن مزاعم الاحتلال بأن البرج هو مركز لـ"حماس" هي أكاذيب لتبرير الجريمة.
وأعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، اليوم الأحد، أنها استهدفت باصاً عسكرياً إسرائيلياً في موقع "إيرز" الاستخباري، على الحدود الشمالية مع قطاع غزة، وهو الموقع الذي اعترفت قوات الاحتلال بإصابة 5 جنود فيه اثنين منهم بجراح خطيرة.
وذكرت الكتائب في بيان، أن "مقاتليها قاموا الأسبوع الماضي برصد قاعدة إيرز العسكرية، والتي تضم موقعاً يتبع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ومن خلال الرصد والمتابعة تبين أن أحد الباصات العسكرية يحضر للمكان في تمام الساعة الواحدة ظهراً، ويقوم بنقل الجنود والضباط العاملين في مقر الاستخبارات. وقصفت القسام القاعدة العسكرية المحصنة بـ23 قذيفة هاون، من ثلاثة محاور على مدار ساعة ونصف".
واستشهد فلسطينيان هما، يحيى أبو العمرين، وبدر هاشم أبو منيع، وأصيب ستة آخرون، في قصف شنّته طائرات الاستطلاع على تجمع للمواطنين قرب أبراج الفيروز، عند المدخل الشمالي لمخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزّة، وفق مصادر طبية في مجمع الشفاء.
وفي مدينة رفح، جنوب القطاع، وصلت إلى المستشفيات سبع إصابات جراء أكثر من استهداف في المدينة الحدودية. ووسط مدينة غزة، أُصيب ستة فلسطينيين في قصف على منزل كان قد تعرّض لقصف سابق، وخلال تجمع المواطنين حوله تجدّد القصف عليه.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، بثلاثة صواريخ، نادي بيت لاهيا الرياضي، شمال القطاع، ودمّر الطيار نفسه منازل في منطقة البركة في دير البلح، ومخيمي جباليا والمغازي، واستهدف أيضاً عشرات الأراضي الزراعية.
وتعرّض محيط مسجد التوحيد، في حيّ الزرقاء في بلدة جباليا البلد، إلى قصف من طيران الاستطلاع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
في المقابل، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية صواريخها على الأراضي المحتلة بعد يوم من إمطار المقاومة مناطق غلاف غزّة بالصواريخ وقذائف الهاون. وتبنّت كتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، قصف كيبوتس نير إسحاق بصاروخ 107، وكيسوفيم بقذيفتي هاون 120، وبئيري بصاروخي 107.
من جهتها، أطلقت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي،" ستة صواريخ من طراز (c8k)، و4 صواريخ من نوع 107 على موقع نيريم، واستهدفت موقع الكاميرا العسكري بثلاثة قذائف هاون من عيار 120.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة مبنى بشكل مباشر في مجمع أشكول، مما أدى إلى أضرار جسيمة في المكان المستهدف، دون إصابات.
في سياق متصل، أكدّ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنّ هناك نحو 144 أسرة فلسطينية استشهد كل، أو أكثر من 3 من، أفرادها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، بحيث بلغ مجموع الضحايا من أفراد تلك الأسر أكثر من 750 فرداً.
وقال الباحث القانوني في المرصد، إحسان عادل، في بيان، إنه من الواضح أن إسرائيل تسعى إلى الانتقام من المدنيين في قطاع غزة، من خلال إيقاعهم تحت العقاب الجماعي. ورأى أنه "على الأمم المتحدة بأذرعها المختصة، ولا سيما مجلس الأمن، المسارعة في اتخاذ إجراءات فعالة بحق إسرائيل، وبما يقود إلى محاكمة المسؤولين عن هذه التصرفات اللاإنسانية".
ووفق توثيق المرصد، فقد نفذ جيش الاحتلال يوم السبت (أمس) 242 هجمة؛ 192 منها هجمات صاروخية، و21 قذيفة من سلاح البحرية، و29 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات، التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 59973 هجمة، منها 7690 هجوماً صاروخياً، 15673 قذيفة من البحرية، 36610 قذيفة مدفعية.
