ليلة دامية في مأرب: عشرات القتلى في معارك وهجمات انتحارية للحوثيين

ليلة دامية في مأرب: عشرات القتلى في معارك وهجمات انتحارية للحوثيين

27 فبراير 2021
أسفرت المعارك عن أسر 13 عنصراً حوثياً (فرانس برس)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى، ليل الجمعة وفجر اليوم السبت، في معارك هي الأعنف على الإطلاق بين الجيش اليمني والحوثيين، في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب النفطية، عقب هجمات انتحارية حوثية على بعض التلال الجبلية الاستراتيجية الخاضعة للقوات الحكومية.

ودفعت جماعة الحوثيين، خلال الساعات الماضية، بأفواج بشرية هائلة في مسعى منها لتحقيق اختراق نوعي بخارطة السيطرة التي لم تشهد تغييراً جذرياً خلال 3 أسابيع من المعارك، وحققت بالفعل تقدماً محدوداً في جبل البلق الشمالي، المطل على سدّ مأرب التاريخي.

واحتدمت المعارك في جبهات صرواح وماس والكسارة وهيلان، بعد هجمات حوثية انتحارية، كان الهدف منها مباغتة القوات الحكومية وإرباكها على أكثر من محور، بهدف تحقيق اختراقات تمكنها من التقدم صوب هدفها الرئيسي صافر ومنابع النفط.

وأعلن الجيش اليمني، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، أن قواته المسنودة بمقاتلين قبليين، استطاعت استعادة المواقع التي تسلّلت إليها المجاميع الحوثية في جبال البلق، بعد معارك قال إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 70 عنصراً حوثياً.

وقالت مصادر عسكرية في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد"، إن "جماعة الحوثيين كانت قد دفعت بأكثر من 13 مجموعة هجومية إلى جبال البلق ومناطق الزور، وأن استعادتها تمت عقب خسائر كبيرة في صفوف الجيش الوطني ورجال المقاومة".

وأشارت المصادر، إلى أن القوات الحكومية خسرت أكثر من 32 عنصراً، غالبيتهم من رجال قبائل الجدعان، الذين اشتبكوا مع المجاميع الحوثية من مسافات قريبة في المناطق الجبلية بصرواح، فضلاً عن عشرات الجرحى.

كما أسفرت المعارك عن أسر 13 عنصراً حوثياً، وإعطاب 5 عربات ودوريات عسكرية حوثية، فضلاً عن اغتنام عتاد عسكري متنوع، وفقاً لوزارة الدفاع في الحكومة المعترف بها دولياً.

وشنّ الحوثيون هجوماً مضاداً على مواقع القوات الحكومية بعد ساعات من استعادة جبل البلق، فيما دفعت القوات الحكومية بقوات إضافية إلى منطقة الزور في صرواح، والتي احتدمت فيها المعارك بشكل غير مسبوق، في وقت مبكر من فجر اليوم السبت.

وأجرى رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، في وقت متأخر من ليل الجمعة، اتصالاً هاتفياً بوزير الدفاع محمد المقدشي، ورئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز، للاطمئنان على الأوضاع الميدانية بعد التسلّل الحوثي في جبل البلق غربي مأرب.

ووفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد استمع عبدالملك إلى إيجاز حول العمليات الميدانية وإفشال الهجمات الحوثية الانتحارية، بما في ذلك لجوؤها إلى استهداف المدنيين والنازحين بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة، في انتهاك سافر لكل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية.

ولم تتطرق الوكالة لأية تفاصيل إضافية حول مواقع تمركز القوات الحكومية أو خسائرها في معارك الجمعة، لكن خبراء يؤكدون خطورة الوضع، جراء اشتعال المعارك على شكل هلال حول مدينة مأرب، ابتداءً من جبهات دحيضة والنضود شمالاً حتى مناطق مراد جنوباً، وخصوصاً في صرواح؟

وقال الصحافي اليمني خالد عبدالهادي، في تغريدة على "تويتر"، في وقت مبكر من فجر اليوم السبت، إن القوات الحكومية، قبل يومين، شنت هجوماً في محور النضود، لتخفيف ضغط الهجمات المكثفة التي ترتكز على عمق الجبهة في صرواح والكسارة، فردّ الحوثيون بهجوم في محور مراد حيث طرف الجبهة الجنوبي، لتشتيت قوات الجيش المدافعة في العمق.

وأشار عبدالهادي، إلى أن الحوثيين أتبعوا هجومهم في مراد، بدفع أعداد كثيفة جداً من مقاتليهم إلى عمق الجبهة من هيلان حتى صرواح الشرقية، متبعين تكتيك اثنين ضد واحد المستخدم بكثرة في معارك الجيوش غير النظامية.

وفيما انتقد التصريحات التي تقول إن "مأرب غير محتاجة إلى الرجال"، دعا عبدالهادي إلى مدّها بالعناصر البشرية، وتكثيف ذلك في الوقت الراهن، حتى لا يتغلب الاثنان على الواحد.