لقاءات "علاقات عامة" لـ"حماس" و"الجهاد" في مصر

مصادر لـ"العربي الجديد": لقاءات "حماس" و"الجهاد" بالمخابرات المصرية "علاقات عامة"

14 يونيو 2023
طفل فلسطيني في دير البلح، يونيو الحالي (إبراهيم أبو مصطفى/رويترز)
+ الخط -

كثر الحديث في الأيام الماضية عن هدنة طويلة الأمد تسعى القاهرة للتوصل إليها بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي، وسط كم كبير من التسريبات في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية عنها، وغياب موقف توضيحي شامل من الفصائل والمعني منها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

وقبل أيام أنهى وفدان من الحركتين زيارة إلى القاهرة وصدرت بيانات عامة عن اللقاءات التي أجراها الوفدان، بشكل منفرد، مع مسؤولي ملف فلسطين بالمخابرات العامة ورئيس الجهاز الوزير عباس كامل، واللقاءات الثنائية التي جمعت الحركتين في القاهرة.

وحرصت "حماس" عقب لقاء وفد قيادتها برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية برئيس جهاز المخابرات العامة، على القول إن اللقاء كان "إيجابياً ومثمراً، وعكس حرص حماس ومصر على وحدة الموقف الفلسطيني وتخفيف معاناة شعبنا، خصوصاً في قطاع غزة".


قيادي في غزة: القاهرة وعدت "حماس" بتقديم المزيد من التسهيلات على معبر رفح

بدورها، عبّرت حركة "الجهاد الإسلامي" عقب اختتام الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام عن "تقديرها للجهود المصرية وعن شكرها لحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة والتأكيد على استمرار الاتصالات وتعزيز العلاقة والتنسيق مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية، والحرص على الدور المصري في تخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني ووقف كل أشكال التصعيد الصهيوني على غزة والضفة الغربية والقدس".

فحوى اللقاءات الفلسطينية في مصر

ويحسب على الفصائل التي التقت بالمسؤولين المصريين أنها ردت بالنفي على أنباء "الهدنة طويلة الأمد" بعد كثرة التسريبات، غير أنها لم تُطلع الفلسطينيين على فحوى اللقاءات وما يجري فيها، مع توسع التسريبات وحديثها المستفيض عن حلول اقتصادية ومعيشية لقطاع غزة المحاصر.

وأثارت الأنباء عن الهدنة طويلة الأمد جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أحاديثهم خلال الأيام الماضية، وعاب كثيرون على الفصائل اكتفاءها بالنفي المتأخر لهذه الأنباء وعدم إطلاعها الفلسطينيين على ما يجري في اللقاءات المتكررة في القاهرة.

وثبت في مرات عديدة سابقة أنّ كل الوعود بتحسين جوهري لحياة أكثر من 2.5 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع "غير جدية"، ولم يطبق منها شيء على أرض الواقع، وأنّ كل الحلول ترقيعية ولا تنهي المعاناة ولا تُحدث فرقاً حقيقياً في الأوضاع الصعبة في قطاع غزة.


قيادي شارك باللقاءات: الزيارة امتداد لزيارات سابقة

وقال قيادي بارز حضر اللقاءات في القاهرة لـ"العربي الجديد"، إن كل ما قيل في الصحافة (عن هدنة طويلة الأمد) لا أساس له من الصحة، بل ولم يتم تداوله أصلاً لا من قبل حركة "الجهاد" ولا من قبل "حماس".

وأكد القيادي أن زيارة وفدي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى القاهرة هي "زيارة علاقات عامة"، وهي امتداد للقاءات مشابهة تحرص فيها كل الأطراف على الالتقاء وتبادل الأفكار والأحاديث.

ومصر هي الوسيط الأول بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في ملف التهدئة والتسهيلات الاقتصادية، وهي جزء من التسهيلات التي تقدم إلى غزة من خلال بوابة صلاح الدين، التي تربط أراضيها بالقطاع وتمر عبرها بضائع بشكل شبه يومي إلى القطاع.

تسهيلات مصرية لحماس

وأفاد قيادي آخر في غزة لـ"العربي الجديد"، بأن القاهرة وعدت حركة "حماس" بتقديم المزيد من التسهيلات على معبر رفح والحركة التجارية مع القطاع، لكن من دون تحديد جداول زمنية لهذه التسهيلات.

وأشار القيادي إلى أن إحدى العقبات التي تحتج بها القاهرة لإبطاء منح غزة تسهيلات تتمثل بموقف السلطة الفلسطينية في رام الله المعارض لها، خصوصاً أن الحركة التجارية بين مصر وغزة تستفيد منها حكومة غزة التي تديرها "حماس" ولا تستفيد من ضرائبها ميزانية السلطة في رام الله، بعكس معبر كرم أبو سالم التجاري الذي تأخذ منه السلطة الضرائب على كل ما يدخل عبره إلى غزة، وتحصّل الحكومة في غزة القليل من الضرائب والرسوم الجمركية عبره.

وبكل الأحوال، فإن الواقع في غزة لن يتغير في وقت قريب وفق كل المعطيات والقراءات، وسيبقى الضغط مستمراً في ظل حالة الضيق التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع، واحتمالات المواجهة مع الاحتلال لا تزال مرتفعة، تحديداً في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي في القدس والضفة المحتلتين واللتين باتتا تحركان الأوضاع الأمنية في القطاع.