كم بقي من الوقت لغزة؟

13 نوفمبر 2023
لم يبق أمام غزة وقت للحياة (محمد عبد/فرانس برس)
+ الخط -

يراهن كثيرون على عامل الوقت في مأساة غزة. بعضهم يراها حرباً طويلة، فيما يأمل آخرون أن يزداد ضغط الضمير العالمي على الحكومات لإنهاء الحرب في أقصر وقت ممكن، ويعتقدون أن إسرائيل تسابق الزمن لتحقيق أهدافها في غزة، بينما سيقود صمود المقاومة إلى نفاد صبر الداعمين الدوليين لإسرائيل، وعلى رأسهم أميركا.

وقد تصح هذه المعادلة التي تتسم في المطلق بكثير من المنطق، غير أن الإسرائيلي الضاغط على الزناد، أي بنيامين نتنياهو، يريدها حرباً طويلة قدر الإمكان تحقق أهدافه في البقاء في السلطة، وفي القضاء على حماس، وتحوّل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح. وهذا في الحد الأدنى من بنك الأهداف، إذا سقطت أحلام التهجير وإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني كما يراه هو. وهو يحظى بوضوح بفترة سماح أميركية لا غبار عليها، يمكن أن تطول أكثر مما يعتقده كثيرون.

غير أن المراهنين على الضغط الدولي، عليهم أن يتوجهوا بوضوح إلى شعوب أوروبا، التي تَبيّن أن كثيراً منها مغلوب على أمره أيضاً، لأنها أيضاً تسير عكس حكوماتها الداعمة لإسرائيل بوضوح. ولكنها برغم ذلك تثبت أنها تحسن الدفاع عن القضية خير من كثر منا.

ولعل التظاهرات العارمة التي شهدتها مدن فرنسية وإيطالية وبلجيكية، ولندن طبعاً، تؤشر على أن الرهان لا يمكن أن يكون على شعوب عربية كثيرة خيّبت الظن، وبقيت في بيوتها تتابع الفيلم الفلسطيني عن بعد، وتكتفي بالتمني لتغيير الحال.

لندن، التي شهدت، السبت الماضي، تظاهر أكثر من 300 ألف شخص، تضامناً مع الفلسطينيين، ضربت مثالاً في الضغط الذي يمكن أن يمارسه شارع حيّ على مجرى الأحداث، بينما تجمع شوارع عربية بضع مئات بجهد جهيد من حين لآخر.

وقد بينت القمة العربية الإسلامية، التي جاءت بعد 35 يوماً على اندلاع الحرب، مرة أخرى، حالة التردي العربي والإسلامي، برغم بعض الدعوات الصادقة لتجاوز مجرد التنديد والشجب. وسنراقب إمكانية تحقيق أهم ما تضمنه البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية، بالدعوة إلى كسر الحصار على غـزة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية، عربية وإسلامية ودولية.

ولكن في الأثناء لم يبق أمام غزة وقت للحياة، فقريباً تقضي الغارات الإسرائيلية الأميركية على ما تبقى من مظاهر الحياة، ويرتاح عرب كثيرون من هرج هؤلاء المقاومين، ويعود الجميع إلى شأنه السابق.

المساهمون