"كابينت الحرب" يوعز لوفد إسرائيل بتجديد مفاوضات صفقة التبادل مع حماس

23 مايو 2024
كابينت الحرب يجتمع برئاسة نتنياهو في تل أبيب، في 14 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "كابينت الحرب" الإسرائيلي يوجه لاستئناف المفاوضات مع حماس لتبادل الأسرى، مع تحديث الخطوط العريضة للمفاوضات، وذلك في محاولة لإرجاء وقف القتال.
- عائلات المحتجزين الإسرائيليين تضغط على الحكومة عبر فيديو وتظاهرات في تل أبيب لإبرام صفقة مع حماس، بينما يؤكد نتنياهو على مواصلة القتال.
- حماس تؤكد على استمرار التفاوض مع إسرائيل بدعم من وسطاء مصريين وقطريين، مع تحذير لإسرائيل من عواقب اجتياح غزة وتغيير الوضع في المنطقة بعد اجتياح رفح.

اتُّخذ القرار بإجماع جميع أعضاء كابنيت الحرب

لم يذكر مكتب نتنياهو ما هي التعليمات الجديدة

شهدت مدينة تل أبيب تظاهرات صاخبة مساء أمس للمطالبة بعقد صفقة

أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن مجلس إدارة الحرب (كابينت الحرب) أوعز في جلسته التي عُقدت الليلة الماضية، إلى فريق المفاوضات الإسرائيلي باستئناف الاتصالات في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل مع حماس من خلال الوسطاء. وصدّق "كابينت الحرب" في جلسته التي استمرت لنحو أربع ساعات على خطوط عريضة موجّهة ومحدّثة لطاقم المفاوضات. ونقلت هيئة البثّ الإسرائيلي الرسمية عن مصادر مطّلعة لم تسمّها، أن القرار اتُّخذ بالإجماع.

وعلّق مسؤول لم تسمّه الهيئة على القرار، قائلاً إنّ "هذا ليس كل ما طلبه فريق المفاوضات، ولكن على الأقل يمكن التقدّم". وجاءت الموافقة بعد صوغ الجنرال نيتسان ألون، المكّلف من قبل الجيش ملف المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وثيقة مع تعديلات للرد الإسرائيلي على المقترح السابق، الذي رفضته إسرائيل، بهدف فحص كيف بالإمكان إرجاء مسألة وقف القتال. ولم يذكر مكتب نتنياهو ما هي التعليمات تحديداً وكيف من المتوقّع أن يعمل فريق المفاوضات لتقدّمها.

وأفادت قناة كان 11 العبرية، الليلة الماضية، بأنّ إحدى النقاط في المقترح الجديد الذي ناقشه "كابينت الحرب"، تتعلق بتسوية بشأن نقطة خلافية مع حماس، ولكن أيضاً التمسك من قبل إسرائيل بقضايا أخرى حولها خلافات. وكانت القناة ذاتها قد أكدت، الأسبوع الماضي، أن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي توقّفت. ونقلت القناة عن مصادر مطّلعة على التفاصيل (لم تسمّها) زعمها أن "الوسيطين قطر ومصر تبنّيا مواقف حماس، الأمر الذي لا يتيح التوصّل إلى صفقة أمام إسرائيل"، في وقت تتصاعد فيه الاتهامات داخل المجتمع الإسرائيلي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعرقلة أي فرص لعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. 

ونقل موقع واينت العبري، اليوم الخميس، عن مصادر مطّلعة لم يسمِّها قولها إنّ مقترحات الصفقة التي عُرضت على "كابينت الحرب" قبل نحو شهرين أفضل من المقترحات التي قد تُطرَح الآن، ولكنها لم تستغلها. وقال أحد المسؤولين: "من المؤسف أننا فوتنا على أنفسنا الفرصة. الآن الأمور تصبح أكثر تعقيداً. دائماً ما نضيع الفرصة". مع هذا، أشار الموقع العبري إلى أن إسرائيل لا تنوي بعد التراجع عن موقفها الرافض لوقف الحرب، وأن العملية العسكرية في رفح تتعمق أكثر.

في سياق متصل، نشر منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، مساء أمس الأربعاء، مقطع فيديو مصور أدخل عليه العديد من التعديلات، للحظات أسر عدد من المجنّدات الإسرائيليات المراقبات، في القاعدة العسكرية "ناحل عوز" في منطقة غلاف غزة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلال عملية "طوفان الأقصى". وجاء نشر الفيديو في إطار الضغوط التي تمارسها العائلات على الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، من أجل إبرام صفقة مع حركة حماس، تفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين الذين ما زالوا في قطاع غزة، ومن أجل تحريك الرأي العام الإسرائيلي بشكل خاص.
وشهدت تل أبيب تظاهرات صاخبة، مساء أمس الأربعاء، على غرار التظاهرات في الأيام الماضية، التي تطالب بصفقة فورية، وإجراء انتخابات جديدة لاستبدال الحكومة الحالية. كذلك ناشدت عائلات المحتجزين نتنياهو من خلال العديد من المقابلات في وسائل الإعلام العبرية، الليلة الماضية، منح أولوية للصفقة وعدم التخلي عن أبنائها وعدم إضاعة الوقت. وعلّق نتنياهو من خلال حسابه على منصة إكس، بأن المشاهد التي رآها في الفيديو "تزيد تصميمه على القتال بكل قوة حتى القضاء على حماس، لضمان أن ما رأيناه الليلة لن يحدث مرة أخرى أبداً".

وكان مصدر قيادي في "حماس" قد أوضح في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات تتعلق بتضمن الاتفاق التزاماً إسرائيلياً بوقف الحرب بشكل كامل في نهاية المرحلة الثانية من الاتفاق". كذلك قال قيادي في المقاومة الفلسطينية لـ"العربي الجديد" إن "الحديث عن أن المقاومة مضطرة إلى القبول بما يجود به المحتل أو الإدارة الأميركية من فتات تحت ضغط منع اجتياح رفح تصور واهم، لأن المقاومة لا يمكنها أمام حجم التضحيات والصمود الذي قدمه سكان القطاع إلا التوصل إلى اتفاق يحفظ هذه التضحيات". وأضاف أن "الحركة مستمرة في التفاوض ومنفتحة عليه بشكل إيجابي تقديراً لجهود الوسيطين المصري والقطري، رغم أنه حتى الآن، لم يقدم الجانب الإسرائيلي أية مؤشرات حول انخراطه في اتفاق جاد وحقيقي". وشدّد على أنه "إذا كان نتنياهو يهدد المقاومة باجتياح غزة، فإن الفصائل هي التي تحذره الآن وتحذر الجميع في الإقليم من عواقب ما سيحدث"، متابعاً: "المنطقة قبل اجتياح رفح لن تكون كما بعدها، وعلى الجانب الإسرائيلي إدراك أن رفح لن تكون نزهة".

المساهمون