قضية ترامب: هل يصبح ألفين براغ أول من يوجه اتهاما لرئيس أميركي سابق؟

قضية ترامب وستورمي دانيالز: هل يصبح ألفين براغ أول مدعٍ عام يصدر اتهاماً بحق رئيس أميركي سابق؟

21 مارس 2023
ألفين براغ يجد نفسه في قلب العاصفة السياسية (ديفيد دي ديلغادو/ Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الثلاثاء، إنّ المدعي العام لمانهاتن نيويورك، ألفين براغ، يبدو مصمماً على توجيه الاتهام للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في قضية تسديد مبلغ من المال في العام 2016 لممثلة إباحية يُعتقد أنه كان على علاقة بها، مضيفة أنّ براغ المنتخب مثل جميع القضاة والمدعين العامين، بات في قلب عاصفة سياسية بسبب ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ براغ شدد مراراً على أنه لا يلقي بالاً للسياسة عندما يريد توجيه الاتهام لشخص ما في قضية ما. وأضافت أنّ تمسّك براغ بعدم الاكتراث بالتداعيات السياسية التي قد تجلبها قرارات مكتبه، لم يبعد عنه هذه المرة العاصفة السياسية التي تحوم حوله، بعدما أصبح على مقربة من أن يكون أول مدعٍ عام يُصدر اتهاماً بحق رئيس أميركي سابق، ذلك أنّه لم يتم توجيه اتهام قط لرئيس أميركي، سواء كان في منصبه أو غادر البيت الأبيض.

وقالت "نيويورك تايمز" إنّ توجيه تهم جنائية لترامب في قضية دفع مال للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، سيجعل المدعي العام ألفين براغ يتصدر المشهد بالولايات المتحدة الأميركية. وأشارت إلى أنّ الأخير يجد نفسه في مواجهة تساؤلات، حتى من قبل أقرب حلفائه، بخصوص مدى صلابة القضية من الناحية القانونية وكذا الحكمة من وراء إثارتها.

وتظل القضية معقّدة من الناحية القانونية، إذ يسعى القضاء في نيويورك إلى تحديد ما إذا كان ترامب مذنباً بتزوير بيانات (في ما يعدّ جنحة)، أو بسبب خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية (في ما يشكّل جريمة جنائية) عبر دفع مبلغ 130 ألف دولار لستورمي دانيالز في الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.

كما أشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّ ترامب، الذي ينفي قيامه بأي أفعال مخالفة للقانون، شرع في مهاجمة براغ، المنتمي للحزب الديمقراطي، معتبراً ما يقع واحدة من سلسلة القضايا المثارة ضده بخلفيات سياسية من أجل سحقه. كما طلب الرئيس الأميركي السابق الدعم من حلفائه الجمهوريين داخل الكونغرس وخارجه.

ولا يبدو وارداً أنّ براغ حينما اختار التنافس على منصب المدعي العام، كان يتوقع أن يوجه يوماً ما اتهاماً لترامب، بحسب "نيويورك تايمز"، مذكّرة بأنه حينما أعلن براغ عن حملته الانتخابية في يونيو/ حزيران 2019، لم تكن هناك أي مؤشرات تدل على أنّ التحقيق بقضية ستورمي دانيالز سيقود في نهاية المطاف إلى توجيه اتهامات جنائية. وقالت كذلك إنّ براغ، البالغ 49 عاماً ومن أصل أفريقي، عاش معظم أيام عمره في نيويورك، وكانت لديه رؤية خاصة بخصوص منصب المدعي العام، لا ترتبط لا من قريب ولا من بعيد بمنصب الرئيس الأميركي.

بيد أنّ الصحيفة الأميركية أشارت إلى أنّ الجدل المرتبط بترامب طرح نفسه، وأصبح المهيمن خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لاختيار ممثلهم لخوض المنافسة على منصب المدعي العام. وأضافت أنه بينما بدأت تحقيقات الادعاء العام ضد الرئيس السابق تكتسب زخماً، شرع براغ ومنافسوه في بعث إشارات للناخبين المحتملين على أنهم ينوون متابعة ترامب قضائياً.

وخلصت "نيويورك تايمز" إلى أنه مثلما غيّر ترامب أجندة الحملة الانتخابية لبراغ، فإنّ الرئيس السابق غيّر كذلك أولويات عمل مكتب المدعي العام، مضيفة أنّ براغ سيجد أنّ فترة انتدابه في المنصب ستكون من الآن فصاعداً متداخلة ومتشابكة مع الرئيس السابق.