قصف روسي على البادية السورية واغتيالات جديدة في درعا

07 يناير 2022
ارتفع عدد الغارات الجوية الروسية إلى 35 غارة خلال اليوم الجمعة (غيتي)
+ الخط -

 قصفت الطائرات الحربية الروسية مناطق في البادية السورية تضمّ خلايا مفترضة لـ"داعش"، فيما شنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملة دهم في مدينة البصيرة، شرقي دير الزور، بمساندة من مروحيات التحالف الدولي، واعتقلت أشخاصا بتهمة الانتماء للتنظيم. وفي جنوب البلاد، قتل مزيد من الأشخاص في ظل الفوضى الأمنية التي تعيشها محافظة درعا.   
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 4 طائرات حربية روسية تناوبت على قصف مواقع لخلايا "داعش" في بادية الرصافة، ومواقع أخرى، عند الحدود الإدارية بين محافظات الرقة ودير الزور وحمص، تزامنًا مع تحليق طائرتي استطلاع كبيرتين في أجواء البادية السورية.

تقارير عربية
التحديثات الحية

تصعيد في جبهات متعددة

وأوضح المرصد أن عدد الغارات الروسية ارتفع إلى 35 غارة خلال اليوم الجمعة، وهي أعلى حصيلة في يوم واحد.
 ويأتي ذلك في سياق عمليات تمشيط تقوم بها قوات النظام ومليشيات موالية لها في البادية السورية بحثا عن خلايا التنظيم، وذلك عقب تزايد هجمات عناصره في الفترة الأخيرة، ما أوقع العديد من القتلى بين عناصر النظام والمليشيات.
 من جهة أخرى، سقطت عدة قذائف، مصدرها فصائل الجيش الوطني والقواعد التركية في أعزاز بريف حلب، على مواقع قوات "قسد" في قريتي شوارغة ومالكية، في ناحية شران بريف مدينة عفرين، فيما أفاد مراسل "العربي الجديد" بأن قوات "قسد" شنت، اليوم الجمعة، حملة دهم في مدينة البصيرة شرقي دير الزور، اعتقلت خلالها عددًا من الأشخاص بتهمة الانتماء والتعامل مع تنظيم "داعش". وتزامن ذلك مع تحليق مروحيات التحالف الدولي في أجواء مدينة البصيرة على علو منخفض.
 كما اعتقلت قوات " قسد" 3 أشخاص بتهمة تهريب الوقود والطحين إلى مناطق النظام خلال مداهمة قريتي الجنينة والحصان قرب المعابر النهرية.
من جانب آخر، أشار المراسل إلى خروج رتل يضم آليات محملة بالمعدات اللوجستية والعسكرية من قاعدة التحالف الدولي في حقل الكونيكو للغاز، باتجاه قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وسط تحليق مكثف لمروحيات التحالف في أجواء المنطقة.

ويأتي ذلك بعد موجة من التصعيد الميداني بين قوات التحالف والمليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة.

مقتل قيادي مقرب من قاسم سليماني في غارات للتحالف بدير الزور

أكد موقع "الشرق نيوز"، اليوم الجمعة، مقتل القيادي في "الحرس الثوري الإيراني" المدعو "حاج عباس"، وهو المسؤول السابق عن المليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور، إثر استهدافه عبر طائرات مُسيّرة تابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أثناء وجوده ضمن مواقع عسكرية تابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني" في بادية مدينة الميادين بريف دير الزور، الثلاثاء الفائت.

وأشار الموقع، المهتم بأخبار المنطقة الشرقية من سورية، إلى أن "القيادي المدعو حاج عباس هو من المقربين من الحاج عسكر، مسؤول الحرس الثوري في محافظة دير الزور السورية، ومقرب أيضاً من القائد السابق لـ(فيلق القدس) قاسم سليماني". وكان سليماني قد قُتل في الثالث من يناير/ كانون الثاني عام 2020، إثر قصف صاروخي أميركي استهدف موكباً لمليشيا مدعومة من إيران قرب مطار بغداد.

وقال رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز" فراس علاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "المليشيات الإيرانية تنتشر في محافظة دير الزور من المدينة إلى الحدود مع العراق في مدينة البوكمال السورية"، مضيفاً: "في اليوم الثاني من العام الجاري، المليشيات الإيرانية استهدفت القوات الأميركية في محيط مطار بغداد بالعراق، وفي اليوم الثالث استهدفت القوات الأميركية مواقع للمدفعية التابعة للمليشيات الإيرانية في بادية مدينة الميادين وبادية مدينة العشارة بريف محافظة دير الزور".

وأوضح: "في اليوم الرابع من العام الحالي، المليشيات الإيرانية ردت على القصف الأميركي، واستهدفت بأربع قذائف مدفعية القاعدة الأميركية الموجودة ضمن حقل العمر النفطي شرقي محافظة دير الزور، وبعدها بعشر دقائق، ردت المدفعية الأميركية واستهدفت بثمانية قذائف مواقع المدفعية التابعة للمليشيات الإيرانية في بادية الميادين".

وأشار علاوي إلى أن "التحالف الدولي، عقبها، استهدف من خلال الطائرات المُسيّرة مواقع للمليشيات الإيرانية في كلٍ من مدينة البوكمال ومدينة الميادين ومدينة دير الزور"، مؤكداً أنه "خلال هذه الاستهدافات من قبل الطائرات المُسيّرة الثلاثاء الفائت، كان موجوداً القيادي في الحرس الثوري الإيراني المدعو حاج عباس، وتم استهدافه ومقتله نقلاً عن مصادرنا في المنطقة".

وأوضح أن "حاج عباس هو قائد منطقة البوكمال بالنسبة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني".

ويعتقد العلاوي أن "المليشيات الإيرانية لن ترد على مقتل حاج عباس، وإن كان هناك رد فسوف يكون رداً فردياً كالعادة، عبارة عن بعض القذائف تستهدف من خلالها المليشيات الإيرانية القاعدة الأميركية ولا تحدث تأثيراً".

تسويات واغتيالات

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن مركز التسوية في بلدة الشميطية، في ريف دير الزور الغربي، يواصل استقبال الراغبين بتسوية أوضاعهم "في إطار التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة"، مشيرة إلى ما سمّته "الإقبال الكبير الذي يشهده مركز الشميطية، لا سيما من القادمين من منطقة الجزيرة السورية رغم محاولات ميليشيا (قسد) منعهم من الوصول إلى مراكز التسوية".
 وفي جنوب البلاد، توفي الشاب محمد وليف الحراكي في المشفى متأثرًا بإصابته بعد إطلاق نار تعرض له، مساء أمس، في بلدة المليحة الغربية في ريف درعا الشرقي، أسفر أيضا عن مقتل الشاب سرحان الحراكي وإصابة شخص ثالث.
 وذكر موقع "درعا 24" أن مسلحين ملثمين اقتحموا منزل الشاب سرحان حين كان برفقة الشابين الآخرين، وأطلقوا النار عليهم، وفرّوا من المكان، مشيرا إلى أن محمد وليف الحراكي انشق عن قوات النظام في فترة سابقة، وكانت إصابته في رأسه، وتم إسعافه، يوم أمس، إلى المشفى، قبل أن يتوفى هناك.  


وفي سياق متصل، ذكر موقع "تجمع أحرار حوران" أن مجهولين استهدفوا منزل رئيس بلدية المزيريب، غربي درعا، موسى السلايمة، بالرصاص المباشر الليلة الماضية، من دون تسجيل إصابات بشرية.