فلسطين تودّع ابنتها شيرين أبو عاقلة بتشييع مهيب: أجراس كنائس القدس فلتُقرع
ووري جثمان الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة عصر اليوم الجمعة، في ثرى "مقبرة جبل صِهيون" (بكسر الصاد) في البلدة القديمة من القدس المحتلة، بمشاركة آلاف الفلسطينيين وممثلين رسميين ورجال دين ودبلوماسيين، رغم عشرات الحواجز والعراقيل والقمع وإطلاق النار والغاز.
وحضر القداس بالكنيسة حمد بن سالم اليافعي مدير الجزيرة في قطر مع وفد من القناة، إضافة إلى زملائها الفلسطينيين. كما حضر التشييع قناصل أجانب وأعضاء كنيست عرب وأهالي الداخل الفلسطيني من ناشطين وقيادة الحركة الوطنية وإعلاميين، عدا عن مشاركة آلاف الفلسطينيين.
ولفّ الجثمان بالعلم الفلسطيني ووري في الثرى بجانب قبر والديها. وكان الجثمان قد وصل إلى كنيسة الروم الكاثوليك في باب الخليل بالقدس القديمة، لإقامة الصلوات والقداس على روحها وسط دخول مهيب للجثمان، حيث يوجد مئات الفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين في الكنيسة.
واستقبل جثمان الشهيدة أبو عاقلة في كنيسة سيدة البشارة للروم الأرثوذكس في منطقة باب الخليل بالبلدة القديمة من القدس لأداء الصلاة على روحها، حيث أدى الصلاة الأب ياسر عياش، وقرعت الأجراس في جميع الكنائس الفلسطينية في القدس على اختلاف طوائفها، وهو حدث استثنائي، يتم لأول مرة في القدس.
ورفع العلم الفلسطيني خلال القداس في الكنيسة من قبل المشاركين في الصلاة، رغم كل التقييدات التي وضعتها أجهزة الأمن الإسرائيلي على العائلة.
ومكث آلاف الحضور خارج الكنيسة خلال الصلاة على جثمانها، وسط ترديدهم هتافات مثل: "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"، و"جنة جنة جنة القدس يا وطنا"، فيما رفعوا الأعلام الفلسطينية.
وأكد مصدر كنسي لـ"العربي الجديد"، أن 13 كنيسة من مختلف الطوائف المسيحية قرعت أجراس الحزن والحداد عصر اليوم، في القدس المحتلة، للمشاركة في تشييع الشهيدة أبو عاقلة.
بعد ذلك، نقل جثمان الشهيدة أبو عاقلة محمولاً على الأكتاف من الكنيسة إلى مقبرة "جبل صهيون" والتي تبعد خمس دقائق عن الكنيسة، لتوارى في الثرى قرب قبري والديها، في أكبر مسيرة تشييع بالقدس لفقيد بعد القيادي الفتحاوي الراحل فيصل الحسيني، فيما علت أصوات الهتافات الوطنية خلال التشييع، ورفعت أعلام فلسطين رغم الملاحقة الشديدة من قبل قوات الاحتلال واعتقال وإصابة عشرات المشيعين.
ورغم الانتشار المكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب الخليل في البلدة القديمة في القدس لمنع المشيعين من الوصول والمشاركة في التشييع، وصل الكثير من الشبان إلى مقبرة "جبل صِهيون" وقفزوا من فوق الأسوار، ورفع بعضهم العلم الفلسطيني.
وتمكن الآلاف من أهالي القدس وممن استطاعوا الوصول إلى القدس من المشاركة في التشييع، بينما أغلقت الطرق أمام عشرات الآلاف الذين منعتهم الحواجز العسكرية المحيطة بالقدس من الوصول للمشاركة بتشييع جنازة الشهيدة أبو عاقلة.
وبحسب طوني خشرم رئيس لجنة السياحة الوافدة للأراضي المقدسة، فإن تسمية جبل صهيون هي قديمة جداً قبل قيام دولة الاحتلال، والجبل من الجبال المقام عليها البلدة القديمة من القدس، وليس له أي علاقة بالصهيونية، وعليه تقام مقابر الكنائس المسيحية.
وأشار خشرم إلى أن جبل صهيون اسمه "صِهيون" بكسر الصاد، وليس بضمها، وهذا اسم كنعاني قديم، ويعني باللغة العربية أعلى الحصان، أو صهوة الحصان.
من جانب آخر، أدان خطيب الجمعة في المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري جريمة الاحتلال الأخيرة في جنين التي استشهدت فيها الصحافية أبو عاقلة، مؤكدًا خلال خطبة الجمعة في الأقصى أن لا حاجة للجان التحقيق بجريمة اغتيال شيرين، لأن الاحتلال هو من اقترفها.