فصيل مسلح جديد يتوعد بضرب المصالح الأميركية في العراق

02 يونيو 2023
مسلحون موالون للصدر يقفون فوق مركبات عسكرية بريطانية متفخمة بالبصرة (فرانس برس/أرشيف)
+ الخط -

أعلن فصيل مسلح جديد في العراق، يطلق على نفسه اسم "المقاومة الإسلامية - كتائب الصابرين" البدء بمقاتلة القوات الأميركية في العراق، متهماً حكومة محمد شياع السوداني بأنها "متهاونة مع الاحتلال".
 
ونشر الفصيل الجديد بياناً، نقلته منصات مقربة من فصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران، على "تيلغرام"، اليوم الجمعة، أكد فيه أن "مقاومة الاحتلال واجب شرعي وإنساني وحق كفلته الشرائع السماوية قبل القوانين الدولية وفطرة الإنسان السليمة، وإذ نعلن إننا كتائب الصابرين عن بدء عملياتنا العسكرية ضد أي تواجد لقوات الاحتلال الأميركي في عراقنا الحبيب والمنطقة بالكامل، بعدما تخاذلت الحكومة العراقية الحالية بجدولة انسحاب جيش الاحتلال الأميركي من أرض عراقنا الأبي، وتهاونت كثيراً مع الاحتلال وأصبحت في بعض الاتفاقيات عميلة له، سنقول كلمتنا: (لن توقف عملياتنا لا اتفاقاتكم ولا تهادنكم ولا ضغطكم على المجاهدين، ولن ترهبنا سجونكم ولا ظلمكم أبداً)".

وأكد البيان أنهم "في المقاومة الإسلامية من الآن فصاعداً لن نوقف عملياتنا أبداً ولن تحميهم عن صولاتنا وعملياتنا لا قواعدهم ولا حصونهم ولا سياسيوهم، والسلام على من اتبع الهدى، واللعن الدائم على المعتدين والظالمين والعملاء". 

ومنذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي تشكل الفصائل المسلحة المنضوية ضمن "الحشد الشعبي" جزءاً أساسياً منها، تراجعت حدة خطاب تلك الفصائل ضد الاحتلال الأميركي في العراق، كما توقفت عن تنفيذ الهجمات ضد المصالح الأميركية في البلاد.

من جهته، قلل الخبير في شؤون الجماعات المسلحة محمد الحياني، وهو ضابط برتبة لواء في الجيش العراقي السابق، من أهمية تلك الخطابات، مؤكداً في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن خطاب "الفصيل الجديد لا يختلف عن مناورات معروفة لفصائل موجودة حالياً بعد اغتيال قاسم سليماني مطلع عام 2020".

وأوضح أن "فصائل مثل أصحاب الكهف، وسجيل والمنتقم، والمهندس، وغيرها التي ولدت بعد 2020، تمثل بالحقيقة فصائل أكبر مثل كتائب حزب الله والعصائب والنجباء. الإعلان عن جماعات مسلحة جديدة ومحاولة تبني خطاب تصعيدي ضد الوجود الأميركي، يعتبر محاولة لإرسال رسائل بأن نهج رفض الوجود الأميركي قائم ولن يتغير، في رد على تلميحات الصدريين وأعضاء في التيار الصدري بالفترة الأخيرة حيال موقف تلك الفصائل من الاميركيين".

وأضاف أن "تلك الجماعات ربما تحاول ابتزاز (رئيس الحكومة محمد شياع) السوداني للحصول على بعض المكاسب السياسية والمادية لقاء سكوتها".

بدوره، علق الباحث في الشأن السياسي العراقي شاهو القرداغي على بيان الفصيل، مغرداً عبر "تويتر" بالقول إن أسماء تلك الفصائل هي "أسماء وهمية وكيانات فرعية تتفرع عن المليشيات الرئيسية التي يبدو أنها لا تملك الجرأة الكافية والصريحة للإعلان عن هذا الخطاب المعادي لأميركا بصورة مباشرة".

 
وعلى مدى السنوات الـ20 الماضية، منذ الغزو الأميركي في عام 2003، شهد العراق ولادة عشرات المليشيات والجماعات المسلحة، التي وسّعت نفوذها، خلال السنوات الثماني الأخيرة، في المشهد الأمني والسياسي، وحتى الاجتماعي والاقتصادي أخيراً، في عموم مدن العراق.

واستهل السوداني عمله الحكومي بإطلاق كثير من الوعود، متعهداً بإنجازها خلال مدة أقصاها عام واحد. ومن أبرز ما تضمنه منهاج السوداني الحكومي إنهاء ظاهرة السلاح المتفلّت خارج نطاق المؤسسات الرسمية والشرعية للدولة، وهو التحدي الذي أثيرت شكوك سياسية في قدرته على الوفاء به.

وأخيراً شكلت وزارة الداخلية العراقية لجنة وطنية دائمة لتنظيم الأسلحة وحصرها بيد الدولة.