فصيل في "قسد" يؤكد لواشنطن ضرورة "تحرير" إدلب

فصيل في "قسد" يؤكد لواشنطن ضرورة "تحرير" إدلب

22 اغسطس 2023
من تدريبات أميركية لـ"قسد" في الحسكة (هديل أمير/الأناضول)
+ الخط -

أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن قياديين في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وجهوا رسالة للإدارة الأميركية بضرورة "تحرير إدلب من الإرهاب"، وذلك خلال زيارة وفد أميركي يقوده وزير الدفاع الأميركي السابق كريستوفر ميلر إلى مناطق سيطرة "قسد" في الحسكة، شمال شرقي سورية، نهاية الأسبوع الماضي، حيث أجرى جولة لقاءات، منها مع قادة عسكريين، ناقش خلالها التطورات في الشأن السوري.

وأعلنت الإدارة الذاتية التابعة لـ"قسد" عن لقاء أجرته مع ميلر، يوم السبت الماضي، خلال زيارة أجراها للمنطقة، وناقش مع الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية مجموعة من الملفات والقضايا التي تخص الاقتصاد والأمن في مناطق سيطرة "قسد".

وذكر بيان للإدارة أن "الزيارة تضمنت الحديث عن آخر المستجدات السياسية في المنطقة بشكلٍ عام، وشمال وشرق سورية بشكلٍ خاص، إضافة للتعريف بمشروع الإدارة الذاتية، والتجربة الديمقراطية التي تمر بها مناطق شمال وشرق سورية، ومناقشة التحديات التي تواجه الإدارة الذاتية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والخدمية".

وفي الشأن، قالت مصادر مقربة من "قسد" تفضل عدم ذكر اسمها لدواعٍ أمنية، إن الزيارة بدأت الأربعاء الماضي، واستمرت حتى نهاية الأسبوع، مضيفة في حديث لـ"العربي الجديد"، أن قياديين في المليشيا، من بينهم قائد فصيل "قوات الشمال الديمقراطي" المدعو أبو عمر الإدلبي، تحدثوا مع الوزير الأميركي السابق ووفده في مسألة إدلب، حيث نقل الإدلبي رسالة مفادها ضرورة العمل من أجل "القضاء على الإرهاب" في إدلب.

ويذكر أن إدلب تخضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام"، ("النصرة" سابقاً)، وتتعرض بشكل متكرر لقصف جوي روسي يستهدف المدنيين، وأدى إلى مقتل وجرح المئات، وتتذرع روسيا إعلامياً بمحاربة الإرهاب هناك.

وبحسب المصادر، يتحدر معظم عناصر فصيل "قوات الشمال الديمقراطي" من محافظة إدلب، وكان سابقاً من فصائل "الجيش السوري الحر"، قبل دخوله في نزاعات مع "جبهة النصرة" و"داعش"، والتحاقه بمليشيا "قسد" عند تأسيسها ودخوله المعارك تحت رايتها ضد تنظيم "داعش". ويُعدّ الفصيل من الرافضين للتدخل التركي في الشمال السوري.

وترى المصادر أن الحديث قد يكون رسالة لأميركا بعدم تعاون "قسد" مع "هيئة تحرير الشام"، خاصة بعد صدور تقارير تفيد باتجاه الهيئة إلى التعاون اقتصادياً مع "قسد"، ثم الذهاب أكثر في التعاون الأمني والسياسي.

وكان "موقع تلفزيون سوريا" قد نقل سابقاً عن مصادر تأكيدها أن "هيئة تحرير الشام" استضافت خلال الأشهر الماضية عدة وفود آتية من الحسكة، وهي عبارة عن قيادات أمنية في "قسد"، بالإضافة إلى تجار متعاونين معها.

وتأتي الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأميركي السابق في وقت تواصل فيه واشنطن دعمها العسكري لمليشيات "قسد" تحت راية التحالف الدولي ضد "داعش"، كما تعزز القوات الأميركية قواعدها في المنطقة، وكان آخرها دخول رتل يحمل مساعدات وتعزيزات قبل يومين، وصلت إلى قاعدة التحالف الدولي في تل بيدر بريف الحسكة.

وفي الشأن، قال المتحدث باسم "قوات الشمال الديمقراطي" محمود حبيب في حديث مع "العربي الجديد"، إنهم في الحقيقة لم يوجهوا رسالة بخصوص "تشكيل تحالف دولي لتحرير إدلب"، لأن القضية غير متاحة حالياً كطرح عسكري، مضيفاً: "لدينا مشكلتان مهمتان جداً، دائماً ما نطرحهما عند كل لقاء، وهما مشكلة نازحي إدلب الفارين من الفصائل الإسلامية، حيث إن هناك 60 بالمائة من سكان المدينة وريفها نازحون خارجها".

أمّا المشكلة الثانية التي تتم مناقشتها، وفق المتحدث، فهي مشكلة التغيير الديموغرافي، حيث تقوم الفصائل الإسلامية بتوطين أشخاص غير سوريين في إدلب، وخصوصاً "جبهة النصرة"، مشيراً إلى أن هذه المواضيع تُطرح مع كل الوفود الدولية التي تزور المنطقة، وهي أمور متعلقة بالجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، وتهدد النسيج الوطني السوري والديموغرافيا السورية.

وأوضح أن هذا الموضوع طُرح أخيراً على وزير الدفاع الأميركي السابق خلال زيارته، ويأتي بهدف إعادة النازحين إلى مناطقهم، لافتاً إلى أنه كان هناك حوار ونقاش، والوفد الأميركي ينقل تصوراته لإدارته.

ويذكر أن بعض مناطق "الإدارة الذاتية" متداخلة السيطرة مع النظام السوري في الحسكة، وحلب، والرقة، وتتهم فصائل المعارضة المدعومة من تركيا "قسد"، التي تقود الإدارة عسكرياً، بممارسة انتهاكات بحق المدنيين، ما يؤدي إلى إحداث تغيير ديموغرافي في مناطق سيطرتها.

المساهمون