فرنسيون في الجيش الإسرائيلي

فرنسيون في الجيش الإسرائيلي

15 نوفمبر 2023
جنود إسرائيليون على مداخل غزة، الأحد (مناحيم كاهانا/ فرانس برس)
+ الخط -

لم تكد تمضي ساعات على "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حتى انبرت فرنسا لاتخاذ موقف منحاز لإسرائيل ترافق مع تصريحات لمسؤولين فيها تؤكد وجود عدد من القتلى الفرنسيين جراء العملية، قبل أن يتضح لاحقاً أنهم في معظمهم من مزدوجي الجنسية، أي يمتلكون الجنسية الفرنسية إلى جانب الإسرائيلية.

وفيما تتعمد فرنسا إلى اليوم تغييب هذه المعلومة، سواء عند الحديث عن قتلى أو مفقودين أو محتجزين، فإن عودة إلى أرشيف الصحف الفرنسية يظهر أن هذه الظاهرة كانت موضع تناول في السنوات السابقة، خصوصاً أن الحديث عن آلاف وأنهم يخدمون في جيش الاحتلال.

4185 جندياً يحملون الجنسية الفرنسية

ووفقاً لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، في عددها الصادر في 19 يوليو/ تموز 2018، فإن الفرنسيين يشكلون ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي القوى العاملة في الجيش الإسرائيلي. حتى إن هذا الرقم قد "يكون أقل من الواقع" وفق الصحيفة، التي استندت في تقديرها إلى قول متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تلك الفترة لها إن "4185 جندياً في الخدمة النظامية يحملون الجنسية الفرنسية".

يشكّل الفرنسيون نحو 2% من الجيش الإسرائيلي
 

مع ذلك، فإن وزارة الخارجية الفرنسية أوضحت أنها "لا تملك معلومات عن عدد الفرنسيين في الجيش الإسرائيلي". أما السفارتان الفرنسية في إسرائيل والإسرائيلية في فرنسا فقد أكّدتا مراراً أنهما لا تمتلكان أرقاماً حول عدد الفرنسيين العاملين في جيش الاحتلال.

وذكرت "ليبراسيون" في حينه أن الجيش الإسرائيلي يحسب فقط الأشخاص الذين جاهروا بامتلاكهم الجنسية الفرنسية، ما يعني أن العدد قد يكون أكبر. وبذلك يحتل الفرنسيون المرتبة الثانية في عدد حملة الجنسيات المزدوجة في الجيش الإسرائيلي بعد الأميركيين.

مع العلم أن صحيفة "يو أس توداي" الأميركية كشفت في تقرير لها أنّه "ليس من الواضح عدد الأميركيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي"، معللة ذلك بـ"رفض الجيش ووزارتي الخارجية والداخلية، ومكتب رئيس الوزراء في إسرائيل، الإفصاح عن هذه المعلومة".

وفي عام 2014 نُشر مقال بعنوان "الجيش الإسرائيلي يتحدّث الفرنسية"، في إطار حملة تجنيد في باريس، طاولت الفرنسيين اليهود. ونجحت الحملة نسبياً. وفي السياق، جمعت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، بالتزامن مع مرور نحو شهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شهادات لفرنسيين انضموا إلى الجيش الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر.

شهادتان وأسباب

سامويل (لم يتم الكشف عن باقي هويته) أحد هؤلاء. وقال في حديثٍ مع الصحيفة: "قررت المجيء إلى إسرائيل لأداء خدمتي العسكرية قبل الحرب، لكن السياق الحالي هو دافع إضافي. أريد أن أساعد بلدي، أريد أن أساعد شعبي، هذا مهم بالنسبة لي. أعلم أنني لن أقاتل على الفور، لكن على الأقل سأكون قادراً على المساعدة".

وأبدى سامويل "أمله في الانضمام إلى سلاح المشاة، مثل والدي... أنا يهودي، إسرائيل هي أرضنا، إنها مكاننا الوحيد وسأدافع عنه حتى النهاية". ولم يكن سامويل بمفرده يومها حين حطت طائرته في مطار بن غوريون (اللد)، في أواخر أكتوبر الماضي، بل رافقه "50 شاباً فرنسياً... رغم أن البعض تراجع في اللحظة الأخيرة بسبب الحرب، لكن معظمهم متحمسون مثلي".

يحتل الفرنسيون المرتبة الثانية في عدد حملة الجنسيات المزدوجة في الجيش الإسرائيلي بعد الأميركيين

 

كما نشرت الصحيفة شهادة أخرى لمقاتل يدعى إيثان (لم يتم الكشف عن باقي هويته)، الذي بات رقيباً في إحدى فرق النخبة في جيش الاحتلال. وحول كيفية ترقّيه في صفوف الجيش، قال لـ"جورنال دو ديمانش": "لقد كان فهم حقيقة أنني يهودي وأنه عليّ الرد على الأعمال المعادية للسامية التي مررت بها في فرنسا، دافعاً لي".

وأضاف: "وصلت إلى إسرائيل قبل ثلاث سنوات من دون أي تدريب عسكري... الآن بدأت بعد 7 أكتوبر بالقتال أولاً في غزة قبل نقلي إلى الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية". تُظهر المعطيات والشهادات مدى انخراط الفرنسيين في جيش الاحتلال، الأمر الذي يصرّ المسؤولين في فرنسا على تجاهله.

فقد ذكرت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، أول من أمس الاثنين، أن عدد القتلى الفرنسيين في هجمات "حماس" في إسرائيل ارتفع إلى 40 قتيلاً. وأضافت في حديثٍ لراديو "فرانس إنتر" أن هناك ثمانية مواطنين فرنسيين ما زالوا في عداد المفقودين، ويعتقد أن بعضهم رهائن، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان الأسبوع الماضي، أنه "نبذل قصارى جهدنا للإفراج عنهم. نحن على تواصل دائم مع كل عائلات مواطنينا المفقودين أو المحتجزين رهائن". كما انصب جهد السفارة الفرنسية في تل أبيب على "إجلاء الرعايا الفرنسيين من غزة".

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون