عمليات عسكرية متقطعة على جبهة جنوبي لبنان

عمليات عسكرية متقطعة على جبهة جنوبي لبنان

12 ابريل 2024
هدوء نسبي في البلدات الحدودية جنوبي لبنان (حسن فنيش/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال عيد الفطر، شهدت القرى الحدودية جنوبي لبنان تراجعاً في العمليات العسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مما سمح للنازحين بالعودة مؤقتاً لمنازلهم رغم القصف المتقطع.
- النائب حسين جشي من حزب الله ينفي أي علاقة بين الهدوء النسبي ومفاوضات الهدنة، مؤكداً استعداد المقاومة لأي تصعيد محتمل وانتقاده للجهود الدولية كمضيعة للوقت.
- الوضع في القرى الحدودية يظل متوتراً وغير مستقر، مع ترقب السكان لتطورات الوضع وأملهم في وقف نهائي لإطلاق النار، بينما تستمر المقاومة في تأكيد جاهزيتها لمواجهة كافة السيناريوهات.

تشهد القرى الحدودية، جنوبي لبنان، منذ أول أيام عيد الفطر تراجعاً في وتيرة تصعيد العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي دفعت بعض النازحين إلى تفقّد منازلهم وممتلكاتهم وقضاء العيد في أرضهم، متحدّين جميع المخاطر المستمرّة على وقع تواصل القصف الإسرائيلي المتقطّع على عددٍ من البلدات، والذي نجا منه، اليوم الجمعة، فريق عمل قناة "الميادين".

ويقول عضو كتلة حزب الله البرلمانية (الوفاء للمقاومة)، النائب حسين جشي، لـ"العربي الجديد": "الجو شبه الهادئ الذي نشهده في الأيام الماضية مرتبطٌ بالميدان، ولا علاقة له بمفاوضات الهدنة في غزة، ولا بترقب الردّ الإيراني على استهداف الاحتلال قنصليته في دمشق".

ويضيف جشي: "نلاحظ عادة عندما يكون الميدان قاسياً في غزة، يحصل تصعيد على جبهة لبنان، من هنا القول بأنّ الموضوع مرتبطٌ بالميدان فقط، ويمكن بأي لحظة أيضاً أن يتجدّد التصعيد، فنحن نتعامل مع عدو لا حدود لوحشيته".

ويشير النائب عن حزب الله إلى أنّ "الناس استفادوا من الجو شبه الهادئ في البلدات الحدودية لتفقد ممتلكاتهم وأداء الصلاة في المساجد، وزيارة أضرحة الأموات والشهداء، والأهالي والسكان لا يفوّتون زيارة قراهم في فترة العيد رغم التحديات، فهذا روتينيٌّ بالنسبة إليهم".

من ناحية ثانية، يعتبر جشي أنّ "كلّ الحراك الدولي لإيجاد حلّ دبلوماسي للتهدئة في لبنان هو مضيعة للوقت، فالموضوع محسومٌ بالنسبة إلى المقاومة، إذ لا كلام قبل وقف نهائي لإطلاق النار في غزة، والجبهة ستبقى نصرة لغزة ومساندة لها".

كما يلفت جشي إلى أنّ "سيناريو توسّع الحرب لا يزال قائماً والمقاومة جاهزة لكل الاحتمالات وبأي وقتٍ، وهي تعمل من موقع ردة الفعل وحماية أهلنا في الجنوب ونصرة غزة، وبالتالي فإذا أراد الإسرائيلي التوسّع، نحن جاهزون".

وفي الأثناء، أفادت قناة الميادين، صباح اليوم الجمعة، بأنّ "قوات الاحتلال أطلقت النار باتجاه الطريق في العديسة، جنوبي لبنان، أثناء مرور فريقها، ما أدى إلى إصابة السيارة بالرصاص من دون وقوع إصابات".

كما أفادت وسائل إعلام تابعة لحزب الله بنجاة المعتمد في صيانة الكهرباء من قبل "شركة مراد" في قضاء مرجعيون محمود الأحمد بعد إصابة سيارته بأكثر من 10 رصاصات أطلقها العدو من مستعمرة "مسكاف عام" أثناء انتقاله إلى المدخل الشرقي لبلدة العديسة لصيانة الكهرباء في مشروع مياه الطيبة.

وعلى الرغم من التحليق المستمرّ لطيران الاحتلال الإسرائيلي وخرقه جدار الصوت في أجواء العديد من المدن الجنوبية وتنفيذه سلسلة غارات على أطراف بلدات عدة، أبرزها الضهيرة، ومروحين، ويارين، وميس الجبل، والخيام، والجبين، وطيرحرفا، في اليومين الماضيين، إلّا أنّ الكثير من أهالي القرى الحدودية توجّهوا إلى بلداتهم لتفقد ممتلكاتهم وأداء صلوات العيد وزيارة أضرحة الشهداء.

ومن جانب حزب الله، بلغ عدد عملياته العسكرية، يومي الأربعاء والخميس، خمس عمليات، استهدفت مواقع وثكنات للعدو الإسرائيلي، منها السمّاقة، وبيّاض بليدا، والرمثا، وثكنة زبدين، التي أعلن عن تحقيق إصابات مباشرة فيها.

في الإطار، يقول رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري لـ"العربي الجديد"، إنّ التوترات "خفّت" منذ أول أيام العيد، ولم نشهد تصاعداً في وتيرة القصف الإسرائيلي مقارنة بالأيام الماضية، وقد تكون لذلك علاقة بالتطورات الحاصلة في المنطقة، لكن من جهتنا نبقى على ترقّب، ونأمل بأن نصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار.

ويشير القادري إلى أنّ "الوضع في كفرشوبا ليس مطمئناً ولا مريحاً، فالبلدة التي يقدر عدد سكانها بحوالي 10 آلاف نسمة باتت خالية من السكان، باستثناء بعض التجمّعات العائلية، منها مثلاً 60 عائلة في كفرشوبا، و15 في حلتا وجوارها، إذ إضافة إلى استمرار القصف من قبل جيش الاحتلال، لا مقومات للعيش، ولا مساعدات تصل إلى الناس ولا التفات إليهم"، لافتاً إلى أنّ "هناك بعض العائلات توجّهت إلى البلدة لقضاء العيد، لكنها عادت إلى الأماكن التي نزحت إليها".

من جهته، يقول رئيس بلدية شبعا محمد صعب لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك تراجعاً خفيفاً في وتيرة التصعيد، والوضع مقبول ولكنه حذر في البلدة، باعتبار أن القصف يطاول أطرافها، بعكس بلدات أخرى يستهدف وسطها وقلبها"، مشيراً إلى أنّ "الأضرار في البلدة كبيرة لكن لا دمار على صعيد المنازل، والنازحون من شبعا معدودون، والناس لا يزالون صامدين في بيوتهم وأرضهم رغم الظروف الصعبة وخسارة أعمالهم والقصف المستمرّ، علماً أن الإجرام الإسرائيلي لا يمكن توقع متى يطاول قلب البلدة ومنازلها".

أما رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهدوء حذر، وتوجّه عددٌ من النازحين إلى البلدة لقضاء العيد، لكنهم يعودون أدراجهم في ساعات بعد الظهر، حيث تعود البلدة لتصبح مدينة أشباح، لأن العدو غاشم ويمكن بأي لحظة أن يوجه ضرباته نحو المدنيين".

ويلفت عواضة إلى أنه بعد المجزرة الأخيرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين، نزح العديد من الأهالي، بحيث كانت نسبة السكان الباقين فيها سابقاً تصل إلى 40 في المائة وقد باتت اليوم لا تتخطى الـ15 في المائة، علماً أن العديد من المنازل دُمّرت بالكامل ولم تعد قابلة للسكن.

المساهمون