عائلات المحتجزين الإسرائيليين تتهم مكتب نتنياهو بالتسريبات حول قطر

عائلات المحتجزين الإسرائيليين تتهم مكتب نتنياهو بتسريب التسجيلات حول قطر: أوقفوا هذا الجنون

25 يناير 2024
عائلات المحتجزين طالبت مرات عديدة باستقالة نتنياهو (Getty)
+ الخط -

اتهمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتسريب التسجيلات التي نشرتها القناة 12 العبرية، ليل الثلاثاء، وسُمع فيها نتنياهو يتحدث إلى ممثلي العائلات عن قضية المحتجزين ويحرّض على دولة قطر، رغم الوساطة التي تقوم بها بين إسرائيل وحركة حماس في محاولة للتوصل إلى صفقة جديدة بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

جاء ذلك في بيان عممه ائتلاف عائلات المحتجزين على وسائل الإعلام، اليوم الخميس، أشار إلى أنّ "جميع المكالمات في اللقاءات مع رئيس الحكومة يتم تسجيلها من قبل مكتبه والمقرّبين منه المشاركين فيها"، مضيفاً أنه "تم أخذ هواتف العائلات المشاركة في اللقاء قبل دخولها (إلى قاعة الاجتماع)".

وقال البيان إنّ "القرار بشأن تسريب معلومات تتعلق بالصفقة والوسطاء فيها، هو قرار ديوان رئيس الحكومة".

وانتقدت العائلات سماح الرقابة العسكرية للقناة بنشر التسجيلات التي حصلت عليها، قائلة من خلال بيانها: "حقيقة منح الرقابة موافقتها على نشر الأقوال سابقة خطيرة وتدل على فقدان التفكير السليم. من واجب المجلس الوزاري (الكابنيت) منع أي أزمة يمكنها تشكيل خطورة على حياة المحتجزين".

وتابع البيان: "اختيار عدم ممارسة رقابة وتشكيل خطورة على حياة المخطوفين بعد التخلي عنهم في 7 أكتوبر (تشرين الأول) هو جريمة. نطالب الكابنيت بوقف هذا الجنون والعمل على نحو مسؤول من أجل إنقاذ حياة 136 إسرائيلياً تم التخلي عنهم ثم خطفوا، والآن تدار ضدهم حملة منظّمة تهدف إلى أمر واحد، وهو إضفاء الشرعية على التخلّي عن المخطوفين الموجودين لدى حماس".

وفي وقت لاحق، عقّب مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على اتهامه بتسريب التسجيلات. وادعى أنه "خلافاً لما نُشر، لم يتم التشاور بين مكتب رئيس الوزراء والرقابة قبل نشر تسجيلات لقاء رئيس الوزراء مع ممثلي أهالي المختطفين، ولم يوافق ديوان رئيس الوزراء على النشر". وأضاف: "لا يقف مكتب رئيس الوزراء وراء التسجيلات، كما لم يوافق عليها أو يوزعها، وأي ادعاء آخر غير صحيح".

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد كشفت تسجيلات لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال جلسته مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، يُسمع فيها تحريضه على دولة قطر، واصفاً إياها بأنها "إشكالية أكثر من الأمم المتحدة والصليب الأحمر"، كما أعرب في الجلسة ذاتها عن خيبة أمله من الإدارة الأميركية، "لأنها لا تمارس ضغطاً كافياً على دولة قطر"، حسب ما قال.

وذكرت القناة أن نتنياهو وجّه انتقادات لدولة قطر، التي تتوسط في صفقة المحتجزين، وأوضح لعائلات المحتجزين الإسرائيليين أنه لا يعرب عن شكره لقطر على الملأ، وأنه يعتقد أن بإمكانها ممارسة ضغط أكبر على حركة حماس، مضيفاً "ليست لدي أوهام إزاءهم".

ولعبت دولة قطر دوراً محورياً في جهود الوصول إلى هدنة إنسانية تخفف الأزمة غير المسبوقة في القطاع المحاصر، وأيضاً في الوصول إلى صفقة تبادل أسرى بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

وخلال التسريبات نفسها، أوضح نتنياهو للعائلات لماذا خاب ظنه بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مشيراً إلى القرار الأميركي بتمديد عقد الوجود في قاعدة العديد الجوية في قطر لعشر سنوات أخرى دون إبلاغ إسرائيل بذلك. ويقول نتنياهو في التسجيل: "الضغط لا يكون بهذه الطريقة".

كما تحدث نتنياهو والمسؤولون من حوله، وفق ما أوردته القناة، عن أن دولة قطر تعهدت بوصول الأدوية إلى المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وأنّها ستقدم دليلاً مصوراً على ذلك.

تصريحات نتنياهو لا تذلل العقبات

وجاء على لسان نتنياهو في التسجيل متحدثاً إلى العائلات: "أعتقد أن عليكم مخاطبة قلوب المجتمع الدولي من أجل ممارسة ضغط على من يمكنه ممارسة الضغط. أولاً وقبل كل شيء، العامل الأول هو قطر. الآن، عندما أتحدث عن قطر، لا تسمعونني أشكر قطر. هل لاحظتم؟ أنا لا أشكر قطر. لماذا؟ لأنه بالنسبة لي، قطر لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة، ولا تختلف في جوهرها عن الصليب الأحمر، وبمعنى معيّن هي حتى إشكالية أكثر".

وتابع نتنياهو: "لكنني على استعداد لاستخدام أي جهة في الوقت الحالي تساعدني على إعادتهم (أي المحتجزين) إلى الديار. ليست لدي أي أوهام بشأنهم (أي قطر). إن لديهم نفوذاً (لدى حماس). لماذا لديهم نفوذ؟ لأنهم يموّلونهم".

ومضى قائلاً: "لقد غضبت جداً في الآونة الأخيرة، ولم أخفِ ذلك عن الأميركيين، الذين جددوا العقد الخاص بالقاعدة العسكرية التي لديهم مع قطر. لماذا لم تقولوا؟ أطلب منكم إعادة المختطفين إلينا، هكذا يكون الضغط. لماذا؟ لأن قطر يمكنها ممارسة ضغوط على حماس. أولاً وقبل كل شيء، عليكم الضغط على قطر".

من جانبه، قال السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، الجنرال آفي غيل، في الاجتماع: "من المفترض أن نتلقى عبر القطريين نوعاً من التأكيد، بطريقة أو بأخرى، بأنهم (المحتجزين) حصلوا على الأدوية. أقول هذا بحذر، هذا ما يقولونه هم (القطريون)".

في المقابل، أعربت قطر، أمس الأربعاء، عن استنكارها الشديد للتصريحات المنسوبة لنتنياهو حول الوساطة القطرية، مشيرة إلى أنه في حال ثبتت صحتها فهي "غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، ولكنها ليست مفاجئة".

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان: "منذ شهور، وبعد وساطة ناجحة في العام الماضي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة، انخرطت قطر في حوار مستمر مع كافة الأطراف بما في ذلك الطرف الإسرائيلي، في محاولة لوضع إطار لاتفاق جديد للرهائن وضمان دخول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى قطاع غزة".

وأكد أن تصريحات نتنياهو إذا ثبتت صحتها فهي تعرقل وتقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلاً من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليون، وتابع: "بدلاً من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".

المساهمون