عائلات الأسرى الفلسطينيين الفارين من "جلبوع"... فرح وقلق وترقب

08 سبتمبر 2021
تتابع العائلات بقلق أخبار أبنائها (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -

يساور القلق والترقب أهالي الفلسطينيين الستة الذين فروا فجر الإثنين من أحد السجون الإسرائيلية، حول مصير أبنائهم، بعد العملية التي دفعت الدولة العبرية إلى تنفيذ عملية مطاردة واسعة لهم. وكان الستة معتقلين أمنيين في سجن جلبوع شمال الأراضي المحتلة، حيث يقضي أربعة منهم أحكاماً بالسجن مدى الحياة، بينما اثنان موقوفان إلى حين النطق بالحكم، ونُسِبت للستة تهم تتعلق بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وفرّ الستة عبر حفرة أحدثوها أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات في سجن جلبوع، أفضت بهم إلى مخرج نفق صغير اكتشفه عناصر الشرطة والحراس في وقت لاحق صباح الإثنين. والأسرى هم: محمود عبد الله عارضة، وزكريا زبيدي، ومحمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قادري (غوادرة)، وأيهم نايف كممجي، ومناضل يعقوب انفيعات، وجميع الأسرى من محافظة جنين. وزكريا الزبيدي هو القائد السابق في "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح"، بينما ينتمي الخمسة الآخرون إلى حركة "الجهاد الإسلامي".

وفي منزل عائلة الزبيدي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، تسمّر إخوة زكريا وهم يحتسون القهوة وينفثون السجائر، وأقاربه أمام شاشة التلفاز يتابعون الأخبار. وقال عمه جمال الزبيدي: "سمعنا بالخبر من وسائل التواصل الاجتماعي وفيسبوك". وأضاف لـ"فرانس برس": "كنا فرحين جداً. فرح مع قلق حول مصير زكريا والشبان الذين معه"، وتابع: "لكن الحمدلله حتى الآن الأخبار جيدة". وأعيد اعتقال الزبيدي (46 عاماً) في العام 2019، بعدما قالت إسرائيل إنه أخلّ باتفاق تعهد به في العام 2007، يقضي بتخليه عن سلاحه مقابل موافقة دولة الاحتلال على شطب اسمه من قائمة النشطاء المطلوبين لديها.

وادعى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي أنّ الزبيدي الذي برز دوره خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ما بين عامي 2000 و2005، انتهك الاتفاق وكان ضالعاً في هجمات عدة بالرصاص ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2018 ويناير/كانون الثاني 2019. واتهم الزبيدي بالشروع في قتل محافظ جنين قدورة موسى الذين قضى بنوبة قلبية، قبل أن تمنحه محكمة بداية رام الله حكماً بالبراءة.

"صدمة"

وفي قرية كفر دان شمال غربي جنين، كان الشبان ينقلون إطاراً كبيراً باللون الذهبي عُلّقت صورة أيهم كمنجي (35 عاماً) داخله. وقال والده فؤاد كمنجي لـ"فرانس برس": "تلقينا الخبر بالأمس الساعة السابعة صباحاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون". وأضاف الأب: "شكّل الخبر صدمة لنا، آمل من رب العالمين أن يبقيه حياً ويمدّ في عمره ويتنسم الحرية مع كل الشباب". وبحسب الأب "استدعونا (الجانب الإسرائيلي) لمقابلة وسألونا ماذا دار من حديث بيني وبينه (أيهم) في آخر زيارة".

واعتقل الكمنجي في العام 2006، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة اختطاف وقتل المستوطن الإسرائيلي إلياهو أشيري. وبحسب حركة "الجهاد الإسلامي" التي ينتمي إليها كمنجي، فإنه عانى من مرض في البطن والأمعاء، وتعرض لـ"الإهمال الطبي" من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية. ولم يلاحظ مراسل "فرانس برس" نشاطاً أمنياً إسرائيلياً الثلاثاء في جنين، لكن العائلات تترقب أي خبر عن الستة الفارين.

(فرانس برس، العربي الجديد)