طهران تعمل لاحتواء تبعات "ردّ محدود" على إسرائيل

طهران تعمل لاحتواء تبعات "ردّ محدود" على إسرائيل

12 ابريل 2024
أبلغ عبد اللهيان نظيرته الألمانية في مكالمة استمرت 90 دقيقة عزم بلاده على الرد (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أعلن عن نية إيران الرد بطريقة "مناسبة" على القصف الإسرائيلي لمبنى قنصليتها في دمشق، في اتصال استمر 90 دقيقة مع نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، بناءً على طلب من الولايات المتحدة التي تخشى من تصعيد إقليمي.
- عبد اللهيان أجرى مكالمات مع نظرائه من السعودية، الإمارات، وقطر لمناقشة التوترات الإقليمية، بعد تواصل بريت ماكغورك من البيت الأبيض مع وزراء خارجية عرب لنقل رسالة إلى إيران حول وقف التصعيد، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن استعداده لأي ضربة.
- إيران نقلت إلى واشنطن رسالة تفيد بأن ردها سيكون محدودًا لتجنب تصعيد كبير، مطالبة بضمانات بعدم تدخل الولايات المتحدة في حال نفذت طهران هجومًا منضبطًا على إسرائيل، وهو ما رفضته واشنطن مع تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن على التزام بلاده بأمن إسرائيل.

أجرت بيربوك مكالمة مع عبد اللهيان بطلب من واشنطن استمرت 90 دقيقة

مصادر: إيران أبلغت واشنطن أنها سترد على نحو يستهدف تجنب التصعيد

الضربات على الأرجح ستدفع نتنياهو للرد

أبلغ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، إن بلاده عازمة على الرد على القصف الإسرائيلي لمبنى قنصليّتها في دمشق الأسبوع الماضي، لكنها ستفعل ذلك بطريقة "مناسبة" ومحدودة، بحسب ما نقله موقع أكسيوس الأميركي عن مصدر مطلع، قال إن الوزيرة الألمانية أجرت اتصالاً هاتفياً استمر 90 دقيقة مع عبد اللهيان بناء على طلب من واشنطن التي تشعر بقلق بالغ من أن الهجوم الإيراني يمكن أن يؤدّي إلى تصعيد إقليمي. وأفاد المصدر بأن بيربوك نقلت رسالة من الولايات المتحدة تحذّر أمير عبد اللهيان من التقليل من نطاق الرد الإسرائيلي على أي هجوم ضد تل أبيب من الأراضي الإيرانية.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن عبد اللهيان أبلغ نظيرته الألمانية بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي واتفاقية فيينا بهجومها، وأن "الدفاع المشروع عن النفس بهدف معاقبة المعتدي ضروري". وجاء في بيان لوزارة الخارجية الألمانية: "تجنّب مزيد من التصعيد الإقليمي يجب أن يكون في مصلحة الجميع. ونحن نحثّ جميع الجهات الفاعلة في المنطقة على التصرّف بمسؤولية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وفي وقت سابق الخميس، قالت الخارجية الإيرانية إن عبد اللهيان تحدّث، الخميس، إلى نظرائه من السعودية والإمارات وقطر لمناقشة التوترات الإقليمية. ونقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع قوله إن هذه المكالمات جرت بعدما اتصل منسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض، بريت ماكغورك، بوزراء خارجية عرب وطلب منهم نقل رسالة إلى إيران حول الحاجة إلى وقف التصعيد.

من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه مستعد تمامًا لضربة قادمة، وهو في حالة تأهب قصوى و"مستعد للغاية لمختلف السيناريوهات". وقال الناطق بلسان الجيش دانيال هغاري: "نحن مستعدون للهجوم والدفاع باستخدام مجموعة متنوعة من القدرات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، ومستعدون أيضًا مع شركائنا الاستراتيجيين".

إلى ذلك، قالت مصادر إيرانية لوكالة رويترز، الخميس، إن طهران نقلت إلى واشنطن أنها ستردّ على الهجوم الإسرائيلي على نحو يهدف إلى تجنّب تصعيد كبير، ولن تتعجّل، وذلك في وقت تضغط إيران لتحقيق مطالب تتضمن إحلال هدنة في غزّة. وحسب المصادر، نقل عبد اللهيان هذه الرسالة إلى واشنطن في أثناء زيارته يوم الأحد مسقط التي كثيرا ما توسّطت بين طهران وواشنطن.

وأحجم متحدّث باسم البيت الأبيض عن التعليق بشأن أي رسائل من طهران، لكنه قال إن الولايات المتحدة نقلت إلى إيران أنها لم تشارك في الهجوم على السفارة. وقال مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أميركية لـ"رويترز"، إن لا علم له بالرسالة المنقولة عبر سلطنة عُمان، وذكر أن إيران "كانت واضحة جدا" أن ردّها على الهجوم على مجمّع سفارتها في دمشق سيكون "منضبطا" و"غير تصعيدي" ويشمل خططا "باستخدام وكلاء في المنطقة لشنّ عدة هجمات على إسرائيل".

ولم يستبعد أحد المصادر الإيرانية احتمال مهاجمة أعضاء من محور المقاومة المدعوم من إيران إسرائيل في أي لحظة، وهو خيارٌ أشار إليه محللون باعتباره إحدى الوسائل المحتملة للرد، وفقاً لـ"رويترز". وقالت المصادر إن أمير عبد اللهيان أشار في اجتماعاته في مسقط إلى استعداد بلاده لتقليص التصعيد، بشرط تلبية مطالب تتضمّن وقفا دائما لإطلاق النار في غزّة.

وذكرت المصادر أن إيران تسعى أيضا إلى إحياء محادثات مع واشنطن برنامجها النووي، والتي توقفت منذ نحو عامين بعدما تبادل الجانبان اتهاماتٍ بتقديم مطالب غير معقولة. وأضافت المصادر أن طهران طلبت أيضا ضمانات بألا تتدخّل الولايات المتحدة إذا نفذت إيران "هجوما منضبطا" على إسرائيل، وهو مطلب رفضته واشنطن في ردّها عبر عُمان. وقال المصدر المطلع على معلومات استخباراتية أميركية إن الضربات الانتقامية الإيرانية ستكون "غير تصعيدية" تجاه الولايات المتحدة، لأن الإيرانيين "لا يريدون أن تتدخّل الولايات المتحدة"، وإنهم لن يوجّهوا الفصائل التابعة لهم في سورية والعراق لاستهداف القوات الأميركية في البلدين. وأضاف المصدر إن الضربات الموجّهة من إيران إلى إسرائيل ستدفع، على الأرجح، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرد.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، إن إيران تهدّد بشن "هجوم كبير في إسرائيل"، وإنه أبلغ نتنياهو بأن "لا شك في التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها". وقالت تل أبيب إنها ستردّ على أي هجوم من إيران.

المساهمون