ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن المناورات البحرية التي بدأتها إسرائيل، أمس الخميس، مع كلّ من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والولايات المتحدة في البحر الأحمر، "تهدف لتعزيز أمن الملاحة ضد إيران".
ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى في سلاح البحرية الإسرائيلية، قوله إنّ هدف هذه المناورات هو تعزيز أمن الملاحة البحرية في الخليج مقابل إيران. وأضاف أنه "في الوقت الذي تحظى فيه إيران وتتمتع في الجبهات الأخرى بقوات مليشيات موالية لها، فإنّ قوتها البحرية في الخليج مستقلة، ولذلك ينبغي إبعادها".
ووفق الضابط الإسرائيلي، فإنّ المناورات "تعكس تعاوناً مهماً بين الدول المشاركة، لم يكن له مثيل في السابق"، قائلاً إنه "يوجد هنا للمرة الأولى لقاء في البحر، وتبادل خبرات حول طرق وأساليب المناورات البحرية بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة، بهدف توسيع نطاق التعاون، بما يمكّن من "إطالة الذراع" البحرية، ويمنع عمليات إرهابية، ويكرس قوة عالية في الساحة البحرية".
وأضاف أنّ المناورات لن تكون في البحر فقط وإنما أيضاً في الجو، وستشمل محاكاة السيطرة على سفن في عرض البحر.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المناورات العسكرية البحرية المشتركة ستستمر عدة أيام، وستصل خلالها عدة سفن حربية إلى ميناء إيلات، وعلى متنها نحو 500 جندي من قوات "المارينز" الأميركية في الأسطول الأميركي الخامس، الذي يشكل القوة البحرية العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة العاملة في الخليج العربي.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ إيران كانت أعلنت، هذا الأسبوع، بدء مناورات بحرية لجيشها قرب خليج عمان.
من جانبه، أعلن قائد سلاح البحرية الإسرائيلية السابق الجنرال أليعزار مروم، في حديث إذاعي، أمس الخميس، أنّ الإيرانيين يراقبون المناورات، وهم في حالة "ضغط" شديد من هذا اللقاء.
ولفت إلى أنّ هذه المناورات "هي أمر مهم، لأنها أولاً نتيجة لاتفاقيات "أبراهام"، وأكثر من ذلك، فقد كنا على مر السنين تابعين لقيادة القوات الأميركية في أوروبا، وهذا غريب، لأنّ الحرب في أوروبا ليست مهمة لنا. وما يهمنا فعلاً وبشكل كبير هو ما يحدث في الشرق الأوسط"، وفق قوله.
وتابع مروم: "في العام 2008، عاد سلاح البحرية الإسرائيلي للعمل في البحر الأحمر بعد عشر سنوات لم يكن متواجداً فيها هناك، وقد ارتبطنا سراً بالأسطول الأميركي الخامس، وقمنا معهم بعدد غير قليل من الأمور المشتركة".
وأضاف الجنرال الإسرائيلي: "أعتقد اليوم أنّ هذا الحدث، عدا عن أنّ أهميته تكمن في مجرد حدوثه، هو في الواقع حدث استراتيجي على مستوى عالٍ، وله أهمية عظيمة في سياق العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، على حد إقامة تحالف بيننا وبين هذه الدول. الإيرانيون يراقبون ما يحدث، وقد ردّوا فوراً على هذه المناورات، وهو ما يدل على حالة الضغط التي انتابتهم من هذا اللقاء".
وختم الجنرال بالقول إنّ "هذا الحدث تطور له أهمية استراتيجية عظمى من الدرجة الأولى".
وكانت قوات من سلاح الجو الإماراتي، شاركت أخيراً في المناورات الجوية الإسرائيلية الروتينية "علم أزرق"، وقام قائد سلاح الجو الإماراتي خلالها بزيارة إسرائيل وحضور المناورات الجوية المذكورة.