سوناك في أول زيارة رسمية لأميركا: مراجعة كاملة لسياسة الدفاع

سوناك في أول زيارة رسمية للولايات المتحدة: مراجعة كاملة لسياسة الدفاع

13 مارس 2023
تتصدّر الصين أجندة مباحثات سوناك في الولايات المتحدة (Getty)
+ الخط -

يصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى سان دييغو، مساء الأحد، في أول زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ وصوله إلى الزعامة قبل خمسة أشهر.

ومن المقرّر أن يلتقي، اليوم الإثنين، بالرئيس الأميركي جو بايدن، وبالزعيم الأسترالي أنتوني ألبانيز، لإطلاق المرحلة الثانية من برنامج الغواصات النووية والاتفاقية الأمنية الثلاثية أوكوس، والتي تهدف إلى مواجهة ما تعتبره الدول الثلاث تهديداً صينياً في المحيطين الهندي والهادئ. كما سيكشف سوناك النقاب خلال هذه الزيارة عن المراجعة المتكاملة الجديدة للدفاع والسياسة الخارجية، والتي تم تحديثها بعد الغزو الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط العام الماضي.

وكان سوناك قد أطلع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، على المراجعة الجديدة خلال اتصال هاتفي عشية رحلته إلى كاليفورنيا، حيث أعاد التأكيد على بقاء المملكة المتحدة مساهماً رئيسياً في الناتو وشريكاً دولياً موثوقاً به "للدفاع عن قيمنا من أوكرانيا إلى بحار الصين الجنوبية".

وأشار سوناك، وفقاً لمتحدّث باسمه، إلى أهمية التحالفات الدولية للمملكة المتحدة باعتبارها "أكبر مصدر للقوة والأمن"، خاصة وسط "الأزمات العالمية وتداعياتها، حيث أدى الغزو الروسي المروّع على أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء"، مضيفاً: "سنحصّن دفاعاتنا الوطنية من الأمن الاقتصادي إلى سلاسل توريد التكنولوجيا والخبرة الاستخباراتية، لضمان عدم تعرضنا مرة أخرى لأعمال عدوانية".

وستحدّد المراجعة المتكاملة الجديدة عدداً من الإجراءات والأولويات الإضافية، بما فيها إنشاء هيئة وطنية جديدة لأمن الحماية داخل الاستخبارات الداخلية اعتباراً من يوم غد 13 مارس، بما يضمن الوصول الفوري إلى مشورة أمنية متخصصة لمجموعة واسعة من الشركات والمؤسسات في المملكة المتحدة، إضافة إلى إطلاق "مبادرة الردع الاقتصادي" لتعزيز قوة العقوبات البريطانية، بما يضمن إغلاق كافة الطرق أمام منتهكي حقوق الإنسان والمتهرّبين من العقوبات من شريحة المتنفّذين الروس.

وتشمل التحديثات التي أجريت على المراجعة الكاملة، والتي سيعلن عنها وزير الخارجية جيمس كليفرلي، بعد ظهر الإثنين، مضاعفة التمويل لبرنامج "قدرات الصين" على مستوى الحكومة، بما في ذلك الاستثمار في التدريب على لغة الماندرين وخبرات الصين الدبلوماسية وطرح منهج لكلية الأمن القومي لتعزيز قدرات الأمن القومي عبر الحكومة.

يضاف إلى ذلك، إنشاء صندوق أمني متكامل جديد بقيمة مليار جنيه إسترليني ليحل محل صندوق النزاعات والسلامة والأمن الحالي CSSF، لتحقيق الأهداف الأساسية للمراجعة المتكاملة في الداخل وحول العالم، بما في ذلك مجال الأمن الاقتصادي والسيبراني ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان.

كما تتضمن المراجعة الجديدة توفير 20 مليون جنيه إسترليني إضافية لتمويل خدمة "بي بي سي" العالمية، مما يدعم استمرارها في تقديم 42 خدمة لغوية حيوية، بما فيها لغات البلدان التي تستهدفها الدول المعادية عبر ما تقدمه من "معلومات مضللة". إلا أن التهديدات المباشرة التي تتصدّر أولويات المراجعة الجديدة، تتجلّى أولاً وأخيراً بـ"التعامل مع الخطر الأساسي الذي تشكله روسيا على الأمن الأوروبي"، إضافة إلى "حرمان موسكو من أي منفعة من غزوها غير المشروع على أوكرانيا".

ومن المتوقع أن يعلن سوناك عن تقديم 5 مليارات جنيه إسترليني إضافية إلى وزارة الدفاع خلال العامين المقبلين، للمساعدة في تجديد مخزون الذخيرة الحيوية وتعزيزه وتحديث المؤسسة النووية في المملكة المتحدة وتمويل المرحلة الثانية من برنامج "أوكوس". ويأتي ذلك بعد زيادة بلغت 24 مليار جنيه إسترليني في الإنفاق الدفاعي على مدى أربع سنوات منذ عام 2020، وهي أكبر زيادة منذ الحرب الباردة.

ويرى سوناك أن مسألة الاستثمار الدفاعي ضرورية لمواجهة "التحديات في عالم متقلب ومعقّد بشكل متزايد"، لذا سيقرّ زيادة الانفاق الدفاعي إلى 2.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل.

وأوضح "داونينغ ستريت" أن المراجعة الجديدة التي سيطرحها سوناك على الزعيمين الأميركي والأسترالي تتضمّن "نهج المملكة المتحدة تجاه الصين والإجراءات الجديدة التي ستتخذها الحكومة لتعزيز الأمن الاقتصادي والقدرات التكنولوجية في مواجهة التحدي الذي تمثّله الصين والحزب الشيوعي الصيني".

وكان الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية MI6 أليكس يونغر قد حذّر الشهر الماضي من "التهديدات المتزايدة" التي تشكّلها الصين على الأمن العالمي، داعياً بلاده إلى "فرض قيود على الدول المتسامحة التي تتصرّف بشكل غير مقبول".

وجاءت تحذيراته عقب إسقاط الجيش الأميركي منطاد تجسّس زعمت الصين أنه "ضلّ طريقه"، قبل أن يتم إسقاط ثلاثة أجسام أخرى "مجهولة الهوية" في أميركا الشمالية. وإلى جانب مسألة المناطيد و"الأجسام الغريبة"، ثمة العديد من القضايا العالقة بين الولايات المتحدة والصين، بما فيها قضية تايوان وعسكرة بحر الصين الجنوبي ومصدر كوفيد-19 وغيرها.

يُذكر أن أستراليا ستصبح سابع دولة في العالم تمتلك غواصات تعمل بالطاقة النووية بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وروسيا.

المساهمون