ريشي سوناك: لم تتراجع مكانة بريطانيا في المسرح العالمي

ريشي سوناك: لم تتراجع مكانة بريطانيا في المسرح العالمي

22 مايو 2023
في خطابه الأول بعد عودته من "رحلة تاريخية"، بدا سوناك أكثر تفاؤلاً (أسوشييتد برس)
+ الخط -

رفض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وجهة النظر القائلة إن "بريطانيا ونفوذها يتراجعان بطريقة ما عن المسرح العالمي". وقال في كلمة له أمام مجلس العموم إن "حكومة حزب المحافظين أثبتت خلال الأشهر الأخيرة التزامها بأولويات الشعب البريطاني وقدرتها على استثمار نفوذنا للتأثير في أكبر التحديات التي يواجهها العالم".

واعتبر سوناك أن أزمة أوكرانيا هي المثال الأكبر على مكانة بريطانيا في الساحة الدولية، لا سيما بعد الزيارة الثانية التي قام بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، وخطة الدعم الجديدة التي تعهدت الحكومة بتقديمها خلال الأشهر القليلة القادمة، إضافة إلى حزمة عقوبات جديدة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقربين منه.

وتأتي كلمة سوناك اليوم بعد أسبوع حافل بالاجتماعات والاتفاقات التي عقدها على هامش مشاركته في قمّتي مجلس أوروبا في آيسلاندا ودول السبع في اليابان، حيث مثّلت تلك المشاركة الفرصة "التاريخية" الأولى بالنسبة إليه منذ وصوله إلى "داونينغ ستريت" في أكتوبر الماضي، كما أنها تزامنت مع خسارة مدوية مني بها حزبه في الانتخابات المحلية، والتي خسر فيها أكثر من ألف مقعد مقابل تقدم كبير أحرزه حزب العمال المعارض.

وعبّر سوناك في كلمته عن سعادة بالغة كونه أول رئيس وزراء للمملكة المتحدة يزور مدينة هيروشيما، مشيراً إلى أنه سجّل نيابة عن مجلس العموم وعن الشعب البريطاني "حزننا الكبير على الدمار والمعاناة الإنسانية هناك وحرصنا وإصرارنا على عدم استخدام الأسلحة النووية مجدداً". وقال إن الرئيس بوتين "عندما شن حربه ضد أوكرانيا، كان يراهن على أن عزمنا سيتعثر، لكنه كان مخطئاً حينها وهو مخطئ الآن".

واعتبر سوناك أن "الجيش الروسي يخسر في ساحة المعركة" وأن الاقتصاد الروسي ينهار داخلياً بسبب "تشديدنا قبضة العقوبات الخانقة"، لا سيما وأن "صورة قادة مجموعة الدول السبع وهم يقفون جنباً إلى جنب مع الرئيس زيلينسكي في هيروشيما كانت بمثابة رسالة قوية إلى العالم: سنقف إلى جانب أوكرانيا مهما كلّف الأمر ومهما استغرق من الوقت".

وقال: "إلى جانب الجهد الجماعي الضخم الذي بذله "حلفاؤنا" وعلى رأسهم الولايات المتحدة، كانت المملكة المتحدة "في طليعة الدعم الدولي لأوكرانيا"، معبراً عن "فخره" بأن تكون بلده هي أول دولة في العالم "تدرّب القوات الأوكرانية وأول من قدّم أسلحة فتاكة في أوروبا وأول من التزم بإرسال الدبابات". وأعاد الزعيم المحافظ التذكير بالصواريخ بعيدة المدى التي قدّمتها حكومته قبل أيام في سياق تعزيز القدرات الأوكرانية على أعتاب "مرحلة عسكرية جديدة".

يُذكر أن المملكة المتحدة قدّمت العام الماضي 2.3 مليار جنيه إسترليني من المساعدات العسكرية لتكون في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، على أن تماثل هذا الحدّ خلال العام الحالي أو تتجاوزه.

وفي خطابه الأول بعد عودته من "الرحلة التاريخية"، بدا سوناك أكثر تفاؤلاً في الشأن الأوكراني إذ اعتبر أن "كييف لن تربح الحرب فحسب بل ستفوز بسلام عادل ودائم على أساس احترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وسلامة أراضيها وسيادتها".

وفي ما يتعلق بملف العلاقات الشائك مع الصين، قال سوناك إن المملكة المتحدة تتعامل بـ"الحزم" نفسه مع "التحدي الأكبر الذي تمثله الصين على الأمن والازدهار على المدى الطويل في عصرنا"، مشيراً إلى أن قمة الدول السبع أظهرت أن "استجابة المملكة المتحدة في هذا الملف تتماشى تماماً مع حلفائنا".

وكان سوناك قد تعرّض لانتقادات لاذعة من معارضيه ومن بعض أعضاء حزبه بسبب مواقفه "اللينة" من الصين، خاصة بعد أن رفض الأسبوع الماضي الوفاء بتعهداته السابقة بإغلاق 30 معهد كونفوشيوس منتشرة في المملكة المتحدة.

ولم يسهب سوناك في حديثه عن "التهديد" الذي تمثله الصين على "الأمن القومي" مكتفياً بالتأكيد على "أننا نعمل مع الآخرين لتعزيز علاقاتنا الدفاعية عبر المحيطين الهندي والهادئ وتنويع سلاسل التوريد لدينا لمنع الصين من استخدام الإكراه الاقتصادي والتدخل في سيادة الآخرين"، مضيفاً أن "أمننا الاقتصادي لا يتعلق فقط بإدارة مخاطر الصين بل أيضاً بالاستفادة من التحرر الذي وفّره خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" واتّباع سياسة تجارية "طموحة للغاية" تضمنها "وثيقة وندسور" التي تم التوصل إليها قبل شهرين.

كما أعلن سوناك عن "استقدامه" 18 مليار جنيه استرليني من الاستثمارات الجديدة في المملكة المتحدة من الشركات اليابانية، مما سيخلق "فرص عمل جديدة بأجر جيد ويساعد في نمو الاقتصاد".

وكرر سوناك الحديث عن "التصدي للهجرة غير الشرعية" وعن التزام حكومة المحافظين بـ"إيقاف القوارب" لكسر نموذج عمل "العصابات الإجرامية"، معتبراً أن هذا الملف هو جزء من السياستين الداخلية والخارجية اللتين تصبّان "في مصلحة الشعب البريطاني".

المساهمون