روسيا و"طوفان الأقصى": دعوات للتهدئة بلا انحياز واضح

10 أكتوبر 2023
لم تغب تطورات الوضع في الشرق الأوسط عن محادثات لافروف وأبو الغيط (Getty)
+ الخط -

منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي تشنها حركة "حماس" انطلاقا من قطاع غزة، تتابع روسيا تطورات الأزمة عن كثب، داعية طرفي النزاع إلى وقف أعمال القتال، وسط ترقب زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى موسكو في أقرب وقت.

ولم تغب تطورات الوضع في المنطقة عن محادثات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في موسكو أمس الاثنين، إذ دعا عميد الدبلوماسية الروسية، الفلسطينيين والإسرائيليين في ختامها، إلى وقف أعمال القتال أولا، ثم تسوية الملفات المتبقية.

ويلفت الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، إيفان بوتشاروف، إلى أن روسيا لا تنحاز انحيازا صريحاً لأي من طرفي الصراع في المنطقة، مكتفية بحثّهما على وقف استخدام العنف.

ويقول بوتشاروف، في حديث لـ"العربي الجديد": "يتلخص موقف روسيا تقليدياً في عدم الانحياز الكامل لأي طرف في الشرق الأوسط، حيث تكتفي بالحثّ على وقف استخدام العنف والعودة إلى المفاوضات رغم أن عملية السلام الفلسطينية بات تحقيقها يبدو بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلا".

ويقلل بوتشاروف فرص نجاح الوساطة المصرية في وقف الحرب، مضيفاً: "تؤدي مصر تقليدياً دوراً محورياً في عملية التفاوض الفلسطينية الإسرائيلية، ولكن في ظروف تعذر تسوية الوضع بطريقة سلمية، ستقتصر وساطة مصر وغيرها من اللاعبين الإقليميين على تسوية ملفات بعينها مثل تبادل الأسرى".

وكانت مصر قد تقدمت إلى إسرائيل و"حماس" بمقترح تبادل الأسرى والوقف المؤقت لإطلاق النار حتى استكمال عملية التبادل، مركزة جهودها على الإفراج عن النساء والأطفال.

من جهته، لفت مدير البرامج بنادي "فالداي" الدولي للنقاشات، تيموفيه بورداتشوف، إلى أن الأحداث الدراماتيكية الجارية في المنطقة تمكن مقارنة أهميتها لمصير إسرائيل مع الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر/أيلول 2001 أو الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربر الأميركية في ديسمبر/كانون الأول 1941.

وفي مقال بعنوان "مصير إسرائيل يصبح قضية عالمية" نشرته صحيفة "فزغلياد" الإلكترونية الموالية للكرملين، أوضح بورداتشوف أن الحادثتين المذكورتين أسفرتا عن تنام كبير لنشاط قوة تعرضت لهجوم مفاجئ وعزمها النصر على العدو بأي ثمن، ولكن الأهم هو أن هذه الأحداث أدّت إلى تغييرات جوهرية في السياسة العالمية بشكل عام.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ولأن إسرائيل تحولت إلى وجهة لمعارضي الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا منذ أشهرها الأولى في العام الماضي، زاد ذلك من تناول الأحداث الجارية من قبل المدونين الناطقين باللغة الروسية.

وفي مقطع فيديو بعنوان "العدو خلف السياج الأعمى. الحرب في إسرائيل"، سُجل من لندن وحظي بأكثر من مليون مشاهدة، تساءل المدون المعارض الذي فرّ إلى إسرائيل في العام الماضي، مكسيم كاتز، لماذا تمكن من سماهم "الإرهابيين" من إلحاق مثل هذه الخسائر الكبيرة؟

وأقرّ المدون الهارب بأن "الوضع كشف دفعة واحدة مشكلات المنظومة الأمنية الإسرائيلية المتراكمة منذ عقود"، مرجعاً فشل الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بالهجوم إلى إقامة "جدار" على طريق المعلومات، حيث من الصعب التعامل مع "صندوق أسود غير شفاف" لا يعلم الجيش والأجهزة المعنية ماذا يدور بداخله، في إشارة إلى نتائج عزل غزة بطرائق شتى.

المساهمون