رئيس البرلمان: الجزائر مستهدفة بالتطبيع وتبون سيعود قريباً

رئيس البرلمان: الجزائر مستهدفة بالتطبيع وتبون سيعود قريباً

26 نوفمبر 2020
تساؤلات جزائرية مستمرة عن أسباب فتح الإمارات قنصلية في العيون (العربي الجديد)
+ الخط -

مازالت المواقف الرسمية في الجزائر تصدر تباعاً إزاء خطوات اتخذتها دولة الإمارات، سواء بشأن التطبيع مع إسرائيل أو فتح قنصلية لها في مدينة العيون، عاصمة الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو. 

وقال رئيس مجلس الأمة بالإنابة صالح قوجيل، في جلسة كانت مخصصة للمصادقة على مشروعي قانون المالية وتجريم الاختطاف، إن هناك الكثير من التساؤلات عن أسباب فتح قنصلية إماراتية في مدينة العيون، وعلاقة ذلك بالهرولة نحو التطبيع.

وأضاف: "ما المقصود بالهرولة نحو التطبيع؟ وما وراء ذلك؟ ليس المقصود بها فقط الشعب الفلسطيني، ولكن المقصود بها هو المواقف العربية الثورية الحقيقية، ويمكننا أن نتساءل هنا ما الذي دفع الإمارات لفتح قنصلية في العيون، حيث لا يوجد لها أي مواطن هناك"، على حد قوله.

والإمارات أول دولة عربية تفتح قنصلية لها في العيون قبل أن يعلن الأردن عن عزمه القيام بنفس الخطوة. وقد شهد عام 2020 افتتاح دول أفريقية عدة قنصليات في الصحراء، بما في ذلك بمدينة الداخلة.

وحذر قوجيل مما وصفها بـ"حرب إعلامية تُشن على الجزائر، تفرض على المخلصين إدراك خطورتها ومواجهتها كرجل واحد"، مشيراً إلى أن "هناك أبواقاً بصفة خاصة من الخارج يستغلون مرض الرئيس لشن حرب ويفتحون سيناريوهات، ويطعنون في الجيش الجزائري الذي يحافظ على استقرار واستقلال الجزائر، ما دفع الأعداء للطعن فيه مثلما طعنوا في جيش التحرير وفي الثورة المباركة". 

ولفت قوجيل إلى أن الرئيس عبد المجيد تبون "سيعود قريباً إلى الوطن ليواصل مهامه لبناء الجمهورية والجزائر الجديدة وتجسيد 54 التزاما قدمها أمام الجزائريين.  

ويوجد الرئيس تبون في ألمانيا، حيث نقل في  نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لإجراء فحوصات طبية معمقة بتوصية من الطاقم الطبي المشرف عليه، وتلقي العلاج بعدما أُصيب بكورونا، وكان قد مكث قبل ذلك يومين في مستشفى عسكري في العاصمة الجزائرية.

 وأول أمس، قال المستشار الخاص للرئيس الجزائري عبد الحفيظ علاهم إن الرئيس يستجيب بشكل إيجابي للعلاج، مضيفاً أنه "على تواصل مع نجل الرئيس تبون الذي أكد استجابة تبون للخطة العلاجية والتحسن المضطرد لصحته، وهو متفائل جداً بشأن صحة والده”. 

وفي السياق، كشف رئيس مجلس الأمة عن قرب إجراء الانتخابات النيابية والمحلية، بعد تعديل قريب لقانون الانتخابات، لتجديد المؤسسات المنتخبة وحماية المسار الوطني.

وأضاف: "سنضحي لأجل المحافظة على استقلالية القرار الوطني، وعدم رهنه بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الامتناع عن الذهاب إلى المديونية، مشيراً إلى أن الكثير من الأطراف تحسد الجزائر على هذه الوضعية والمواقف"، داعياً كل القوى الوطنية، بما فيها المعارضة إلى تجاوز الخلافات والإشكاليات المرحلية لبناء دولة قوية.

والأسبوع الماضي، قال المستشار الأمني السابق للرئيس الجزائري والمدير الحالي لمعهد الدراسات الاستراتيجية الشاملة (هيئة تابعة للرئاسة) عبد العزيز مجاهد، إن "خطوة الإمارات بفتح قنصلية لها في منطقة العيون أمر غير معقول" مشيراً إلى أن الإمارات أقامت قنصلية في منطقة لا يوجد فيها أي مواطن إماراتي، وربَط الخطوة الإماراتية بموقف الرئيس تبون من التطبيع ووصفه"بالهرولة".

 وكان رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر لأحزاب الإسلامية في الجزائر، عبد الرزاق مقري، قد كتب  تقديرا جاء فيه: "لا يجب أن نعتقد في الجزائر بأنه حين يحط حكام دولة الإمارات رحالهم في المغرب العربي، ويدخلون في مشكلة معقدة بين بلدين شقيقين جارين سيتفقان يوماً ما، بأنهم يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم، فهم أهون وأضعف من أن يقدروا على مواجهة الجزائر، وإنما يفعلون ذلك ضمن مشروع صهيوني مسنود أميركياً وفرنسياً لابتزاز الجزائر وإخضاعها".

المساهمون