خشية فلسطينية من سيطرة الاحتلال على آلاف الدونمات جنوب أريحا

خشية فلسطينية من سيطرة الاحتلال على آلاف الدونمات جنوب أريحا

19 فبراير 2024
مستوطنة فيرد يريحو المقامة على أراضي أريحا (فرانس برس)
+ الخط -

قبل أيام، شرع مستوطنون بتسييج أراضٍ جبلية مطلة على مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، شرق الضفة الغربية، وقريبة من مستوطنتي "فيرد يريحو"، و"مشد يريحو"، في سياق توسيع حدود المستوطنتين لصالح ما يسميه الاحتلال "الحزام الأمني العازل للمستوطنات"، وسط خشية من أن يكون ذلك مقدمة للسيطرة على عشرات الآلاف من الدونمات، وصولاً إلى المناطق الشمالية من القدس.

وتأتي هذه التطورات في وقت حذّرت فيه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية قبل أيام، من شروع الاحتلال بإيجاد مناطق عازلة حول المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية، في تطبيق فعلي لفكرة المناطق العازلة التي اقترحها وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش مطلع العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويقول الناشط صلاح السمهوري من مخيم عقبة جبر لـ"العربي الجديد"، إن المستوطنين شرعوا قبل أيام قليلة بإقامة سياج يمتد على آلاف الدونمات، بالقرب من مستوطنتي "مشهد يريحو" و"فيريد يريحو"، بهدف توسعة المستوطنتين وربطهما ببعضهما، وإقامة منطقة عازلة حولهما، لكن الأهالي متخوفون من أن يكون ذلك مقدمة للسيطرة على عشرات آلاف الدونمات من مخيم عقبة جبر وصولاً إلى مشارف المنطقة الشمالية من القدس.

ومن شأن تسييج تلك الأراضي، بحسب السمهوري، أن يمنع الأهالي من الوصول إليها، وحرمان الرعاة من رعي أغنامهم، في سياق خطة إسرائيلية تستهدف الأغوار الفلسطينية ومنع الرعاة للسيطرة على الأرض، كما تجعل تربية الأغنام أكثر كلفة، بالتزامن مع تكثيف هجمات المستوطنين على الرعاة والمزارعين في الأغوار.

مستوطنة "فيرد يريحو" تحديداً تطبق على مخيم عقبة جبر، ولا تبعد سوى مئات الأمتار عن مقبرة المخيم، وهو ما ضيّق على الأهالي وجعلهم مستهدفين حتى عند دفن موتاهم، وكثيراً ما كانت قوات الاحتلال تقمع الجنازات، وتطلق قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع باتجاه المشيعين، بحسب ما يؤكده الصحافي عادل أبو نعمة في حديث لـ"العربي الجديد".

وأدت الهجمة الاستيطانية على أراضي مخيم عقبة جبر إلى تقليص مساحته، فبعد أن كان المخيم من أكبر مخيمات اللجوء في الضفة الغربية بمساحة تصل نحو ألفي دونم قبل عام 1967، ويقطنه نحو 40 ألف لاجئ، اضطر كثير منهم للنزوح إلى الأردن إثر حرب النكسة، وأصبح المخيم، بحسب أبو نعمة، بمساحة 700 دونم، نتيجة السيطرة الاستيطانية، وإقامة المستوطنات على أراضيه، وأصبح عدد اللاجئين نحو 16 ألف لاجئ.

ويشهد مخيم عقبة جبر اقتحامات شبه يومية، خاصة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتخللها اعتقالات ومواجهات واشتباكات، أسفرت عن استشهاد 11 مواطناً وإصابة واعتقال العشرات.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن سلطات الاحتلال استولت العام الماضي، على 50,524 دونماً ضمن جملة من الأوامر العسكرية، كما درست "اللجان التخطيطية" لسلطات الاحتلال ما مجموعه 173 من المخططات التنظيمية (إقليمية، وهيكلية، وتفصيلية) لتوسعة المستوطنات، واستهدفت هذه المخططات ما مجموعه 17,881 دونماً من أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس.

وقال الهيئة في تقريرها السنوي الذي يرصد اعتداءات الاحتلال والنشاط الاستيطاني، إن المستوطنين أقاموا العام الماضي 18 بؤرة استيطانية جديدة، 8 منها أقيمت بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وجرت شرعنة 6 بؤر استيطانية.

ويبلغ عدد المستوطنين في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس، حتى نهاية عام 2023، ما مجموعه 740 ألف مستوطن، موزعين على 180 مستوطنة، و194 بؤرة استيطانية، منها 93 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.

المساهمون