خاص| تفاصيل اتصالات مصرية بإيران وإسرائيل سبقت رد طهران

خاص| تفاصيل اتصالات مصرية بإيران وإسرائيل سبقت رد طهران

14 ابريل 2024
إيرانيون وسط طهران يحتفون بالهجوم على إسرائيل (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مصر تجري اتصالات مع طهران وتل أبيب للحفاظ على الأمن الإقليمي، مؤكدة عدم مشاركتها في استهداف المسيرات الإيرانية وتحذر إسرائيل من استهداف أهداف إيرانية في الأجواء المصرية لتجنب الأضرار على قطاع السياحة والأمن القومي.
- رفضت مصر طلبًا أمريكيًا بالمشاركة في استهداف الصواريخ والمسيرات الإيرانية، معززة سياسة الحياد وعدم التدخل، في ظل تحسن العلاقات مع طهران والتنسيق في ملفات مثل أزمة الملاحة بالبحر الأحمر والوضع في غزة.
- تعبر مصر عن قلقها من توسع الصراع في المنطقة، داعية إلى ضبط النفس لتجنب التصعيد والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على أهمية دورها في التوسط للحفاظ على السلام ومواجهة التحديات الاقتصادية المحتملة.

رفضت مصر طلب واشنطن باستهداف الصواريخ والمسيّرات الإيرانية

أبلغت طهران القاهرة بأوقات محددة للرد لاتخاذ الاحتياطات اللازمة

حذرت مصر إسرائيل من استهداف أي أهداف إيرانية في أجوائها

كشف مصدر مصري لـ"العربي الجديد" عن تفاصيل اتصالات أجرتها القاهرة مع طهران وتل أبيب، قبيل الرد الإيراني على إسرائيل، رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق في مطلع شهر إبريل/ نيسان الحالي. وقال المصدر إن القاهرة "استبقت الرد الإيراني، بالتأكيد للمسؤولين في طهران، على عدم المشاركة في استهداف المسيّرات أو الصواريخ الإيرانية التي قد تقترب من الأجواء المصرية في طريقها نحو أهداف إسرائيلية"، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن "الجانب الإيراني أبلغ مصر عبر قنوات أمنية بتوقيتات محددة للرد، وذلك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة بشأن عمليات الطيران المدني". ووفقاً للمصدر "كان هناك تبادل معلومات رفيع المستوى بين القاهرة وطهران قبيل بدء الضربة الإيرانية".

من جهة ثانية، قال المصدر إن القاهرة "حذّرت المسؤولين في حكومة الاحتلال من استهداف أي أهداف إيرانية في الأجواء المصرية، كما حدث في أوقات سابقة، عندما أسقطت مسيّرات حوثية في محافظة البحر الأحمر المصرية، ما تسبب في أضرار مادية وكذلك خسائر في قطاع السياحة". وأصدر وزير الدفاع المصري، الفريق محمد أحمد زكي، حسب المصدر، تعليمات برفع حالة الطوارئ والجهوزية وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي في محيط الإحداثيات التي أبلغت بها طهران القاهرة.

وقال المصدر المصري إن القاهرة "كانت قد ردت على طلب أميركي بالمشاركة في استهداف الصواريخ والمسيرات الإيرانية خلال الهجوم للحد من فاعليته على إسرائيل بالرفض، مشددة على اتباعها سياسة عدم التدخل والتزام الحياد، في إطار الأدوار التي تلعبها في المنطقة"، مشيراً إلى أن "الفترة الأخيرة شهدت تحسناً كبيراً في العلاقات بين القاهرة وطهران، وصل إلى حد التنسيق في بعض الملفات ذات الاهتمام المشترك، مثل أزمة الملاحة في البحر الأحمر، وتداعياتها على المرور في قناة السويس، إضافة إلى ترتيبات متعلقة بالوضع في قطاع غزة".

في مقابل ذلك، اعتبر مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية أن "التطور الجديد الذي شهده الرد الإيراني يحمل رسالة شديدة الوضوح حول مستوى التنسيق بين محور المقاومة وطهران، والتأكيد على عدم السماح بكسر غزة ومقاومتها تحت أي ظرف". وقال المصدر، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، إن "الحديث عن قبول مكونات محور المقاومة بالضغوط الدولية للتخلي عن المقاومة في قطاع غزة جاء الرد عليه بشكل عملي من طهران"، مؤكداً أن "المقاومة في غزة لا تزال بخير وقادرة على الصمود في الميدان، وإلحاق الخسائر بقوات الاحتلال لشهور قادمة"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "حكومة الاحتلال لن يكون بمقدورها دفع المقاومة للقبول بسيناريوهات استسلامية"، على حد قوله.

وقال وزير الخارجية المصري السابق، السفير محمد العرابي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما جرى من هجوم (الرد الإيراني) هو ما سبق وحذرت منه مراراً وتكراراً القيادة السياسية المصرية التي أنذرت من تداعيات الحرب الإسرائيلية على اتساع رقعة النزاع ودخول أطراف أخرى إلى حلبة الصراع".

من جهته، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير حسين هريدي، لـ"العربي الجديد"، إنه "بشكل عام لا تتدخل مصر بين إيران وإسرائيل، لكن في الوقت ذاته فإن مصر دعت كل الأطراف إلى ضبط النفس والحيلولة دون التصعيد، من خلال البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية". وكانت مصر قد أعربت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، في بيان سابق، عن قلقها البالغ تجاه ما جرى الإعلان عنه من إطلاق مسيّرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مطالبةً بـ"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر".

واعتبرت مصر أن "التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية / الإسرائيلية حالياً ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه مصر مراراً، من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على أثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التي تمارس في المنطقة".

من جهته، أعرب الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عمار فايد، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن اعتقاده بأن "مصر راضية عن تطورات الأحداث حتى الآن، لأنها تظهر تمسك الأطراف بعدم توسيع الحرب والدخول في مواجهات مباشرة، وهذا هو ما يعني القاهرة بالأساس، لأن ارتدادات ذلك ستكون مباشرة على مصر، خاصة زيادة المخاطر على الملاحة في باب المندب، وبالتالي تضرر قناة السويس، وطبعاً تدهور قطاع السياحة، خصوصاً في جنوب سيناء، لأنها ستكون عرضة لصواريخ مليشيات موالية لإيران".

أما أستاذ علم الاجتماع السياسي سعيد صادق، فقال لـ"العربي الجديد"، إن "مصر قلقة من انعكاسات أي حرب على اقتصادها، بعد أن أثرت حرب غزة على قناة السويس، ولذلك فإن حرباً في الخليج معناها إمكانية التأثير على أهم مورد للعملة الأجنبية، وهو تحويلات المصريين من دول الخليج".

المساهمون