خاص | احتمالات حلحلة في أفق مساعي وقف إطلاق النار في غزة

خاص | احتمالات حلحلة في أفق مساعي وقف إطلاق النار في غزة

15 مارس 2024
على أنقاض منزل في مدينة غزة، أمس (أشرف عمرة/الأناضول)
+ الخط -

ضغوط أميركية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار

قيادي في حماس لـ"العربي الجديد": الحركة غير متمسكة بالسلطة

نتنياهو يصر على عدم توسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض

يواصل الوسطاء في قطر ومصر جهودهم من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وسط ضغوط أميركية خلقتها الأوضاع المعيشية القاسية في القطاع، ومعاناة مناطق عدة من مجاعة حقيقية، في ظل إحكام جيش الاحتلال الإسرائيلي السيطرة لمنع وصول قوافل المساعدات إلى مناطق الشمال.

وفي هذا الإطار قال مصدر مصري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الساعات الأخيرة شهدت اتصالات مع قيادة حركة حماس من أجل تحريك المشهد"، مضيفاً أن الحركة "أظهرت تجاوباً كبيراً مع تحركات الوسطاء، في استشعار واضح لمعاناة المواطنين في القطاع". وأشار إلى أن "هناك حلحلة تلوح في الأفق، وإن كانت لم تصل إلى المستوى المطلوب لتفعيل اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار والشروع في تبادل الأسرى".

ضغوط أميركية باتجاه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

ورجّح المصدر أن "يكون هناك تحوّل نسبي في الموقف الإسرائيلي خلال الساعات المقبلة، تحت وطأة الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية" بشأن وقف إطلاق النار في القطاع، مضيفاً أنه "على الرغم من أن التحرك يتم على أساس اتفاق إطار باريس (محادثات أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي)، إلا أن هناك توافقاً بين الوسطاء حول ضرورة البدء باتفاق تمهيدي قد يستغرق أسبوعاً".

مصدر مصري: الاحتلال لا يزال متمسكاً برفض الانسحاب من غزة 

ولفت إلى أنه "لا يزال هناك تمسك من الجانب الإسرائيلي، برفض الانسحاب من غزة في الوقت الراهن، لكن في المقابل بدا أن هناك تراجعاً في ما يخص فكرة عودة المواطنين للشمال (شمالي القطاع)".

ولفت المصدر إلى وجود "قلق بالغ لدى المسؤولين في واشنطن، من تصاعد الوضع على الجبهة اللبنانية، وسط دفع من جانب وزراء في مجلس الحرب الإسرائيلي لإطلاق حرب جديدة ضد حزب الله في لبنان"، كاشفاً في الوقت ذاته عن أن القاهرة "لعبت دوراً خلال الأيام الأخيرة الماضية، ضمن محاولات السيطرة على الوضع في الإقليم".

"حماس" غير متمسكة بالسلطة

في غضون ذلك، قال قيادي في حركة "حماس"، إن "المخططات التي تسعى حكومة الاحتلال لفرضها من خلال استحداث إدارة تتولى الجوانب الميدانية في القطاع عبر متعاونين فلسطينيين معها، لن تنجح"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "من سيتجاوب مع تلك الأفكار، سيلفظه الشارع الفلسطيني أياً كان". وتابع: "أي شخص سيأتي على ظهر دبابة إسرائيلية، لن يكون مقبولاً أبداً".

قيادي في "حماس": هناك خطة إسرائيلية لاستهداف الشرطة في القطاع وتحديداً في الجنوب

وجدّد القيادي في "حماس" موقف حركته، قائلاً إن الحركة "غير متمسكة بالسلطة، وإنها أبلغت الوسطاء وبعض الأطراف الدولية والعربية، استعدادها لتشكيل حكومة وحدة وطنية من دون أن تشارك فيها، بعد أن يتم التوافق على إطار عملها العام والمدى الزمني لها".

وأوضح أنه "على الرغم من ذلك، هناك عرقلة من جانب الاحتلال والإدارة الأميركية، اللذين يرفضان أي دور لحماس"، مشدداً على أن هذا "أمر مستحيل، كون حماس هي جزء أساسي من نسيج الشعب الفلسطيني، ولا يوجد بيت ولا عائلة في القطاع إلا هناك الكثير منها من أبناء الحركة".

ولفت إلى "وجود مخطط واضح ومدروس من جانب الاحتلال، لاستهداف الشرطة في القطاع وتحديداً في الجنوب، في الوقت الحالي، لتحقيق أكثر من هدف، أولها إحداث حالة من الفوضى، والثاني تهيئة الأجواء لمتعاونين مع الاحتلال، لفرض سيطرتهم على الأرض لإحداث انقسام داخلي".

وأوضح أن "اغتيال الاحتلال رئيس لجنة الطوارئ في رفح، نضال الشيخ عيد، ونائب مسؤول عمليات الشرطة، محمد أبو حسنة، يأتي في إطار هذا الهدف"، محذّراً من "تعاطي بعض الأطراف العربية مع المخطط الإسرائيلي، كونه غير قابل للتنفيذ، وكذلك لكونه يهدف لإحداث حالة من الفوضى لن تكون في صالح أي طرف سوى الاحتلال".

مؤشرات إيجابية 

وفي السياق، قال الباحث في العلوم السياسية، والمختص بالشؤون الإسرائيلية، مأمون أبو عامر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هناك مؤشرات إيجابية في ما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار والاقتراب من صفقة تبادل للأسرى، لكن العقدة الآن في (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو".

وأضاف أن الأخير "يرفض أن يعقد هذه الصفقة من خلال إعطاء الوفد المفاوض صلاحيات واسعة في هذا الاتفاق، خصوصاً في ظل وجود مرونة من حماس، من أجل التوصل إلى اتفاق"، لافتاً إلى أن "إسرائيل على المستويين السياسي والعسكري، وسط استمرار الضغط العسكري على حماس في القطاع، ترغب في التوصل إلى اتفاق ليس من خلال طاولة المفاوضات".

أبو عامر: لأمر يتعلق بشخص واحد وقرار واحد وهو نتنياهو

وتابع أبو عامر: "ولكن على الرغم من ذلك، فإن المؤشرات الإيجابية على إمكانية الوصول لصفقة، أكثر من السلبية، إذ الأمر يتعلق بشخص واحد وقرار واحد وهو نتنياهو، والذي عرقل الوصول لهذه الصفقة، لأنه يفضل الضغط العسكري على حماس، لتقديم تنازلات، بدلاً من الوصول إلى اتفاق دبلوماسي عبر الوسطاء".

وحول موضوع التصعيد وإمكانية توسع المواجهة العسكرية في المنطقة، قال أبو عامر، إنه "أحد المخاوف التي تهيمن على الإدارة الأميركية، ولذلك من الواضح تماماً أن واشنطن تحاول قدر الإمكان، الضغط على نتنياهو، من أجل تخفيف المواجهة، وبالتالي تقليص فرص توسعها".

المساهمون