وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الأوضاع في رفح بـ"المأساوية"، مؤكداً أنّ وضع الوكالة لا يزال دقيقاً من الناحية المالية "ولكن ستبذل الجهود للمحافظة على عملها ونشاطها واستمرارها في لبنان والمنطقة".
جاء حديث لازاريني، خلال مؤتمر صحافي عقده، اليوم الاثنين، في بيروت، عقب اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بحضور مديرة شؤون الوكالة في لبنان دوروثي كلاوس، ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن.
وقال لازاريني: "التقيت صباح اليوم الرئيس ميقاتي وتحدثنا بداية عن الأوضاع المأسوية في رفح، في ظل نزوح حوالي مليون شخص يشكلون نصف سكان غزة"، مضيفاً: "رأينا بالأمس صورة مزعجة ومرعبة للضحايا هناك، كما أنّ الاتصالات غير متوفرة مع الزملاء على الأرض وفي الميدان".
وأضاف: "كما ناقشنا مع الرئيس ميقاتي الأوضاع المالية العامة، فنحن في وكالة أونروا، نتحرك شهراً بشهر ويوماً بيوم، وهي تعاني منذ سنوات من أزمة مالية تفاقمت في شهر يناير/كانون الثاني، عندما صدرت ادعاءات إسرائيلية جمدت 16 دولة مانحة على أثرها تبرعاتها في ذلك الوقت".
وأشار لازاريني إلى أنّ "هناك 14 دولة في الاتحاد الأوروبي وأستراليا واليابان وكندا وغيرها استأنفت جميعها تبرعاتها للوكالة، ولكننا لا نزال بحاجة إلى التمويل المالي من الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت أنها لن تستأنف تبرعاتها قبل شهر مارس/آذار من العام المقبل، وبريطانيا أيضاً لم تستأنف تمويلها للوكالة".
وأردف أنّ "الدول المانحة التي كانت قد جمّدت تمويلها للوكالة قد استأنفت دعمها، كما أن هناك عدداً من الدول زاد من مساهمته، وهناك دول جديدة بدأت تدعم الوكالة، وما رأيناه أيضاً هو نوع من التضامن الكبير من قبل الناس والأفراد، وجهود جمع التبرعات من الأفراد قد ساهمت بجمع أكثر من 120 مليون دولار للوكالة".
وتابع "الوضع لا يزال دقيقاً من الناحية المالية، ولكنني أبلغت الرئيس ميقاتي بأننا سنقوم بكلّ ما في وسعنا لنحافظ على كل عملنا وأنشطتنا واستمرارها في لبنان والمنطقة"، مشيراً إلى أن "عدد موظفي الوكالة الذين قتلوا في غزة بلغ 192، وهو رقم غير مسبوق، كما أنّ عدد المرافق التي دُمرت أو تضررت هائل، كذلك فإنّ عدد القوافل التي جرى اعتراضها أو مهاجمتها كبير جداً، بالإضافة إلى ذلك هناك بعض من يدعي أنّ الوكالة هي إرهابية وغير ذلك من التعابير".
ورداً على سؤال حول "ما إذا اطلع على تفاصيل القصف الذي حصل أمس في رفح"، قال لازاريني: "لا يمكنني أن أعلّق على هذا الموضوع، لأننا لم نتواصل بشكل جيد مع فرقنا في الميدان. لقد رأيت صوراً مرعبة ومزعجة تماماً، وأعتقد أننا كنا واضحين تماماً من أنه لا يوجد مكان آمن في غزة"، مشيراً إلى أن "المطلوب هو وقف لإطلاق النار لكي نتمكن من زيادة المساعدات في قطاع غزة، فهذه مشكلة حقيقية اليوم، كما أننا نطالب أيضاً بإطلاق الأسرى والرهائن".
من ناحية ثانية، توقف لازاريني عند إغلاق فصائل وقوى فلسطينية مكتب "أونروا" في بيروت وإدارات المناطق في المدن اللبنانية والاحتجاجات الحاصلة، عقب اتخاذ الوكالة إجراءات بحق موظفين، بزعم مخالفتهم الحيادية الوظيفية، ولتعبيرهم عن رأيهم بخصوص غزة والمقاومة.
وقال لازاريني: "تطرقنا مع الرئيس ميقاتي إلى الضغوط التي تتعرض لها الوكالة في لبنان، حيث إنه ومنذ أكثر من شهرين يجري منع موظفي الوكالة من الوصول إلى مكاتبهم، وقد تمت إعادة فتح المكاتب يوم الجمعة الماضي ولمدة أسبوع فقط، وهذا أمر غير مقبول".