يدشن رئيس الحكومة المكلف عزيز أخنوش، يوم غد الجمعة، جولة ثانية من مفاوضات تشكيل الحكومة المغربية الجديدة، بلقاء قيادة كل من حزبي "الأصالة والمعاصرة"، الذي حل ثانياً في اقتراع الثامن من سبتمبر/أيلول الجاري، و"الاستقلال" المحتل للمرتبة الثالثة.
وكشفت مصادر متابعة لمفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة لـ"العربي الجديد" أن زعيمي حزبي "الأصالة والمعاصرة " و"الاستقلال" تلقيا دعوة من رئيس الحكومة المكلف لعقد جولة ثانية من المفاوضات غداً الجمعة.
ولفتت المصادر إلى أن الجولة الجديدة ستكون حاسمة لكونها ستحدد بشكل نهائي مكونات الائتلاف الحكومي القادم، الذي تشير كل المعطيات إلى حد الساعة أنه سيكون من الأحزاب الثلاثة الأولى المتصدرة لنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأسبوع الماضي، كما ستكون محطة للانتقال إلى مناقشة تفاصيل عرض رئيس الحكومة المكلف بشأن القطاعات الحكومية التي ستؤول إلى كل حزب.
وبحسب المصادر، فإن من المتوقع انعقاد المجلسين الوطنيين لـ"الأصالة والمعاصرة" و"الاستقلال" يومي الجمعة والسبت على التوالي، من أجل حصول قيادة الحزبين على التفويض بشأن المشاركة في الحكومة القادمة وتدبير المفاوضات بشأن الحقائب الوزارية والشخصيات التي ستتولاها.
ويبدو أنه سيتم استئناف النقاش والمفاوضات يوم غد حول مطالب الحزبين بتولي تدبير قطاعات حكومية مهمة من قبيل الاقتصاد والمالية والزراعة والنقل والتجهيز والتعليم، فضلًا عن القطاعات الاجتماعية كقطاع الأسرة والتضامن والشغل.
ووفق المصادر، فإن تلك القطاعات الحكومية، فضلاً عن رئاسة مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي) تشكل تحدياً للمفاوضين في ظل تمسك حزب التجمع الوطني للأحرار "بتدبير قطاعات من قبيل الاقتصاد والمالية والزراعة والتعليم ورغبة وحرص "الأصالة والمعاصرة" و"الاستقلال" على الظفر ببعضها لما لها من أهمية.
وفيما قالت المصادر إن إمكانية مشاركة حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية " تبقى إلى حد الساعة مستبعدة ما لم تقع مفاجأة في الربع الأخير من عمر المفاوضات، كان لافتاً، اليوم الخميس، الهجوم الذي شنته جريدة الحزب في افتتاحيتها ضد حزب "الأصالة والمعاصرة".
وقالت الصحيفة إن "القراءة البسيطة لمجريات ما بعد الاقتراع، في الديمقراطيات العريقة، تكشف بأن الحزب الذي يطمح إلى القيادة السياسية بواسطة الانتخابات، يُسقط طموحه في هذا الباب عندما يرتبه الرأي العام في الصف الثاني، لا سيما عندما يكون قد اختار حليفه السياسي، ورافع ضد الفائز في الانتخابات قبل فوزه".
وكان رئيس الحكومة المكلف قد أكد أمس الأربعاء، في ختام الجولة الأولى من المشاورات الحكومية، أن ملامح التحالف الحكومي الجديد ستظهر خلال الأسبوع المقبل.
وقال، في تصريح صحافي، إن المشاورات مع قادة الأحزاب السياسية كانت مثمرة وبناءة، مشيراً إلى أنه سيواصل سلسلة مشاوراته بشكل منتظم خلال الأيام الجارية إلى حين التوصل إلى ملامح الحكومة المرتقبة.
والجمعة الماضية، عين العاهل المغربي الملك محمد السادس، في القصر الملكي بفاس، رئيس "حزب التجمع الوطني للأحرار"، عزيز أخنوش، رئيساً للحكومة، وذلك بعد تصدُّر حزبه للانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري.
وكانت النتائج التي أعلنتها الداخلية المغربية ليلة الأربعاء/ الخميس، قد كشفت عن ارتفاع حصيلة "التجمع الوطني للأحرار" إلى 102 مقعد نيابي، متبوعاً بحزب "الأصالة والمعاصرة" بـ86 مقعداً، وحزب الاستقلال بـ81 مقعداً. فيما احتل حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" المرتبة الرابعة بـ35 مقعداً، وحزب "الحركة الشعبية" المرتبة الخامسة بـ29 مقعداً والتقدم والاشتراكية المرتبة السادسة 22 مقعداً، في حين احتل "العدالة والتنمية " المرتبة الثامنة بـ13 مقعداً من أصل 395 مقعداً يتكون منها مجلس النواب المغربي.