جدد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، موقف بلاده حيال شمال قبرص، مؤكداً أنّ تركيا سترسل مزيداً من القوات والعتاد، رداً على قرار أميركي برفع حظر توريد السلاح إلى قبرص.
وقال جاووش أوغلو، في لقاء مع الطلاب بجامعة تركية، إنّ أنقرة سترسل مزيداً من القوات إلى شمال قبرص لحماية الأتراك فيها، وتوفر كل ما يحتاجونه من أسلحة.
وأوضح أنّ تركيا ستواصل الدفاع عن حقوقها في الجزيرة وبحرَي إيجه والمتوسط، وإن وقف العالم بأسره ضدها، مبيّناً أنّ سبب ذلك رفع الولايات المتحدة حظر توريد السلاح إلى قبرص.
وكشف الوزير التركي عن أنه سأل نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في أحد لقاءاتهم عن سبب هذه الخطوة، وقال له: "لماذا تعطون هذه الأسلحة؟"، ورد عليه الوزير الأميركي بأنها "مكافأة لدور قبرص في التعاون مع أميركا بمسألة مكافحة تبييض الأموال".
وتساءل: "ألم يكن لدى أميركا مكافأة أخرى غير السلاح؟ أعطوهم الأموال، أليسوا بحاجة للأموال؟ هذه الأسلحة التي تعطونها لهم ضد من؟".
وتابع: "تركيا ماذا تفعل؟ ستعمل على إرسال مزيد من القوات لحماية أتراك قبرص، وأسلحة وكل ما يلزم"، مشدداً في الوقت عينه على أنّ بلاده "تواصل مساعيها الدبلوماسية للدفاع عن حقوقها في قبرص وبحرَي إيجه والمتوسط".
ومنتصف سبتمبر/أيلول، أدانت الخارجية التركية بشدة تمديد واشنطن قرارها المتخذ في سبتمبر 2020 بشأن رفع حظر توريد الأسلحة إلى إدارة جنوب قبرص الرومية لمدة عام خلال السنة المالية 2023.
وفي وقت سابق من اليوم، وخلال مؤتمر صحافي، قال جاووش أوغلو أيضاً، إنّ "الولايات المتحدة تخلّت عن سياسة الحياد والتوازن في قضيتي قبرص وبحر إيجه لمصلحة اليونان، وإن الأخيرة تنتهك وضع الجزر منزوعة السلاح بشكل يخالف القانون الدولي، وتركيا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه خطوات اليونان، وستتخذ التدابير اللازمة حيالها".
وأضاف: "في الآونة الأخيرة تخلّت الولايات المتحدة عن سياستها السابقة بالحياد والتوازن، واتخذت خطوات لمصلحة اليونان، ورفعت حظر الأسلحة المفروض على الإدارة القبرصية الجنوبية لمدة عام".
وتابع: "بوصفنا دولة ضامنة، سنرسل التعزيزات اللازمة إلى جمهورية شمال قبرص التركية، وسنتخذ الخطوات الضرورية، سواء في بحر إيجه أو في جزيرة قبرص، للدفاع عن مصالحنا وأمننا وحماية حقوق القبارصة الأتراك".
وأمس الأربعاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده ستعزز وجودها العسكري في شمال قبرص، بعدما رفعت الولايات المتحدة القيود التجارية الدفاعية المفروضة على قبرص. وأضاف، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "سي أن أن تورك"، أنّ رفع القيود "يتعذر تفسيره من حيث المحتوى والتوقيت".
وقال إنّ "الولايات المتحدة، التي تتغاضى عن خطوات القبارصة اليونانيين، التي تهدد السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط، بل وتشجعها، ستؤدي إلى سباق تسلح في الجزيرة بهذه الخطوة". وتساءل: "هل سنقف متفرجين؟ لا يمكننا ذلك"، مضيفاً أنّ تركيا لديها بالفعل 40 ألف جندي في الجزيرة، وستعززهم بالأسلحة البرية والبحرية والجوية والذخيرة والمركبات.
وانقسمت قبرص في أعقاب الغزو التركي عام 1974، الذي فجّره انقلاب قصير بإيعاز من اليونان. ومنذ ذلك الحين، تدير الجزيرة إدارة قبرصية يونانية في الجنوب لا تعترف بها أنقرة. ولا تعترف سوى أنقرة بالدولة التركية الانفصالية على الجانب الشمالي من الجزيرة المقسمة.
تركيا تستهدف عمق الأراضي العراقية
وفي سياق آخر، كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أنّ القوات التركية استهدفت، قبل يومين، 16 مغارة ووكراً ومركز قيادة لمسلحي حزب العمال الكردستاني على عمق 140 كيلومتراً في جبال أسوس شمالي العراق في إقليم كردستان.
وأكد أكار، في تصريحات صحافية، أنّ عملية "المخلب - القفل" ضد معاقل "الكردستاني" شمالي العراق، "تتواصل بحزم وبنجاح كبيرين بعمق 140 كيلومتراً بعملية جوية استهدفت جبال أسوس".
وشدد على أنّ مسلحي "الكردستاني" في شمال العراق وامتداده في سورية، متمثلاً بـ"وحدات حماية الشعب" الكردية "مسلحون من ذات الجهة، ويشكلون تهديداً لتركيا ولـ85 مليوناً من شعبها".
ومنذ سنوات، تشن تركيا عملية مسلحة ضد حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة "إرهابية" في شمال العراق، فضلاً عن عمليات عسكرية وأمنية أخرى داخل تركيا وفي شمال سورية، بالإضافة إلى عمليات اعتقال للمسلحين في هذه المناطق.