تقديرات إسرائيلية: نتنياهو سيفشل في مواجهة عمليات المقاومة

تقديرات إسرائيلية: نتنياهو سيفشل في مواجهة عمليات المقاومة

16 نوفمبر 2022
تتفق معظم الأوساط الإسرائيلية على عدم إمكانية ضبط العمليات ذات الطابع الفردي (الأناضول)
+ الخط -

أبدت أوساط إسرائيلية تشاؤماً إزاء قدرة الحكومة التي سيشكلها رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو على التصدي لموجة عمليات المقاومة الفردية التي تتواصل في الضفة الغربية.

وقال يوسي يهشوع، المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إنّ الحكومة الجديدة ستفشل كما سبقت سابقتها في وضع حد لعمليات الفردية.

ونصح وزراء الحكومة الجديدة بعدم تقديم تعهدات للجمهور الإسرائيلي بوضع حد للعمليات الفردية؛ لأنّ جيش الاحتلال ليس بوسعه تقديم حلول عسكرية تضمن تحقيق هذه النتيجة.

وأضاف، في تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أنّ من يخطط لتنفيذ عملية فردية ويتزود بسلاح بسيط مثل السكين لا ينتمي إلى تنظيم بعينه، ما يقلّص فرص إحباط مثل هذه العمليات قبل وقوعها، مشيراً إلى أنّ جيش الاحتلال تمكّن من احتواء تشكيل "عرين الأسود" في نابلس، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، لأنّ له سمة تنظيمية.

واعتبر يهشوع أنّ تواصل العمليات الفردية يعكس طابع التحولات العميقة التي تتواصل في المجتمع الفلسطيني، لافتاً إلى أنّ مزيداً من الشباب غير المحسوب على التنظيمات، باتوا يبادرون لشنّ العمليات متأثرين بما تعرضه مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد يهشوع أنّ جيش الاحتلال ليس بوسعه الدفع بمزيد من القوات إلى الضفة الغربية؛ لأنّ جميع الوحدات المقاتلة توجد هناك بالفعل منذ مارس/ آذار الماضي، مشيراً إلى أنّ وجود هذه القوات داخل الضفة الغربية، مسّ بأهليتها القتالية، لأنها لم تعد قدرة على إجراء التدريبات.

وشدد على أنّ رئيس هيئة أركان الجيش القادم هرتسي هليفي، سيكون مطالباً باتخاذ قرار بشأن طابع القوات التي توجد في الضفة، متسائلاً: "هل يبقي على القوات النظامية في الضفة الغربية أم يأمر بتجنيد قوات احتياط، ما سيترتب عنه أضرار اقتصادية كبيرة، ولا سيما في ظل الأزمة التي يمر بها الاقتصاد الإسرائيلي؟".

وانتقد المعلق الإسرائيلي أداء قوات الاحتلال في أثناء العملية التي نفذها محمد مراد صوف بالقرب من مستوطنة "أريئيل" شمال غربيّ الضفة الغربية أمس الثلاثاء، التي أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وجرح آخرين، لافتاً إلى أنّ أداء هذه القوات في عمليات مماثلة كان إشكالياً.

من جهتها، تتفق المراسلة العسكرية لصحيفة "يسرائيل هيوم" ليلى شوفال، (أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً وذات التوجهات اليمينية) مع تقدير يهشوع، إذ أشارت إلى أنّ الحكومة المقبلة التي سيشكلها نتنياهو لن تكون قادرة على تغيير السياسة التي يتبعها الجيش حالياً في مواجهة المقاومة في الضفة الغربية.

وفي تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء، حثّت شوفال الحكومة المقبلة على استغلال الفرص لضمان "الاستقرار الاستراتيجي بهدف تمكين إسرائيل من مواجهة تحديات أمنية بشكل مسؤول وطويل المدى".

وأبرزت حقيقة أنّ جيش الاحتلال يرفض الدعوات إلى شنّ عملية عسكرية واسعة على نطاق حملة "السور الواقعي" التي نفذت في 2002، في الضفة الغربية.

أما المعلّق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، فقد خلص إلى أنّ عملية "أريئيل" التي وقعت، أمس الثلاثاء، تدلّ على أنّ عمليات المقاومة ستتواصل بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية وطابع الحكومة التي ستتولى مقاليد الأمور قريباً.

ورفض هارئيل في تحليل نشرته الصحيفة، اليوم الأربعاء، وصف عمليات المقاومة الفردية التي تتواصل بـ"الموجة"، مشيراً إلى أنّ هذه العمليات باتت "جزءاً من الواقع الجديد الذي قد يكون طويل الأمد".

وحول طابع مواجهة الحكومة القادمة لعمليات المقاومة الفردية، قال هارئيل: "الخطاب العدواني الذي ميّز العديد من أعضاء التحالف (الحكومي) المقبل خلال فترة وجودهم في المعارضة لن يساعد بعد الآن. لذلك، يتوقع الجمهور منهم إظهار أعمال، لا كلاماً، والحديث الفارغ عن إعادة الردع وعقوبة الإعدام للإرهابيين والدعم الكامل للجنود ورجال الشرطة، يجب أن يصمد أمام اختبار الواقع".

المساهمون